الرئيس عون يطلب استمرار تصريف الأعمال ويستقبل رئيس قبرص
الإستشارات الأثنين وميقاتي الى سوريا غدًا واستهداف اسرائيلي جنوبًا
المركزية- هو يوم اول من عهد جديد وفصل آخر من الحياة السياسية اللبنانية المُنهكة. فصل يؤمل ولا بدّ الا ان ينقل لبنان الى ضفة الامن والاستقرار بعد اكثر من ثلاثة عقود من التخبط والارتهان لقرارات الخارج ونتائجها المدمّرة. يوم انطلاق مسيرة عهد واعد مع رئيس وعد ووفى طوال 8 سنوات في قيادة المؤسسة العسكرية. يوم اول من العمل الجدي والدؤوب ينتظر سيد القصر الرابع عشر للشروع في تنفيذ خطاب القسم، موضع الترحيب العارم من اللبنانيين التواقين الى معاينة دولتهم تتعافى وتتحرر وتستعيد سيادتها ، دولة تليق بأبنائها ممن هاجروا قسراً وها إن دول العالم قاطبة تستفيد من طاقاتهم الفكرية والعلمية الا دولتهم، فعسى ولعلّ.
اول التحديات سيتظهر مع الاستشارات النيابية الملزمة التي حدد موعدها يوم الاثنين المقبل ،لتكليف رئيس يشكل حكومة تنسجم في هويتها ووزرائها ومشروعها مع خطاب القسم الرئاسي، فهل ينسحب التوافق الذي افضى الى انتخاب عون على التكليف ام ان ما سلّفه الثنائي لعون يسعى لاسترداده في رئاسة الحكومة، فيصر على بقاء الرئيس نجيب ميقاتي الذي ترفضه معارضة الامس وموالاة اليوم، فيغرق العهد من بدايته في مناكفات التكليف ثم التشكيل؟
اجتماع عمل ولقاء: باكرا، وصل الرئيس جوزاف عون الى قصر بعبدا، اطلع على برقيات التهنئة من ملوك ورؤساء دول ورأس على الفور اجتماع عمل، ضم، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، المدير العام للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد، رئيس مكتب الاعلام رفيق شلالا، مسير فرع الشؤون القانونية والدستورية القاضي يحيى كركتلي ومدير مكتب رئيس الجمهورية العميد وسيم الحلبي. وقد زود الرئيس عون الحاضرين بتوجيهاته داعيا الى “العمل كفريق عمل واحد متعاون انطلاقا مما تضمنه خطاب القسم من توجهات”.
وفي أوّل لقاء رسمي استقبل العماد عون، رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي جدد له التهنئة بإنتخابه رئيسا للجمهورية. وتم خلال اللقاء التداول في الأوضاع العامة في البلاد في ضوء التطورات الأخيرة. وشكر عون ميقاتي على “الجهود التي بذلها وأعضاء الحكومة خلال فترة الشغور الرئاسي”، وطلب منه “الإستمرار في تصريف الأعمال الى حين تشكيل حكومة جديدة”.
ميقاتي : بعد اللقاء،قال الرئيس ميقاتي للصحافيين: “سعدت هذا الصباح بالمجيء الى قصر بعبدا خاصة بوجود فخامة الرئيس العماد جوزاف عون. جددت له بداية تهاني الحارة بانتخابه، متمنيا ان يكون عهده عهد نجاح وبحبوحة وازدهار للبنان”.أضاف: “خلال اللقاء بحثنا في العمل الذي تحقق في الفترة الماضية، والتي قامت الحكومة خلالها بتصريف الاعمال. وخلال سنتين وشهرين منذ انتهاء عهد فخامة الرئيس ميشال عون، عقدت 60 جلسة لمجلس الوزراء وصدر خلالها اكثر من 1211 قرار كما صدر اكثر من 3700 مرسوم. كل الامور التي قمنا بها كانت بهدف الابقاء على عجلة الدولة وتسيير امورها، واعتقد ان الجميع شهدوا اننا استطعنا تمرير هذه المرحلة وحافظنا على استمرارية الدولة، وبشكل خاص من خلال العمود الفقري لها وهو الجيش بقيادة العماد جوزاف عون وبالتعاون الذي حصل بيننا وبينه”.وتابع: “تحدثنا عن التحديات الموجودة وعن خطاب القسم الذي حدد التوجهات لاي حكومة جديدة من أجل تنفيذ ما ورد فيه عبر الخطوات الدستورية اللازمة. كما تحدثنا عن الوضع في الجنوب وضرورة اتمام الانسحاب الاسرائيلي السريع والكامل واعادة بسط الاستقرار في الجنوب ووقف الخروقات الاسرائيلية على لبنان”. وختم: “خلال اللقاء طلب فخامة الرئيس استمرار الحكومة في عملية تصريف الاعمال الى حين تشكيل الحكومة الجديدة ونأمل ان يكون تشكيلها باذن الله في اسرع وقت”.وردا على سؤال، قال: “هناك اجراءات دستورية يجب ان تقام، وعملا بالقول عند كل آذان صلاة، فعندما تحصل الاستشارات والتكليف فلكل حادث حديث”.
وعن الحكومة التي يحتاجها لبنان وهل سيكون رئيس الحكومة المقبل، قال: “الرئيس الذي سيكلف تشكيل الحكومة هو الذي سيرد على هذه الاسئلة. ولكن من دون شك فان الحكومة يجب ان تكون قادرة على ترجمة التوجه الذي تحدث عنه فخامة الرئيس. نحن امام ورشة عمل جديدة تقتضي من الجميع التعاون للقيام بعمل جدي من اجل انقاذ الوطن”.وعن موقف رئيس “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع من عدم الاتجاه لتسميته لرئاسة الحكومة المقبلة، قال: “نحن نقدّر كل الاراء والمواقف السياسية، ولكل انسان حرية قول ما يريد، وفي النهاية فان الاجراءات الدستورية ستأخذ مجراها”.وعن العناوين التي تحدث عنها فخامة الرئيس والحكومة التي يمكنها ترجمة هذه العناوين، قال: “الخطوط العريضة التي حددها فخامة الرئيس مهمة جدا والنية موجودة لدى قيادات هذا البلد، والكثير من العناوين التي حدَّدها فخامته يمكن ان تنجز سريعا من خلال حكومة نشطة تواكب توجهه”.وعن كلام الرئيس عون بحصرية السلاح في يد الدولة والقرار 1701 قال: “هل ننتظر من رئيس البلاد ان يقول ان السلاح مشرع للجميع؟ هل ننتظر من حكومة جديدة أن تقول ان السلاح مشرع بيد جميع المواطنين؟ نحن اليوم امام مرحلة جديدة تبدأ من جنوب لبنان وجنوب الليطاني بالذات، من اجل سحب السلاح وان تكون الدولة موجودة على كل الاراضي اللبنانية ويكون الاستقرار بدءا من الجنوب”.
ميشال عون: واستقبل الرئيس عون الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال عون الذي هنأه بإنتخابه رئيسا للجمهورية، وقال بعد اللقاء “أتيت اليوم ابارك لرئيس الجمهورية الذي تم انتخابه من بعدي. ومن الطبيعي أن آتي للمباركة وأتمنى له النجاح في هذه الظروف الصعبة. هذا واجب بالطبع ان يأتي الرئيس السابق للتهنئة وللتمني للرئيس الجديد بالتوفيق والنجاح في مهمته”.
الرئيس القبرصي: وبعد الظهر، استقبل الرئيس عون، الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس في زيارة تهنئة، وهي اول زيارة لرئيس دولة الى لبنان بعد انتخاب الرئيس عون. وقال بعد اللقاء ” أردت أن أكون أوّل رئيس يزور لبنان بعد انتخاب الرئيس الجديد لتأكيد وقوف قبرص إلى جانب لبنان، وقدمت للرئيس عون دعوة لزيارة بروكسيل وذلك بعد لقائي الرئيس ماكرون. كما زار بعبدا بعد الظهر وزير خارجية ايطاليا.
ميقاتي الى سوريا: ومع بداية العهد ايضا، يزور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سوريا غداً يرافقه وزير الخارجية عبدالله بوحبيب للقاء مدير الادارة المركزية احمد الشرع.
جولة سعودية: في الغضون، وعلى وقع موجة سياسية وشعبية عارمة مرحبة بانتخاب الرئيس عون، جال السفير السعودي، الذي كانت لبلاده اليد الطولى في الدفع لانتخاب رئيس، على عدد من القيادات الروحية والتقى بعد الظهر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، مهنئاً إياه بإنتخاب رئيس للجمهورية.وقال: “الله استجاب لدعائكم وصلواتكم يا صاحب الغبطة، فكنتم دائمًا في عظاتكم تحثون النواب على انتخاب الرئيس وأثنى على الجهود التي قام بها البطريرك الراعي وصولا لانتخاب رئيس للبلاد”.واثناء التقاط الصور توجه السفير السعودي الى المصورين والإعلاميين مبتسمًا بالقول: “هذه الصورة عزيزة جدًا علي وانه نهار فرح بالنسبة لي”.أضاف: “شعرنا بارتياح كبير لدى اللبنانيين بعد إعلان انتخاب الرئيس”.بدوره شكر البطريرك الراعي السفير السعودي ومن خلاله اللجنة الخماسية على الجهود التي بذلت وتكللت بالنجاح بانتخاب رئيس للجمهورية، مشيرًا إلى أن هذا الانتخاب لاقى ترحيبًا وارتياحًا واسعًا لدى اللبنانيين ورؤساء دول العالم.
وكان بخاري التقى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى في دارته في شانيه صباحا، وتناول اللقاء العلاقات التاريخية بين طائفة الموحدين الدروز والمملكة العربية السعودية، وسبل الحفاظ عليها وتطويرها. إلى جانب البحث بعدد من القضايا المطروحة والمستجدات على مستوى لبنان والمنطقة، ولا سيما الانجاز الأخير المتمثل بانتخاب رئيس الجمهورية، حيث كان تنويه باهمية الدور الذي لعبه اصدقاء لبنان وخاصة السعودية في هذا الشأن. وزار بخاري أيضاً مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وأفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى ان السفير بخاري عبر خلال اللقاء عن “ارتياح المملكة العربية السعودية بإنجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان الذي تحقق بوحدة اللبنانيين التي تبعث الأمل في نفوسهم، واعتبره خطوة مهمة نحو الأمام لتعزيز نهضة لبنان وإعماره واستتباب الأمن والاستقرار والبدء بورشة الإصلاح واستعادة ثقة المجتمع العربي والدولي”، وابدى السفير بخاري “تقديره وإعجابه بخطاب قسم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي كان على قدر المسئولية الوطنية”.
استهداف وانتشار: في المقلب الامني، استمرت الاعتداءات الاسرائيلية جنوبا، فاستهدفت مسيرة اسرائيلية “فان” على طريق طيردبا قضاء صور، كما تعرضت عيتا الشعب لقصف مدفعي في الصباح الباكر قبل أن تنفذ القوات الاسرائيلية تفجيرات وتمشيطاً مكثفاً داخلها. وتمّ رصد تحرّكات لآليات قوات إسرائيلية بين تلة الحمامص ومستعمرة المطلة المحاذية لها عند مثلث الخيام – الوزاني.كما توغلت دبابات وقوات مشاة اسرائيلية في بلدة الطيبة مرة جديدة وتقوم بإطلاق النار والاعتداء على المنازل.وأفيد عن تفجيرات إسرائيلية بين الطيبة والعديسة بالتزامن مع تمشيط مكثّف.في حين تمركزت قوات أخرى ليل أمس في محيط مركز الجيش اللبناني عند مثلث القوزح- دبل- عيتا الشعب فيما ينتظر الأخير منذ أيام إشارة لجنة الإشراف لاستعادة مراكز تابعة له في المنطقة من بينها هذا المركز.في المقابل، دخلت قوة من الجيش اللبناني إلى بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل، برفقة جرافة لفتح الطريق عند مدخل البلدة وإزالة الساتر الترابي الذي كان قد أقامه الجيش الاسرائيلي سابقًا.
اليونيفل تدعم: وتوازياً، أعلنت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) دعمها لإعادة انتشار الجيش اللبناني في جنوب غرب لبنان بعد انسحاب القوات الإسرائيلية، بما في ذلك إزالة الذخائر غير المنفجرة والركام. وأكد البيان التزام اليونيفيل بدعم وقف الأعمال العدائية والقرار 1701 بهدف استعادة الاستقرار في المنطقة.
شكوى لبنانية: الى ذلك، أوعزت وزارة الخارجية والمغتربين، بعد التشاور والتنسيق مع وزارة الزراعة، لبعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بتقديم شكوى أمام مجلس الأمن الدولي رداً على اعتداءات اسرائيل المستمرة على قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية رغم إعلان وقف الأعمال العدائية. وطالب لبنان مجلس الأمن بالتحرك الفوري لوقف هذه الإعتداءات وضمان حقوق المزارعين والصيادين في المناطق المتأثرة وتمكينهم من خلال حماية سبل عيشهم، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة إسرائيل وإجبارها على التعويض عن الأضرار كافة التي تسبب بها عدوانها على القطاع الزراعي وسائر القطاعات. كما طلب لبنان من الدول الاعضاء في مجلس الأمن، ولا سيما الدول الراعية لإعلان وقف الأعمال العدائية، إتخاذ موقف حازم وواضح إزاء الخروقات الإسرائيلية المتكررة لبنود هذا الإعلان.
المركزية