جورج سعد
فخامة الرئيس القائد الذي تليق به كلمة الفخامة والذي يليق به منصب الرئاسة والقيادة..
لم أكتب لك قبلًا لأعبّر لك عمّا يختلج قلبي وأنا لا أعرفك عن قرب.. لأعبر لك عمّا أفكّر به وحيدًا أنك فرصة لبنان الأخيرة القادر على انتشاله من قعر جهنم، لشخصيتك المليئة تواضعًا ولتاريخك الناصع البياض كجبينك العالي.. وكما غنّى يومًا ملحم بركات “من فرح الناس عرفنا أنك جايي عرفنا”.. ففرح الناس بانتخابك رئيسًا لهذه الجمهورية التي يُفتك بها يوميًا، لكن لها ربٌّ يحميها، جعلني أفرح معهم قائلًا في نفسي: من هو أجدر من العماد جوزاف عون لقيادة هذه المرحلة الصعبة بتاريخ لبنان.
فخامة الرئيس لن أطيل الكلام والكلمات النابعة من القلب لسيّد عهد أملنا به كبير، لسيد العهد الذي في يوم القسم على الدستور قال: عهدي لكم..، أن لا تدع جمعيات ومنظمات تؤثّر على خياراتك في المواقع الحساسة، كما أنها، على ما يبدو، تؤثّر على خيارات من نعلّق عليه آمالًا كثيرة وكبيرة وانتظر اللبنانيون وصوله إلى الرئاسة الثالثة طويلًا.
فخامة الرئيس، العناد بالحق يجب أن يكون شعار عهدك، وإذا شئت أن تكون شريكًا لا متسلطًا في السلطة لا تتنازل عن شخص يُتداول باسمه ليكون حاكمًا لمصرف لبنان، يُقال أنه مدعوم من فخامتك مرتكزًا على سيرته الآكاديمية والمهنية وعلى تاريخ ناجح في أعماله. مع العلم أنه لم يطلب شيئًا لنفسه ولكنه حاضر ليخدم بلده.. عنيت به كريم سعيد إبن أنطون سعيد طبيب الفقراء، ولن أقول شقيق الفارس الحكيم العزيز والحبيب والصديق الدكتور فارس سعيد.
فخامة الرئيس من حقك، أن يكون لك الكلمة الفصل في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان، وإن كنت لا تريد المحاصصة ولا تؤمن بها. وألغيت في بداية عهدك كلمة حصة الرئيس في الحكومة لأنك تعتبر كل الوزراء هم حصة لبنان كي لا أقول حصتك.
عنادك لوصول كريم سعيد الى الحاكمية، هو حق لك ولكل مؤمن بأن من لديه المؤهلات الآكاديمية والمهنية ونظافة الكف له الحق أن يخدم وطنه في مراكز القرار.
فخامة الرئيس
نحن على علم ونحن نعلم أن رئيس الجمهورية في لبنان بعد الطائف ليس كما قبله. والطائف الذي جرّد الرئيس من صلاحياته، لن يسطيع أن يجردك من القيادة الحكيمة ومن الشخصية القيادية التي تجمع ولا تفرّق.. ومَن لا يطلب شيئًا لنفسه لا في الحكومة ولا في الإنتخابات النيابية، مفتاح نجاحه، يكون بيده النظيفة غير الملوّثة بدماء وبمال.