الخوف عدو الحاكم ولا يبني وطنا

المواجهة اليوم بين اميركا واسرائيل من جهة وايران وما تبقى من اذرعها من جهة اخرى، قد تكون الاخيرة فعلى الاطراف كافة ان “تعمل حساباتا”. وفي طليعة هؤلاء لبنان حيث تواجه الدولة ومؤسساتها ميليشيا حزباللا والمسلحين اللاشرعيين.
ذاننا امام متغيرات جيوسياسية جذرية، حيث لا مجال للعواطف. من واجب الحاكم ان لا ينسى، او يتناسى، ان ما حل بوطننا وشعبنا من ويلات يعود لاعتماد سياسة “ابو ملحم” وتدوير المربعات.
منذ اتفاق القاهرة المشؤوم، نسي اللبنانيون ان هناك دستورا وقوانينا، فشرّعوا الحدود و”ضبضبوا الجيش في الثكنات” خوفا من ان ينقسم، فانقسم، وتحوّل لبنان الى موطن الارهاب ووقع تحت الاحتلالات: فلسطينيا… سوريا… ايرانيا..
واليوم يدعو القرار 1701 الدولة ان تكون دولة، ويطالبها المجتمع الدولي باسترجاع القرار الوطني وبسط سيادتها على كامل التراب اللبناني، ولكن مع الاسف لا يزال، باللا وعيها، يربطها بالماضي خيط موجع وهو الخوف…. نعم الخوف…: “اوعا الجيش ينقسم”.. “اوعا يصير حرب داخلية”… “اوعا المواجهات الطائفية و المذهبية”.. فخسر لبنان كل شيء حتى خسر نفسه: الخوف هو العدو الاول للحاكم ولا يبني وطنا.

حكامنا اليوم مسؤولياتهم كبيرة، وكبيرة جدا، فلبنان امام خيارين لا ثالث لهما: إما ان تتحمل السلطة المسؤولية كاملة وتنفذ برنامجها ووعودها حماية للشعب كل الشعب والوطن كل الوطن، او تتخاذل وتتراجع عن تنفيذ مقرراتها.
يجب عليها ان تبدأ باستلام السلاح الفسطيني كما هو مقرر دون اي تاخير ولو كان بحدود الساعات، وبالتوازي على الجيش والقوى المسلحة، وضع روزنامة لاستلام كل سلاح متفلت، بدءا من سلاح حزباللا وما عدا ذلك فالمستقبل سيكون قاتما جدا.
سيدي الرئيس، وحدك اقسمت يمين حماية وطنك وشعبك، وبمحض ارادتك وقناعتك اطلقت وعودا بخطاب القسم، فلا تتهاون لان الثمن سيكون غاليا جدا.
سيدي رئيس مجلس الوزراء، انت ترأس حكومة تضم ممثلين عن الاحزاب والتجمعات وخاصة عن حزباللا وامل، فلا تتراجع عن تنفيذ البيان الوزاري امام الصعاب، فانت وحكومتك شريكان في إعمار لبنان او تهديمه…
جوزاف عون ونواف سلام سيحكم التاريخ عليكما سلبا ام ايجابا والقرار بين ايديكما، واعلما انه اذا كان لدى حزباللا بيئة، فلبنان وشعبه، مقيما ومنتشرا، هو وطنكما ومعكما.

يقول المثل الفرنسي: ” يللي بدو يعمل عجي بدو يكسر بيض” ويقول مثل آخر: من لا يخاطر بشيء لا يربح شيئا” Qui ne risque rien ne gagne rien