إلى الفارس الحكيم.. لو كنتُ أنا أنت… (جورج سعد)

كم أفتخر بالقول لأصدقائي أني أنتخب الدكتور فارس سعيد في الإنتخابات النيابية في بلاد جبيل، ليس فقط من أجل خطابه السيادي الحرّ، بل أيضًا ردًا على الحرب الكونيّة التي كانت تُشن عليه في الإنتخابات من كل الأحزاب وعلى الرغم من هذه الحرب ينال الفارس الحكيم ما يُقارب ال ستة ألاف صوت تفضيلي.. وهذا “السكور” أعتبره وسامًا وانتصارًا له، والأصوات المؤيدة له هي وفاء لحكيم الفقراء وحبيبهم ومبلسم جراحهم النائب الدكتور أنطون سعيد الذي ما زال في عقول وقلوب الجبيليين وإن مضى على رحيله المبكر عن هذه الدنيا أكثر من ستين سنة.
أيها الفارس الحكيم، كما أوصاني طوني سعد أخي الذي حضنته أنت والحبيب كريم الحاكم الأمين، أن أناديك، لم يكن من منطلق عائلي أو رابط دم، أو محبة أو وفاء فقط، بل نابع من مواقفك الجريئة من أجل لبنان السيد الحرّ المستقل والذي كنت ترفض وما تزال من خلالها، الإحتلالّين السوري والإيراني للبنان، ومن دون أن تملك سلاحًا أو حزبًا لمواجتهما، بل الكلمة الجريئة التي كنت وما زلت تملك والتي لا تخشى أحدًا من قولها مهما علا شأنه وكبرت قدراته ومراكزه.
حكيم.. الدكتور فارس أستميحك عذرًا على صراحتي معك وعلى ما سأقوله لك.. ولكني سأبقى أحبّك وأقدرك وأنتخبك ما حييت. كنت أتوقع منك في الإنتخابات البلدية في قرطبا أكثر.. توقعت منك أن ترعى التوافق فيها وتعمل بكل ما أعطاك الله من قوة من أجل تحقيقه وأنت القادر على ذلك وأنا أعرف قدراتك.. فمن واجه السوري والإيراني بالكلمة كان باستطاعته أن يجمع القرطباويين من أجل وحدة قرطبا، خصوصًا أن عائلاتهاتحب بيت الدكتور أنطون سعيد والست نهاد.
حكيم.. أستميحك عذرًا للقول لك أنك أخطأت في مواقفك البلدية، مع العلم أن الرئيس فادي مارتينوس لم أكن أعرفه، والعميد الحبيب ميشال كرم الصديق الحبيب والذي أفتخر بصداقته أعرفه وأحبه كثيرًا، لأني أعتبره مدرسة في اللياقات والعلاقات.. وطوني القسيس رفيق الحكمة أحبّه وأحترمه وأقدّر كل ما يقوم به من أجل قرطبا، وقد يكون صوتي له. ولكن يا حكيم وأنت العارف بشمخة رأس القرطباويين وعنفوانهم، ما كان يجب القول أن اللائحة التي تمّ الإعلان عنها من بيت العزة والكرامة بيت أنطون سعيد، هي وحدها صاحبة القرار الحرّ. وأن الإنتخابات البلدية التي أطلقت عليها اسم معركة “ما بدّى هلقد يا حكيم”.. وقلت إنها معركة قرار قرطبا ومعركة أحرار قرطبا..
حكيم أنا لست حزبيًا ولن أكون و”ما بتحرز غيّر في آخر 100 متر من حياتي” ولكن لا بدّ أن أقول لك أن من استطاع أن يجمع كل الأحزاب حوله وبشروطه، علينا أن نستفيد من قوته وقدراته من أجل قرطبا.
حكيم في لائحة “قرطبا بتستاهل” حزبيون ولكنهم قرطباويون ويريدون خدمة قرطبا. ولا أعتقد، ومن دون الدخول بتسمية المرشحين فيها، أنهم في حال نجحوا سيعملون ضدّ قرطبا وضدّ إنمائها وتنميتها.. كذلك الأمر بالنسبة للائحة ” 2040 قرطبا” التي لي فيها أصدقاء كثر.
حكيم.. “ما فيني ما أقدّر” مواقف الست مها الخوري أسعد وما قامت به من أجل التوافق في قرطبا وزارتك بعد جفاء وقطع للعلاقات لسبب أنت تعرفه ولن أدخل في تفاصيله. زارتك من أجل تأمين الإجماع للتوافق القرطباوي.. حملت أوجاعها وطرقت بابك من أجل هذا التوافق، ولم تصل الى هذا التوافق الذي قدمت فيه الكثير من التنازلات، “لأن الست مها بتمون على الريس فادي” ولأن الريس فادي لا يسعى الى معركة مع أحد وخصوصًا في البلدة الواحدة.
حكيم.. مرة بعد أستميحك عذرًا على صراحتي المنطلقة من حبّي وتقديري لك “ما بعرف إذا بعد في وقت” ولكن سن الفيل حصل فيها التوافق، أمس، بين لائحتين متنافستين وأنت تعرف حجم هذه البلدة المدينة وحجم تدخل الأحزاب فيها، وحصل التوافق.. فلماذا لا تبادر و il n est jamais trop tard من أجل تحقيق التوافق القرطباوي الذي نتعطش إليه لأن قرطبا بتستاهل، خصوصًا أن في اللائحتين طاقات كبيرة نحن بحاجة إليها.
دكتور سعيد.. أيها الفارس الحكيم أحبّك وسأبقى أحبّك هذه هي وصية طوني لي.