انقلاب عسكري بـ “ثياب مدنية”

سليم البيطار غانم

الإنسحاب الإسرائيلي من الجنوب وإعادة الإعمار، أمران أجبرا الثنائي الشيعي على التوقيع على الهزيمة السياسية بعد توقيعهم في تشرين الثاني الفائت على الهزيمة العسكرية بعد شعورهم بجدية الكلام الأميركي حول رغبتهم بإنتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية.
حمل معه الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين إنسحاب الجيش الإسرائيلي من الناقورة رسالة مفادها أن الانسحاب من الجنوب والسماح بتدفق الأموال لإعادة الإعمار هي بقرار اميركي، وهذان أمران لا يستطيع الثنائي التغاضي عنهما خاصة بعد المشاكل التي يواجهها الحزب مع البيئة الشيعية.
كان لا بدّ من التهديد الأميركي والضغط الشعبي والنيابي الداخلي باتجاه انتخاب العماد جوزاف عون بعد تعطيل لأكثر من سنتين وبعد التهديد والوعيد بعدم انتخاب رئيس إن لم يكن من فريق الممانعة ويحمي “ظهر المقاومة”، وشهدنا آخرها يوم جاء وزير خارجية ايران عباس عراقجي مهدداً ومانعاً مبادرة “بري ميقاتي جنبلاط” لإنتخاب رئيس.
كما في سوريا كذلك في لبنان إنقلاباً على الطريقة اللبنانية نصفه ديمقراطي ونصفه عسكري وبتوقيع الثنائي “المنقلب عليهم” انقلاباً لطالما انتظرناه، وبعد اليوم لم يعد لعبارة “مستحيل ان يصبح لنا دولة” معنىً بعد كل ما شهدناه وما سنشاهده لاحقاً.
كان المطلوب لإعادة بناء مؤسسات الدولة، البدء من الصفر بدءاً بالقضاء على منظومة الفساد وعلى التّدخل الايراني و جعل لبنان ساحة صراعات، وانتخاب جوزاف عون هو بداية مرحلة النهوض بلبنان الجديد للشرق الاوسط الجديد.
للمرة الأولى، يشعر الشعب اللبناني بضرورة تولّي قائد الجيش الحكم بعد أن ذاقوا الويلات من ثلاثة رؤساء أتى بهم الإحتلال السوري والإيراني. لا بل يطالبون اكثر من ذلك بأن يكون الحكم أقرب الى الحكم العسكري لا الأمني ولمدة زمنية معينة الى حين نكون قد استعدنا بناء دولة خالية من الفساد والسلاح وكل مفاعيله السابقة.
المطلوب كثير والأهم عدم إضاعة فرصة إهتمام أميركا في لبنان والتي تأتي كل 20 او 30 سنة مرة واحدة، وهذه الفرص الذهبية أضعناها في 1983 فكان الخراب وأضعناها مرة أخرى في 2005 فكان الخراب الأكبر والان لدينا هذا الإمتياز لنستغله لمصلحة لبنان وشعبه، ليعود لبنان حلم كل ابنائه ويعود لبنان سويسرا الشرق من جديد.