بكل محبة لنقرأ ونسمع.. عزّة وفتنة

جورج سعد

السادس والعشرون من شهر كانون الثاني 2025 دخل التاريخ من بابه الواسع بفضل جنوبيين رفضوا أن يخسروا أرضهم، فسطّروا بالدماء ملحمة بطولة ستُدرّس في المدارس والجامعات.. لكن مساء ذاك اليوم لم يشبه صباحه فكان الإستفزازات التي تُفرح العدو ويُدمي قلوب لبنانيين، هم أيضًا، وقفوا يومًا وما زالوا يقفون بوجه كل من أراد لبنان وطنًا بديلًا لهم أو من أراد لبنان مقاطعة لدولته.

ما حصل في شوارع بيروت، التي كانت تُسّمى بيروت الشرقيّة، ما كان ليحصل لو كان سيد المقاومة حيًّا. لأن كما قال مقاومون لبنانيون في الثالث عشر من نيسان 1975:  جونيه لن تكون معبرًا إلى فلسطين فإن الجميّزة وعين الرمانة وبرج حمود والأشرفية وساقية الجنزير وطريق الجديدة ليست المعبر لتحرير الجنوب بل هي السند والدعم من أجل تحرير الأرض. تحرير الأرض ليس برسم أحد، بل هو نهج برسم كل لبناني شريف يؤمن بأن لبنان هو لكل أبنائه وليس لطائفة أو لحزب أو لتيار أو لزعيم.

وختامًا: بطولة الجنوبيين ودماء شهدائهم لتحرير الجنوب وطرد العدو يجب الا تتحوّل الى استفزازات في مناطق مسالمة وآمنة قد تؤدي الى ما لا نريده كلبنانيين موحدين ضدّ العدو الغاصب والمجرم. وليكن اليوم السادس والعشرون من شهر كانون الثاني 2025 التحرير الثالث حقًا.