الثنائي على “حرده” رغم الآيادي الممدودة: يقاطع الإستشارات ولكن!


بري لا يكسر الجرة: يلتقي سلام غدا..الكتل والحكومة: لاعتماد القسم بيانا
مباركة “روحية” لعهد عون.. خرق وقف النار مستمر وتمسك إسباني به

-رغم أيادي رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نواف سلام، الممدودة، ورغم كل رسائل الطمأنة ورفض الاقصاء والتهميش، التي وجهاها، ومعهما كل القوى السياسية، الى الثنائي الشيعي، لا يبدي الاخير حتى اللحظة، تجاوبا او ايجابية، بل يصر على التشدد، ربما لرفع سقف شروطه مقابل الدخول الى حكومة العهد الاولى لاحقا.

عدم رضى: اليوم، غاب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن افتتاح الاستشارات النيابية صباحا، ولم يستقبل الرئيسَ المكلف لدى وصوله الى مجلس النواب لاجراء الاستشارات غير الملزمة. لكن لعدم كسر الجرة مع سلام وتركِ الباب مفتوحا امام احتمال العودة الى المشاركة في الحكومة، قال بري ان “سأستقبل الرئيس نواف سلام الجمعة”… وردًا على سؤال حول ما إذا سيكون هناك لقاء يجمع الرئيس سلام بكتلتي أمل وحزب الله، اجاب “هيدي فيها إنّ”. واعلن انه “لم يحصل إتصال بيني وبين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون”. وردا على سؤال حول ما اذا كانت مقاطعة جلسة الإستشارات هي رسائل للخارج قال “لبنان بدو يمشي”. وفي علامة عدم رضى على مسار التكليف اذا، قاطعت كتلتا التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة الاستشارات وغابتا عن موعديهما المحددين عصرا.

اصلاح ووقف نار وثلاثية: في المقابل، بدت كل الكتل النيابية خلال الاستشارات اليوم، مسهّلة لمهمة التأليف ولم تفرض شروطا او تطالب بحقائب، لكن تبقى العبرة في التنفيذ، وكان إجماع على رفض تهميش اي مكون، وعلى عدم تفسير “الميثاقية” بغير معناها الحقيقي، وعلى اولوية الاصلاح وتطبيق اتفاق وقف النار..

خطاب القسم: في السياق، قال رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان باسم كتلة “الجمهورية القوية” بعد لقائها سلام “من الطبيعي بعد المعركة التي خاضها تكتلنا أن تكون الأجواء إيجابية. نريد أن نبدأ بالجمهورية الثالثة التي تحترم قواعد الدستور والقانون وألا تكون مشابهة للجمهوريات السابقة ومطلبنا الأساسي قبل الأحجام والحصص أن تكون خطة الحكومة خطاب القسم ولا نُريد أنّ نعود إلى أيّ معادلات سابقة منها “جيش وشعب ومقاومة”. تابع “يجب ان يكون خطاب القسم خطة الحكومة ويجب بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها ويجب ان ننتهي من حكومات الوفاق الوطني”. وقال “نريد محاربة الفساد وأن يصدر القرار الظني في قضية انفجار المرفأ في الأشهر القليلة المقبلة ولن نقبل بأي خطّة تؤدي إلى شطب أموال المودعين ونريد أن يبدأ التفاوض من جديد مع صندوق النقد”. أضاف: “نحن مع تسهيل عمل رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف لإنجاح حكومة العهد الأولى ويجب أن نتخلّص من حكومات الوفاق الوطني ونحن نسهّل بشكل كلّي إنّما بموازين وقواعد واضحة وعلى الحكومة أن تعكس التمثيل الصحيح للبنانيين”، معلنا ان القوات ستكون في المعارضة اذا تضمن البيان الوزاري ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.

لبنان القوي: من جانبه، قال رئيس تكتل “لبنان القوي” النائب جبران باسيل بعد لقائه سلام “يجب أن نلتف حول رئيس الحكومة المكلّف كما الرئيس جوزيف عون وهناك فرصة لتوازن جديد في البلد ولشراكة فعلية وإصلاح ما يجب إصلاحه وتسميته ليست هزيمة لأحد”. أضاف “لا نقبل بإقصاء أو تهميش أحد ونُطالب في البيان الوزاري بتنفيذ الـ1701 ووقف إطلاق النار وبسط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية”. تابع “تحدثنا عن ضرورة العودة السريعة للاجئين السوريين والعلاقات الندية مع الدولة السورية بالإضافة إلى الإصلاح المالي عبر التدقيق الجنائي وإعادة هيكلة القطاع المصرفي لإعادة أموال المودعين”. وقال “لم نُطالب رئيس الحكومة المكلّف بأيّ أمر في الموضوع الحكومي ومستعدّون للمساعدة وبرأينا على الحكومة أن تكون ممثّلة للقوى البرلمانية ولكن من اختصاصيين”.

الكتائب: في جولة الاستشارات بعد الظهر التي استؤنفت عند الثالثة والنصف، تمنى رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل، بعد لقائه الرئيس المكلف نواف سلام، :”أن تكون هذه الحكومة حكومة كفاءات وشكل الحكومة نتركه للرئيس عون والرئيس المكلف سلام”. ورأى ان “هناك ورشة عمل كبيرة ووزارات مهمة تسهل الاستثمارات ومواكبة لبنان للتطور ولدى “الكتائب” رؤية لكل القطاعات وسنضعها بتصرف رئيس الحكومة المكلف”. ولفت الى ان “الإقصاء هو عدم تقصد الإقصاء وما نراه اليوم بعيدا كل البعد عن أي منطق إقصائي و”يا ريت” ما عشناه نحن في السابق من إقصاء يشبه ما يتحدثون عنه اليوم”، وقال ما يهمنا هو انطلاقة جديدة للبنان”. أضاف ” نحن اليوم فتحنا صفحة جديدة من تاريخ لبنان تحت سقف الدستور والقانون وبالشراكة مع كل المكونات في البلد ولا نريد العودة إلى التشجنات”… ويستكمل سلام استشاراته وينهيها غدا.

الرئيس يرفض الاقصاء: وفي موازاة الحركة السياسية اللافتة في ساحة النجمة، حركة نشطة ايضا في قصر بعبدا، مع سلسلة لقاءات روحية وأمنية اجراها رئيس الجمهورية. فقد استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي على رأس وفد من المطارنة الموارنة. وبعد اللقاء قال الراعي “هنأنا الرئيس جوزيف عون على الثقة وعلى خطاب القسم وشرف لنا وتمنينا له التوفيق والنجاح في كل الامور”. وأضاف “الرئيس تمنى تاليف الحكومة بأسرع وقت دون اقصاء على ان يشعر الجميع بالمسؤولية”. وتابع “تفاءلوا بالخير تجدوه وحان الوقت للتخلص من التشاؤم ونريد العيش جمال الرجاء والامل وسننهض وهذه نية فخامة الرئيس والرئيس المكلف”.

يازجي: كما استقبل رئيس الجمهورية بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس يوحنّا العاشر يازجي على رأس وفد من المطارنة. وبعد اللقاء، قال البطريرك يازجي “عبّرنا عن تبريكاتنا للبنان ولفخامته بانتخابه رئيساً وأكدنا له اننا الى جانبه مع كل اللبنانيين ونعتبر ان لبنان طوى صفحة وفتح صفحة جديدة وهو رسالة للعالم أجمع”. أضاف “نقدّر مسيرة حل الازمات والتراكمات لاسيما سرقة لناحية سرقة أموال المودعين وانفجار مرفأ بيورت والوضع في الجنوب وامام فخامته مسيرة طويلة وشاقة لانقاذ لبنان وكلنا أمل بلبنان جديد”.

العبسي: واستقبل الرئيس عون أيضاً بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسي مع وفد من المطارنة”.

لقاءات امنية: في اللقاءات “الامنية”، استقبل الرئيس عون وزير الدفاع الوطني موريس سليم وعرض معه الاوضاع العامة والشؤون الامنية. كما استقبل وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، وعرض معه الاوضاع الامنية وشؤون وزارته.

مواكبة دولية: وعشية زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بيروت الجمعة، وبعده الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش، وصل وزير خارجية إسبانيا خوسية مانويل الفاريس اليوم الى لبنان على رأس وفد، والتقى في عين التينة الرئيس بري، قبل ان ينتقل الى بعبدا، حيث اعلن بعد لقائه رئيس الجمهورية أن “السلام والأمن والاستقرار أمور مترابطة في دول الشرق الأوسط وموقفنا واضح بأننا نؤيد تطبيق القرار 1701 والاستمرار في وقف إطلاق النار الذي يجب أن يتحول إلى اتفاق دائم”. واستقبل بري سفيرة الإتحاد الأوروبي في لبنان ساندرا دو وال، وعرض معها للوضعين المالي والاقتصادي والتشريعات المتصلة بهما وللاوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء الخروق الاسرائيلية المتواصلة لبنود إتفاق وقف اطلاق النار.

خروقات: ليس بعيدا، في وقت  أجرى وفد من لجنة مراقبة وقف إطلاق النار  جولة في القطاع الغربي، بعد الظهر، تعرضت بعد ظهر اليوم منطقة برج مطلين في الاطراف الشمالية لبلدة كفرشوبا لقصف مدفعي اسرائيلي ، متقطع، ترافق مع عمليات تمشيط بالرشاشات الثقيلة طاولت احياء البلدة وكان مصدرها مواقع الجيش الاسرائيلي في التلال المحتلة المشرفة . وسجل ايضا توغل قوة مؤللة اسرائيلية من بلدة يارون باتجاه بلدة مارون الراس ، في قوت واصلت جرافات اسرائيلية عملية التجريف في حرش يارون لليوم الرابع على التوالي. وبالتزامن دخلت قوة من الجيش اللبناني ترافقها جرافة عسكرية الى بلدة عيترون لاعادة فتح الطريق التي أغلقها الجيش الاسرائيلي بالامس. واقدمت القوات الاسرائيلية على تنفيذ عملية تفجير كبيرة في بلدة عيتا الشعب، خاصة في الأحياء المطلة على بلدة رميش .وتتعرض بلدة عيتا آلشعب وقرى رامية، وحانين، ومروحين، والضهيرة، ومارون الراس وبارون في قضاء بنت جبيل لعمليات نسف ممنهجة للمنازل.