خالد حمادة يحذّر من الوقوع في فخ السلام الزائف ويؤكد أن دعم المجتمع الدولي يجب أن يتماشى مع إرادة الشعب اللبنان

خالد فريد حمادة، رئيس المعهد الدولي للدراسات الجيوسياسية، أجرى مؤخرًا عدة مقابلات مع قنوات تلفزيونية عربية وأوروبية، بما في ذلك قناة ميد1TV المغربية، حيث تحدث عن الوضع الحالي في لبنان واليوم التاريخي الذي يعيشه البلد. ينحدر خالد حمادة من عائلة لبنانية كبيرة ذات طابع سياسي وروحي، وقد رفض مرارًا الانخراط بشكل مباشر في السياسة اللبنانية، مفضلاً أن يعمل بشكل أكثر فعالية من خلال معهدِه الذي يضم مجلسًا علميًا مرموقًا ولجنة استراتيجية تتكون من وزراء سابقين وسفراء وأساتذة مرموقين في الطب والعلاقات الدولية، بالإضافة إلى باحثين.

عائلته التي عاشت في المنفى، تلعب اليوم دورًا أساسيًا في إعادة بناء لبنان في هذه المرحلة الصعبة، حيث يحتاج لبنان إلى أبنائه وبناته، مثل عائلة الشيخ فريد حمادة، التي، مثل أسلافها، ناضلت من أجل لبنان سيادي، بعيدًا عن التوترات الطائفية التي عانى منها. في الأشهر القادمة، سيبدأ لبنان مسيرته نحو إعادة الإعمار من خلال إصلاحات تهدف إلى بناء وطن يستند إلى إرادة الشعب من أجل الحرية والديمقراطية. من المتوقع أن تتضمن التعديلات الدستورية خطوات لتطهير الحياة السياسية، وإلغاء الطائفية السياسية، واللامركزية، مع السعي لجذب الاستثمارات وخلق مناخ من السلام. وهناك أيضًا إمكانية أن يسعى لبنان إلى تبني نموذج حيادي مشابه للنموذج السويسري.

لكن حمادة يحذر من الوقوع في فخ السلام الزائف، إذ دفع الشعب اللبناني ثمناً غالياً في نضاله من أجل الحرية. ويؤكد أن دعم المجتمع الدولي يجب أن يتماشى مع إرادة الشعب اللبناني، واحترام تنوعه الذي يعد ثروة حقيقية ونموذجًا للتعايش. البلاد في حاجة ماسة إلى دماء جديدة، لأن ما يسمى بأمراء الحرب الذين يرتدون ثوب السياسيين الفاسدين لا يمكنهم أبدًا أن يكونوا صناع سلام حقيقيين. وفقًا لحمادة، فإن هؤلاء القادة الجدد، إذا أتيحت لهم الفرصة، يمكنهم لعب دور حاسم في تشكيل لبنان الجديد، لبنان الذي لن ينهار أمام محنته.