شعار الوقوف وراء الدولة خطيئة فكرية !!!وقبول الرعايات الأميركية خطيئة سياسية !؟

شعار الوقوف وراء الدولة خطيئة فكرية !!!
وقبول الرعايات الاميركية خطيئة سياسية !؟

علي يوسف

رغم اني ادعي اني اعرف مبررات ما تسميه المقاومة” الوقوف وراء الدولة واعطاء فرصة للدولة ” لمعالجة استمرار العدوان الصهيوني المسمى خروقات لاتفاق وقف النار ولتحرير المناطق المحتلة بالطرق الدبلوماسية ؟؟
ورغم ان هذه المبررات ترتكز الى معطيات اقليمية اكثر منها داخلية وهي معطيات فائقة الاهمية ..
الا ان ذلك لا يبرر ابدا تبرير هذا الموقف بشعار سياسي خاطئ استمرارا لشعارات خاطئة مستمرة منذ زمن وهو شعار “الوقوف وراء الدولة “ناهيك بالكلام المتناقض حول المجتمع الدولي والقبول الذي اعتبره كارثيا بالرعاية الاميركية ان لجهة الترسيم البحري او لجهة اتفاق وقف النار وتسليم رئاسة اللجنة المشرفة على تنفيذ الانفاق لضابط اميركي وحتى الرعاية الاميركية في اعادة تكوين السلطة في لبنان من انتخابات الرئاسة الى تشكيل الحكومة وبشروطها الى التعيينات الادارية وآخرها تعيين حاكم مصرف لبنان ..؟؟؟؟؟!!!!!!!!
صحيح ان كل هذه الامور هي امور ظرفية في انتظار ما سيجري وما ستسفر عنه الحرب الكبرى المنتظرة قريبا اقليميا وحتى دوليا والتي ستعيد تركيب التوازنات على اساس نتائجها بما في ذلك استحداث خرائط جديدة … وصحيح ان المقاومة تعتبر ان المرحلة على شدة خسائرها وكلفتهاهي كما يقال مرحلة إضعاف الخصوم بمعارك جزئية استفرادية وبالتالي تلتزم حيالها سياسة الصبر واعادة بناء القوة بعد الضربات الموجعة التي تلقتها وفي انتظار الحرب الكبرى التي ستدخلها بجهوزية كاملة ..
رغم كل ذلك فإن شعار “الوقوف وراء الدولة “هو من اسوأ الشعارات السياسية على المستوى الوطني اذ يضع المقاومة في مضمونه طرفا خارج الدولة ويجعل من الدولة طرفا آخر ويسمح لحزب القوات اللبنانية وبعض فرافيط السياسة من شخصيات وقوى محدودة بينهم عملاء يحملون صفات نواب الإدعاء والتصرف على انهم هم الدولة و لهم الحق في ادارة البلاد وفق الاجندة الاميركية التي قبلت المقاومة رعاياتها التي تحدثنا عنها ؟؟؟ وانطلاقا من ذلك تجري محاكمة المقاومة بناء للأجندة الاميركية الصهيونية ومطالبتها بتسليم السلاح “للدولة ” التي يعتبرونا دولتهم اي وكأنهم يقولون “سلمونا اسلحتكم على اعتبار اننا وكيل الرعاة الذين قبلتم انتم برعايتهم “؟؟
ان شعار وقوف المقاومة وراء الدولة هو شعار سياسي بمثابة خطيئة يفصل بمضمونه بين الدولة وبين المقاومة وبيئتها وكأن المقاومة وبيئتها مستأجرون في لبنان وان الدولة هي ملك لقوى اخرى والتي تتصرف كما نراها على هذا الاساس …؟؟؟
اضف الى ذلك ان الحديث عن المجتمع الدولي كلام يحمل فوضى في الوعي فتارة نطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف العدوان وتارة نقول ان ما يسمى المجتمع الدولي (وهو في الحقيقة الموقف الميركي الذي يسمونه المجتمع الدولي )هو وراء العدوان الصهيوني ..؟؟؟ ويجب وقف هذه الفوضى لمصلحة موقف وعي واضح وثابت كما الشعارات التي يجب ان تكون واضحة الوعي .. لأن فوضى الوعي تشكل احدى اهم المخاطر على الموقف السياسي وعلى وضوح الاستراتيجيات بمختلف اوجهها .؟؟؟؟
هذا ناهيك عن ضرورة وضوح ان القضية الفلسطينية هي ليست قضية انسانية ناتجة عن تشريد الشعب الفلسطيني بل هي قضية المخاطر والعدوان الذي نفذه و ينفذه الغرب في وجود الكيان الصهيوني في الاقليم ودور هذا الكيان في السيطرة على ثروات الاقليم وضرب اي محاولات وخطوات سيادة واستقلال ومشاريع تنمية فيه واخضاع الاقليم للسيطرة والسياسات الصهيونية الاميركية ..؟؟!!!! وهذا بالطبع يجعل من تحمل مسؤولية مواجهة الكيان الصهيوني وتحرير فلسطين مصلحة وطنية لكل دول الاقليم وليست فقط دعما ومساندة للشعب الفلسطيني …!! وهذا يغير كثيرا في الوعي الاقليمي ويشكل مهمة اساسية لتصحيح التشوهات التي اصابت الوعي العربي والاقليمي في القضية الفلسطينية ؟؟!!!
لعله بات من الضروري القول ان المقاومة وبيئتها هي جزء اساسي في هذه الدولة بل هما الطليعة الوطنية في هذه الدولة التي تحملت مسؤولية التحرير والسيادة والمساهمة في الدور الاقليمي المطلوب لإنقاذ المنطقة من الوجود الصهيوني وهو دور لم ولن ينتهي الا بإنهاء هذا الوجود .. وتعرض المقاومة الى ضربات موجعة لا يعني الانسحاب الكامل من هذه المسؤولية والدور تحت شعار التنازل عن الامساك بمسؤولية الحرب والسلم للدولة كما يحلو للبعض ان يقول تبريرا لانصياعه للارادة الاميركية .. ان الحرب والسلم مرتبطان بالوجود الصهيوني واهدافه وبإنهاء هذا الوجود …!!!!
واا يجوز السماح لقلة مرتبطة ان تتصرف وكأنها هي الدولة وان الدولة ملك لها وانها الوكيلة لتنفيذ سياسات محددة تقوم على الانصياع والتبعية ومطالبة المقاومة وبيئتها بالتصديق على هذه السياسات كشرط وجودي وللسماح لها بالاحتفاظ بهويتهما اللبنانية كما يحاولون هم صياغتها وتحت سقف سياسي يقوم على تجنب تبعات مسؤولية السيادة والاستقلال الحقيقيين وتضحياتها بالخضوع لمطالب الاعداء بل والتقرب منهم بل وحتى القبول بتسلطهم على نحو غير مباشر وحتى مباشر ادا استلزم الامر ؟؟؟؟؟؟
اا يدرك هؤلاء ان الخضوع للتهديد كطريق سهل قد يشجع اي كان للتهديد ويضعهم حيث تصب الامور في غير مايفكرون وهما انها مصالحهم ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!