المطران بولس عبد الساتر: حياته كانت مليئة بالإنجازات والأوسمة وكان يفتخر دائمًا باختيار الرب له ومحبة الناس له كانت الوسام الكبير على صدره
ودّعت أبرشية بيروت المارونيّة برعاياها وكنائسها وجامعتها ومعاهدها ومدارسها وكهنتها، ومجدل المعوش الخورأسقف جوزف مرهج النائب العام السابق للأبرشية ورئيس جامعة الحكمة ومدرسة الحكمة مار مارون في جديدة المتن السابق، في كنيسة مار جرجس الرعائيّة في مجدل المعوش.
ترأس الصلاة لراحة نفسه رئيس أساقفة بيروت المطران بولس عبد الساتر يحيط به النائب الأسقفي المونسنيور بيار أبي صالح ورئيسا جامعة الحكمة السابقان المونسنيور كميل مبارك وخليل شلفون والمتقدم في الكهنة المونسنيور نعمة الله شمعون ورئيس مدرسة الحكمة الأم السابق الخوري عصام إبراهيم ولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات. وشارك في صلاة الجناز شخصيات سياسية واجتماعية وأكاديمية وتربوية ورؤساء بلديات ومخاتير.
وبعد الإنجيل المقدس الذي تلاه المونسنيور بيار أبي صالح، ألقى المطران عبد الساتر عظة تحدّث فيها عن مزايا المونسنيور مرهج الروحية والرعوية والأكاديمية، وقال: فخر الكاهن أن الرب اختاره من بين الناس لكي يفرح مع الفرحين ويحزن مع المحزونين، ليكون الأب والأخ والصديق الكبير في الأيام الصعبة. الكاهن يعزّي ويشجّع الناس ويرشدهم على طريق الرب.
الكاهن فخره بكهنوته وليس بالمسؤوليات التي حملها. ونحن في الأبرشية ذكرنا بعض المسؤوليات التي تسلمها المونسنيور مرهج، وفاء منّا له لأنه تسلّم مسؤوليات كثيرة في الأبرشية ولأنه كرّس حياته لها وأعطاها من وقته وجهده. نحن نشكرك مونسنيور مرهج على كل الذي قمت به في حياتك الكهنوتيّة. نشكرك على وقوفك الى جانب كل محتاج لإرشاداتك ونصحك ومحبتك ولكل محتاج لتشجيعك ولتعزيتك أو لتفرح معه.
فرحتنا نحن الكهنة أن الرب اختارك وهو أعطاك وأعطانا من نعمه.

سيرة حياة المونسنيور مرهج مليئة بالإنجازات التي حققها وبالأوسمة التي يحملها من لبنان ومن الخارج. ولكن وسام كان يحمله ويضعه دائمًا على بدلته، هو وسام الإستحقاق الذي منحه إياه فخامة الرئيس إميل لحود الذي كان يفتخر به ويعتّز بصداقته معه.
هو لم يفتخر بالأوسمة اللبنانيّة والدولية التي مُنحت له، بل كان يفتخر دائمًا باختيار الرب له ومحبة الناس له، كانت الوسام الكبير على صدره.
نضع المونسنيور مرهج بين يدي الرب المخلص، ونقول له: أنظر يا رب إلى أعمال المحبة التي قام بها وأنظر إلى الخدمات التي قام بها من دون ضجيج. أنت يا رب أنظر إلى قلبه المليء محبة، ولا تنظر الى ضعفه ولا إلى أخطائه. أعطه يا رب أن يسمع الى كلمات الحنان منك وأعطه أن يجلس الى مائدة ملكوت السماء ويتمتع بالحياة الأبدية التي ليس فيها حزن ولا دموع. الحياة التي كلها محبة مع الله الآب والإبن والروح القدس، المحبة مع الأبرار والصديقين مع الكهنة وكل الذين سبقوه الى الحياة الأبدية. نرفع صلواتنا للرب لأننا نعرف أن إلهنا هو إله رحمة ومحبة.
نحن الذين عشنا مع المونسنيور يوسف والذين عملنا معه سنتذكره ونذكره دائمًا بصلواتنا ليتمتع بالحياة الأبدية.
أنتم يا أهل مجدل المعوش تعرفون المونسنيور يوسف بطريقة أخرى، نحن نعرفه من خلال خدمته في الأبرشية والرعايا التي عاش فيها. هو الذي أسس كنيسة القديسة ريتا في حرش تابت، وهو الذي خدم رعية بعبدات وأهالي هذه البلدة ما زالوا يذكرونه بالخير. وهو الذي خدم رعية مار يوسف الحكمة. أما أنتم أهل مجدل المعوش فكان بالنسبة لكم الأب والأخ وأنتم تعرفون كم كان يحمل هموم بلدته وأبنائها في قلبه منذ التهجير ولعودة العائلات الى منازلها. فكان دائمًا الى جانبكم بقدر المستطاع. وكم كان هَم بناء كنيسة مار جرجس كبيرًا في قلبه، ونأمل أن تنتهي الأعمال فيها بصلاة المونسنيور مرهج من حيث هو.
المونسنيور يوسف الذي عاش بيننا لسنوات طويلة كان يعرف كيف يحب وكيف كان يفرح لنجاح الإنسان، وهو كان يفرح لكل نجاح كاهن في رسالته.
تستمر العائلة بتقبل التعازي الوم في كاترائية مار جرجس في بيروت حتى الساعة السادسة مساء.



