..وكم نحن ولبنان وأبرشية بيروت وجامعة الحكمة ومدارسها بحاجة الى صلاتك من عليائك..إلى اللقاء يا أكرم الراحلين

إذا سُئلتُ يومًا مَن هم الٱباء الكهنة الذين أثّروا بي يوم كنتُ تلميذًا في الحكمة أم البنين.. ومَن من الٱباء الكهنة الذين قدّروا محبتي وقدراتي في عملي، خادمًا أمينًا في مجالات عملي في الحكمة وفي أبرشية بيروت، لن أتردّد بالقول بونا مرهج.. فكان معلمي وأنا بعدُ تلميذًا له في صف الأول ثانوي ودعاني لأكون معه مستشارًا إعلاميًا لجامعة الحكمة في انطلاقتها الجديدة التي أراد المطران بولس مطر أن يتوّج رسالته في أبرشية بيروت، بتحويل كلية الحقوق في الحكمة الى جامعة وطنية كبيرة فيها الكليات التي يحتاج إليها اللبنانيون، وعهد رئاستها لرفيق عمره ودربه المونسنيور جوزف مرهج، الذي رفع شعار: جامعة الحكمة ستخرج حَمَلة شهادات لا حَمَلة جوزات سفر.


نسجتُ مع المونسنيور مرهج معلمي ورئيسي علاقة فيها طيبة أبناء الجبل وتواضع الكبار.. ولهذا كنت في عيد ميلاده أجمع حوله ريتا وأنا أصدقاء له منهم انتقل الى دنيا الحق ومنهم ما زال بيننا.. والإحتفال بعيده في منزلي استمر حتى الى ما بعد استقالته من رئاسة جامعة الحكمة لبلوغه سن التقاعد.. وفي كل مرة يعيد نفس الكلام وهو يبارك مائدة المحبة.. نحن في بيت الوفا… وريتا وجورج للوفا عنوان.
لك أقول مونسنيور أن ذكراك ستبقى في قلب ريتا وليا وديمتري وفي قلبي، لأنك أنت للوفا والإخلاص والحب عنوان.
وعيد المونسنيور مرهج أصبح عيدين.. وأصر هو أن يصبح عيدين، عيده وعيد صديقه العزيز غسان حجار مدير تحرير النهار.. والصور تتكلم وفيها الحبيب بوسي والنقيب الراحل عصام كرم، الذي أصرّ المونسنيور مرهج لنلتقي معًا في مربع كرم ملحم كرم في دير القمر لنلبي دعوة النقيب عصام، في برد وعواصف وثلج “كوانين”، لأني، قال لي مونسنيور مرهح، قد تكون دعوة النقيب عصام لنا الدعوة الأخيرة.. فصدق حدسه وبعد أسبوع رحل النقيب عصام الى دنيا الحق.
مونسنيور سيبقى ذكرك مؤبدًا في قلبي وصلاتي.. وكم نحن وأبرشية بيروت وجامعة الحكمة ومدارسها بحاجة الى صلاتك من عليائك.
إلى اللقاء يا أكرم الراحلين.