بانوراما المساء:

إطلاق المفاوضات المالية مع صندوق النقد… خطة لبرنامج إصلاحي يعيد الثقة
تعديلات في قانون النقد والتسليف بانتظار حاكم المركزي…رجي لانسحاب فوري
إسرائيل تواصل خروقاتها: نتابع الزخم ونرغب بالوصول الى التطبيع مع لبنان

 فيما يبقى الرصدُ على أشدِّه لمآلاتِ الوضع جنوباً، غداة تحرير الدبلوماسية اللبنانية اسرى لبنانيين من السجون الاسرائيلية، واعلان مصدر سياسي اسرائيلي الرغبة في مواصلة الزخم وصولا إلى التطبيع مع لبنان، بعد تسوية المطالب في شأن الحدود، انصرفت السلطة السياسية اليوم الى متابعة الملف المالي الاقتصادي باطلاق المفاوضات الجدية والحاسمة مع صندوق النقد الدولي وسط آمال بتحقيق اختراق يمهّد لإصلاحات ضرورية تضع البلاد على سكة التعافي المالي.

وفد صندوق النقد الدولي تنقل بين المقار الرئاسية عارضاً رؤيته لاخراج لبنان من ازمته المالية ، على ان تبحث داخل الحكومة التي تجتمع غدا في بعبدا وتقر سلة تعيينات عسكرية امنية شاملة اثر الاتفاق الرئاسي على الاسماء.

اطلاق المفاوضات: ماليا اذا، وفي خطوة حاسمة لإنقاذ الاقتصاد اللبناني، استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قبل الظهر في قصر بعبدا، وفداً من بعثة صندوق النقد الدولي برئاسة رئيس البعثة ارنستو راميرز ريغو الذي عرض رؤية الصندوق لخروج لبنان من أزمته المالية والاقتصادية عبر الدخول في خطة لبرنامج إصلاحي مالي واحد مبني على التنسيق بين المؤسسات اللبنانية مع الصندوق، لإعطاء إشارة عودة الثقة بلبنان، معتبراً أن مثل هذه الخطة الموحّدة تساعد على الإسراع في البدء بعملية النهوض الاقتصادي في البلاد. بدوره، شكر الرئيس عون رئيس البعثة على الاهتمام الذي يبديه صندوق النقد الدولي لمساعدة لبنان، مؤكداً العمل على تنفيذ الإصلاحات التي هي مطلب لبناني قبل أن تكون مطلب المجتمع الدولي. وضمّ وفد البعثة إلى ريغو، المدير المقيم لصندوق النقد الدولي في لبنان فريديريكو ليما، والمدير التنفيذي محمد معيط، والمستشارة التنفيذية مايا شويري.

مع تعديلات: ومن بعبدا انتقل الوفد الى عين التينة حيث كان في استقباله رئيس مجلس النواب نبيه بري. بدوره، اجتمع  رئيس الحكومة نواف سلام في السراي، مع وفد صندوق النقد برئاسة راميريز، وتم البحث في ملفَيّ الإصلاحات والحَوكمة. ايضا، قال وزير المال ياسين جابر عقب استقباله وفد الصندوق: عرضنا الأولويّات ألا وهي تعيين حاكم مصرف لبنان والذي سيتولّى دوراً مهمًّا في العمل مع صندوق النقد. اضاف: التحضيرات والإصلاحات ستكون من أجل تمكين لبنان من الخطّة ونحن مع إجراء بعض التعديلات في قانون النقد والتسليف بانتظار حاكم للمصرف وعلى الجميع أن يقوم بدوره من أجل الوصول إلى هذا البرنامج. وتابع جابر: على الحكومة أن تلتزم بالبرنامج الذي تهتم به وموضوع الودائع سيكون على مراحل عدّة ولا سلطة لديّ كوزير على القطاع المصرفي.

لجنة المال: ليس بعيدا، عقدت لجنة المال والموازنة جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان وحضور وزير المال ياسين جابر. وصرّح كنعان بعد الاجتماع: عرضت اللجنة لثلاثة مشاريع قوانين هي كناية عن ثلاث اتفاقيات مع كل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومؤسسة التمويل الدولية. في الاتفاقية الأولي والمتعلقة بمشروع تحديث وتطوير الإدارة المالية في لبنان والمقسم بين هبة من ٥،٥٠٠،٠٠٠ مليون دولار وقرض من ٢٨،٥٠٠،٠٠٠ مليون دولار، فقد أبلغنا وزير المالية نية الحكومة استرداد المشروع لتعديله واعادته معدلاً إلى مجلس النواب خلال فترة قصيرة للأخذ في الاعتبار بعض الأمور غير الواردة فيه. اضاف: اكرر ما قلته في الاجتماع أننا مستعدون للتعاون إلى أبعد حد مع الوزارة والوزير الجديد الآتي من تجربة غنية في المجلس النيابي ولجنة المال والموازنة تحديداً، على الأمل في ان تتوفر الإرادة السياسية في الحكومة للإصلاح، إذ اننا مررنا بالماضي بتجارب كثيرة لكنها لم تنتج بالممارسة الإصلاحات المرجوة. وتابع: أما في البند الثاني، فقد عرضنا لمشروع القانون الرامي لزيادة مساهمة لبنان في صندوق النقد الدولي بنسبة ٥٠٪  أي ما يعادل نصف مليار دولار تقريباً كاعتماد إضافي يفتح في موازنة ٢٠٢٥. وجرى نقاش مستفيض حول المشروع وشروطه…

بلاسخارت: في متابعة للاوضاع الجنوبية، إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت وتابع معها الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية في ضوء إستمرار إسرائيل إحتلالها لأجزاء من الأراضي في الجنوب اللبناني وخروقاتها للقرار 1701 ولإتفاق وقف إطلاق النار.  كما إستقبل رئيس المجلس بعد الظهر كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأدميرال إدوارد ألغرين والوفد العسكري المرافق بحضور نائبة السفير البريطاني لدى لبنان فكتوريا ضن ، الزيارة كانت مناسبة جرى خلالها عرض للاوضاع العامة في لبنان والمنطقة لاسيما السياسية والميدانية منها، إضافة للعلاقات الثنائية بين البلدين… ايضا، اجتمع  الرئيس سلام في السراي مع بلاسخارت. وتم البحث في اخر التطورات السياسية والوضع في الجنوب، واستكمال تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار والقرار ١٧٠١.

شكرا اميركا: من جهته، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ناتاشا فرانشيسكي ترافقها السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، وجرى عرض للمستجدات السياسية والأمنية في لبنان، بالاضافة الى التطورات على الساحة السورية. وأكد رجّي وجوب انسحاب اسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية التي تحتلها، وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. وشكر الولايات المتحدة الأميركية على الوساطة التي قامت بها للافراج عن أسرى لبنانيين لدى اسرائيل، وعلى المساعدات التي تقدّمها للجيش اللبناني. وشدد على عزم الحكومة اللبنانية على القيام بالإصلاحات الاقتصادية والمالية والادارية الضرورية. وفي ملف النزوح السوري، قال الوزير رجّي إن التنمية الاقتصادية في سوريا ورفع العقوبات عنها هي مصلحة قومية للبنان باعتبارها تسهم في عودة النازحين السوريين الى بلدهم.

خروقات: اما ميدانيا، فأطلقت القوات الاسرائيلية اليوم النار على المزارعين والعمال في بساتين سردا جنوبا. وتقدمت  دبابتا ميركافا بعد الظهر، باتجاه منطقة الحلواني عند أطراف بلدة راميا في قضاء بنت جبيل. وحلق “درون” اسرائيلي في أجواء مدينة بنت جبيل وبلداتها وبث عبر مكبر الصوت تسجيلات تحرض على حزب الله. وقامت جرافات الجيش الاسرائيلي بعملية تجريف ورفع سواتر ترابية داخل الاراضي اللبنانية في منطقة الجدار في اطراف بلدة رميش بحماية دبابات ميركافا”. كما قامت قوات إسرائيلية بعملية تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة في تلة حمامص، في قضاء مرجعيون. كما حلّق الطيران المُسيَّر فوق جبل لبنان، وبيروت، والضاحية، والجنوب.

خطة شاملة: الى ذلك، أعلن مصدر سياسي للقناة 12 الإسرائيلية، على خلفية المفاوضات التي افتتحت مع لبنان على الحدود، ان “المحادثات مع لبنان هي جزء من خطة واسعة وشاملة، وإن سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد غيرت بالفعل الشرق الأوسط، ونحن نريد أن نواصل هذا الزخم ونصل إلى التطبيع مع لبنان، وكما أن للبنان مطالبات بشأن الحدود، فإننا أيضاً لدينا مطالبات بشأن الحدود، سوف نناقش الأمور.”
الجميل: في المواقف، كتب رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل عبر منصة “اكس”: “يتأكد يوما بعد يوم أنه متى اكتمل عقد المؤسسات وحضرت الدولة بكل سلطتها في الملفات السيادية، تحققت الإنجازات. من وقف إطلاق النار إلى الانسحاب الإسرائيلي إلى إعادة الأسرى وصولا إلى مفاوضات ترسيم الحدود، كلها إثباتات على قدرة الدولة على تحقيق المصلحة الوطنية دون منّة من أحد. كل الدعم للرئيس جوزاف عون والديبلوماسية اللبنانية على الجهود لتثبيت السيادة، وحصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الامنية والعسكرية”.

هوة سحيقة: ايضا، كتب عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي عبر حسابه على منصة X: ما بين الدبلوماسية اللبنانية وحزب الله هوّة سحيقة. ديبلوماسيتنا تعمل لتحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي. لم يقم حزب الله بأي عمل لتحرير مزارع شبعا وكفرشوبا والغجر على مدى ربع قرن وأكثر. آخر همّه. كل ما يريد هو ادعاء المقاومة للإبقاء على سلاحه خدمة للمشروع الايراني الاقليمي على حساب لبنان وشعبه.