“تأتي ساعةٌ يظنُّ فيها كلُّ من يقتلُكم أنه يقدِّمُ خدمةً لله”.
غريبٌ أمرُ هؤلاء الذين يدّعون الإيمانَ بالله ويحملون السلاحَ والمتفجرات ليقتلوا أبناءَ الله. غريبٌ أمرُ هؤلاء الذين يقولون بأنهم يحملون كتابَ الله ويجولون في أرضِ الله ليقتلوا عبيَدَه المسالمين. غريبٌ أمرُ هؤلاء الذين يؤمنون بالجنَةِ ولا يدخلونَها الاّ وأياديهم ملطَّخةٌ بدماءِ الأبرياء.
ليسَت هي المرّةُ الأولى التي يرتكبُ فيها أمثالُ هؤلاء، في بلادِنا، جريمةً نكراءَ كالتي إرتكبوها في كنيسة مار إلياس بضاحية الدويلعة بدمشق. جرائمٌ كثيرةٌ مماثلةٌ تروي قصصَها كتبُ التاريخ منذ مئات السنين. أليسَ هذا ما إرتكبَه أمثالُهم في دمشق في سنة 1860؟ أليس هذا ما إرتكبَه أمثالُهم في البنطس وكباذوكيا وسميرنا وآسيا الصغرى في مطلعِ القرن العشرين؟ أليس هذا ما نفَّذته عصاباتُ الشرِّ بحقِ الروم والأرمن والسريان والأشوريين في الأناضول والعراق؟ أليس أمثالٌهم من قتلوا الأبرياءَ الأقباطَ في ليبيا في وضح النهار وعلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط؟ أليس أمثالُهم من إجتاحوا القسطنطينية في سنة 1453، وقتلوا فيها العجزةَ والنساء والأطفال ودنّسوا الكنائس والأديرة؟
نستذكرُ هذه المجازر التاريخية لنطالبَ المسلمين، إخوتَنا في الإنسانية والوطنية، أن يجرِّموا هذه الأفعال بأقصى التعابير والمواقف والإجراءات، وأن يحرِّموا إستعمالَ التعاليم الدينية في خدمةِ الكراهية والتعصّبِ والتمييز. كلنا أبناءُ الله نُدعى، ومن واجبِنا أن نقفَ سدّاً منيعاً في وجهِ الأصوليةِ النابعةِ من جهلِ القيمِ السماويةِ والرسائل الإلهية.
لكنَّنا نلاحظُ بأنَّ هذا التصرّفِ الشنيع الذي يُرتكبُ بإسمِ الدين ينبعُ من معتقداتٍ دفينةٍ تؤمنُ بأحاديةِ المكوِّنِ الديمغرافيّ والإجتماعي والسياسيّ في بلادنا، بحيثُ يُحرمُ المسيحيون وغيرُهم من مكوِّنات المجتمع المشرقي من حقوقِهم الأساسية، ويُعتبرون ضيوفاً دُخلاءَ على أوطانِهم. لن تستقيمَ أمورُ بلادِنا ما لم يُعترفْ لكلِّ المكوِّنات المسيحية فيها بحقوقٍ كاملةٍ متساويةٍ مع الأغلبية الديمغرافية، وما لم يعطَوا دوراً واضحاً ووازناً في إدارةِ أوطانِهم وشؤونِهم.
تثمِّنُ الجمعية الثقافية الروميَّة الموقفَ الشجاعَ لصاحب الغبطةِ البطريرك كيريوس كيريوس يوحنا العاشر (يازجي) الى جانبِ الضحايا وعائلاتِهم، وتثمِّنُ أيضاً مواقفَ رؤساء الكنائس المسيحية على المدى الأنطاكي الذين إنضمّوا الى غبطتِه في مؤاساةِ المفجوعين، وتقدِّرُ بالأخصّ مشاركةَ غبطة البطريرك كيريوس كيريوس يوسف (العبسي) في زيارةِ موقعِ الجريمة والمشاركةِ في الصلاةِ عن أنفسِ الشهداء. وترى الجمعيةُ في تضامنِ جميعِ بطاركةِ العالم الرومي وأساقفتِه وفي مواقفِ الدولِ الحرّة وفي مقدّمِها اليونان وقبرص دليلاً على الوحدةِ في الشدائد.
ندعو جميعَ المسيحيين في المدى الأنطاكي الواسع لتوحيد الكلمة، ورصِّ الصفوفِ، والتعالي عن الإختلافات المذهبية والسياسية، ليفرضوا، بالمحبة المسيحية التي أوصاهم بها سيّدُهم وإستشهدَ من أجلها الآلافُ منهم منذ ألفي عام، وجوداً كريماً سيدّياً في هذه البلاد التي كانوا هم في أصلِ وجودِها وتكوينِها. وليعلموا بأنَّ الرجاءَ المسيحيّ في هذه الحياة الدنيا وفي الآخرة لن يخيبَ أبداً.
خبر عاجل
-
⭕دعم أميركي جديد للجيش اللبناني… صفقة بيع عسكرية بنحو 100 مليون دولار
-
رسميا… إليكم القرعة الكاملة لكأس العالم 2026
-
قرعة كأس العالم 2026
-
اعلنت المديرية العامة للجمارك أن قوة من ضابطة شتورا، تمكنت وبعد استقصاءات دقيقة، من تحديد موقع مستودع مشبوه، فقامت قوّة مشتركة من وحدات الضابطة بمداهمته وضبطت ما يقارب طنًّا من المواد التبغية المهرَّبة والمقلَّدة.تم حجز البضاعة واقتياد صاحبها إلى مركز الجمارك لإجراء المقتضى القانوني بإشراف القضاء المختص.
-
توم برّاك



