“آدم” يُبرِد السياسة والانظار نحو تشييع “السَيدين”
دعوات شيعية وحزبية لأكبر حشد و”انفعالات” توتّر المطار
موفد فاتيكاني في بيروت وتفاؤل بريطاني بلبنان
انعكست برودة الطقس الاتية الى لبنان مع المنخفض الجوي “آدم”، برودة على الحركة السياسية في البلاد. وبينما تستمر المساعي الرئاسية والاتصالات الدبلوماسية لتحرير الاراضي اللبنانية قاطبة واجبار اسرائيل على الانسحاب من التلال الخمس، توجهت الانظار الى مراسم تشييع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاحد المقبل، والى القوى التي ستشارك او ستغيب.
الشيعي الاعلى: في السياق، دعا المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في بيان “اللبنانيين بعامة وأبناء الطائفة الشيعية بخاصة ، إلى أوسع مشاركة في مراسم تشييع الأمينين العامين لحزب الله، الشهيدين الكبيرين سماحة السيد حسن نصر الله وسماحة السيد هاشم صفي الدين ،وذلك يوم الأحد 23 شباط 2025 في بيروت ،ويوم الإثنين في 24 الجاري في بلدة دير قانون النهر في جنوب لبنان”، واعتبر “هذه المشاركة مناسبة تاريخية لتأكيد وحدة الموقف تجاه الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل لبنان ،وتأكيدا جامعا على إدانة العدوان الصهيوني وتمسكا حازما بالإنسحاب الكامل لقوات الاحتلال من الأراضي اللبنانية”.
الاشتراكي: من جانبه، أشار الحزب التقدمي الإشتراكي الى ان “أمام مشهدية الاستشهاد يوجّه الحزب التقدمي الإشتراكي التحية لأرواح الشهداء الذين قضوا على مدى التاريخ الطويل في المواجهة مع العدو الإسرائيلي، ويدعو في هذا السياق جميع اللبنانيين إلى لحظة وطنية في يوم تشييع الشهيد السيد حسن نصرالله والشهيد السيد هاشم صفي الدين، اللذين تشكل شهادتهما تكريساً لمسارهما في المقاومة فوق كل الاختلافات”. أضاف في بيان: “وإذ يتمسك الحزب التقدمي الإشتراكي بتراثه والتزامه النضالي في هذا السياق، مستذكراً التاريخ المُقاوم الذي جمعه بالحركة الوطنية والمقاومة الوطنية وحركة أمل والمقاومة الإسلامية، يجدّد تعازيه بالشهيدين الراحلين، ويشدد على روح التضامن الوطني التي تجلت في مراحل العدوان الإسرائيلي على لبنان، وأن تتكرس أكثر في الخطاب والأداء السياسي في هذه المرحلة الجديدة التي تتطلب تكاتف وتعاون الجميع على قاعدة الشراكة والتفاهم لمنح لبنان واللبنانيين الفرصة التي يستحقون، وإعطاء الشهداء معنى إضافيًا لاستشهادهم”.
المطار: الى ذلك، شهد مطار رفيق الحريري الدولي توترًا، حيث ظهرت إحدى الواصلات من الخارج في مقطع مصور وهي تخاطب المتواجدين بأن من يأخذ إملاءاته من إسرائيل ليس له مكان في لبنان، وأضافت “اللي مش عاجبوا يهاجر”.
الرئيس عون: سياسيا، قال رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال ترؤسه اجتماعًا للجنة الاستشارية الدستورية والقانونية : “مهمتكم المساعدة في أداء المهام الدستورية والقانونية الملقاة على عاتق رئيس البلاد، وذلك استنادًا إلى المصلحة العامة، بهدف استكمال تطبيق الدستور ومعالجة ثغراته، انطلاقًا من خطاب القسم والبيان الوزاري. و قال الرئيس عون أمام الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ان” الفساد بات، وللأسف، ثقافةً… ولن يتوقّف إذا لم تكن هناك مُحاسبة”. وتوجه الى الوفد بالقول:” لا تتردّدوا في تطبيقِ القانون، وليكنِ الحكَم ضميركم وأخلاقكم، ولا تخضعوا للضغوط من أيّ جهةٍ أتَت”. اضاف:” دوركم أساسيّ في المرحلة المُقبلة، والجميع يجب أن يكون تحت سقف القانون، بدءًا من رئيسِ الجمهورية”.
للحياد: وسط هذه الاجواء، عبّر البطاركة والاساقفة الكاثوليك في ختام اعمال دورتهم السنوية عن فرحتهم بإنهاء الفراغ الرئاسي بإنتخاب العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية وتكليف نواف سلام برئاسة الحكومة اللذان يحظيان بثقة اللبنانيين. ودعوا الرئيسين عون وسلام للعمل مع الحكومة الجديدة والمجلس النيابي على تحقيق الاصلاحات المطلوبة واعادة بناء المؤسسات. كما اكد المجتمعون على اهمية قيام حوار صريح وواضح يؤدي الى مصالحة وطنية باتت ملحة. واثنوا على روح التضامن بين اللبنانيين خلال الحرب الاخيرة وطالبوا بوضع خطة اصلاح شاملة لاعادة الاعمار في المناطق المنكوبة. واكدوا على دور الشباب في بناء المستقبل وعلى اهمية حياد لبنان. وعقد مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان دورته السنويّة العاديّة السابعة والخمسين في بيت عنيا، حريصا، من السابع عشر إلى العشرين من شهر شباط 2025، بعد أن تأجّل انعقادها من شهر تشرين الثاني 2024 بسبب الحرب المدمّرة والدامية التي خلّفت أضرارًا كبيـرة بالأرواح والأرزاق.
زيارة فاتيكانية: ليس بعيدا، يزور عميد دائرة خدمة التنمية البشرية المتكاملة الكاردينال مايكل تشيرني بيروت من 19 حتى 23 شباط الحالي لزيارة مشاريع الكنيسة المحلية والمنظمات الإنسانية وتشجيعها، ويلتقي مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك وقيادات روحية إسلامية ومجموعات شبابية تشارك في التنشئة على السلام كما يلتقي نازحين ولاجئين تساعدهم جمعية “كاريتاس” والهيئة اليسوعية لخدمة اللاجئين. وأعلن الكاردينال تشيرني لوسائل الإعلام الفاتيكانية التي ستشارك في الزيارة، أنه يحمل في قلبه “البابا الذي نوكله ونوكل شفاءه إلى العذراء مريم سيدة لبنان”. وبالنسبة إلى الهدف من زيارته لبنان قال:”الزيارة بدعوة من بطريرك أنطاكية للموارنة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي. كانت الدعوة في تشرين الثاني الماضي ولكن لم يكن من الممكن الذهاب، والآن أنا سعيد بالزيارة لكي أقدم شهادة على العمل الذي قامت به الكنيسة المحلية لاسيما بعد الحرب التي أجبرت حوالى مليون شخص على النزوح لمدة ثلاثة أشهر من جنوب البلاد”. وفي ما يتعلق بالرسالة التي يريد أن يحملها للبنان “إن قداسة البابا يذكر لبنان ويصلي من أجله ويتضامن معه ويرسل له محبّته. هذه هي الرسالة الرئيسية التي يسعدني أن أحملها إلى البلاد. أعتقد أن الألم الذي عاشه الشعب اللبناني والكنيسة خلال هذه السنوات هو أيضًا رسالة رجاء. إنه كذلك بسبب الشجاعة التي واجهوا بها الكثير من التحديات. تحدّيات لا تزال مستمرّة، لكنّهم يعيشوها بذكاء وإبداع. فضيلتان مهمتان للعديد من الأماكن في العالم حيث يكافح الناس لكي يتعايشوا في الاختلافات”.
تفاؤل بريطاني: في الغضون، استقبل وزير المال ياسين جابر سفير بريطانيا في لبنان Hamish Cowell في زيارة عنوانها التهنئة إلا أنه بادر الوزير ياسين فور وصوله بمخاطبته بالعربية “إني متفائل” بالأوضاع في لبنان ونتطلع الى أفضل العلاقات بين بلدينا.وتناول اللقاء موضوع التبادل التجاري بين لبنان وبريطانيا، فلفت السفير الى “استمرار هذا التبادل على رغم الظروف التي مر بها لبنان”، مبدياً الدعم، وقال: بريطانيا والعائلة الأوروبية جميعها تتطلع إلى لبنان مستقبلاً كي يسير قدماً بالإصلاحات التي ينوي تنفيذها. وزار السفير البريطاني ايضا وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى .
تزوير الحقائق: في المواقف، وعشية جلسة مناقشة البيان الوزاري، الثلثاء والاربعاء المقبلين في مجلس النواب، كتبت عضو تكتل الجمهورية النائبة غادة أيوب على منصة “إكس”: الدولة إن حكمت! ليس مهماً إن تمرد البعض على الدولة وقوانينها أو حاولوا تزوير الحقائق، يبقى جيشنا الوطني وقيادته رمزًا لعزتنا وكرامتنا، وهو فوق كل الافتراءات التي يروجها أتباع إيران في لبنان. انتهت دويلة الفوضى، ولبناننا آتٍ لا محالة، لبناننا آتٍ، آتٍ.



