عيد الغطاس: نور المسيح يقود لبنان نحو مستقبل مشرق في زمن الانتخابات

“أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم، المسيح قد لبستم. هلليلويا.”

في عيد الظهور الإلهي (الغطاس)، الذي نحتفل به في السادس من كانون الثاني، نتذكر اللحظة المضيئة التي شهدها نهر الأردن، حيث دخل يسوع المسيح إلى المياه ليعتمد من يوحنا المعمدان، وتجلّت في تلك اللحظة تجليات الله الثالوثية. “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت”، يقول صوت الآب، بينما يرفرف الروح القدس فوقه بشكل حمامة، ليُعلن للبشرية ميلاد النور الذي سيبدد ظلام العالم.

المعمودية، التي هي أكثر من مجرد طقس، تمثل بداية جديدة، تمثل الموت والقيامة، وتفتح أمامنا أبواب النعمة والتطهير. وعندما نعيش هذه المعاني في حياتنا، فإنها تَجْعلنا نُفَكِّر في وطننا لبنان الذي يحتاج إلى معمودية جديدة، معمودية من نوع خاص: معمودية العدالة، معمودية الصدق، ومعمودية المستقبل الذي يعتمد على التغيير والنزاهة.

كما علمنا السيد المسيح، فإن القيادة الحقيقية ليست في السيطرة، بل في الخدمة والتضحية من أجل الآخرين. “من أراد أن يكون فيكم عظيماً، فليكن خادماً لكم.” (مرقس 10:43). لبنان اليوم في مفترق طرق، ويستعد لاختيار قيادته في وقت حساس، حيث نواجه تحديات سياسية واقتصادية قد تكون الأشد في تاريخنا. وفي هذه اللحظة الحاسمة، نحتاج إلى قادة يحملون أمانة المسئولية، والذين يعملون ليس لمصلحتهم الخاصة، بل من أجل خير الوطن والشعب.

من قلب هذا العيد المضيء، أضع نفسي في خدمة لبنان، مستلهمًا من تعاليم المسيح القيم العميقة التي تدعو إلى العدل، والمساواة، والنزاهة. أنا، د. جيلبير المجبر، لا أرى القيادة مجرد فرصة سياسية، بل هي رسالة أخلاقية ووطنية. فلبنان لا يحتاج إلى قيادة تساوم على مبادئه، بل إلى قيادة تَحْمِل رؤية واضحة نحو المستقبل، قادرة على مواجهة التحديات وتجديد الأمل في النفوس. قيادتنا يجب أن تُؤمن بالقيم المسيحية التي تُعلي من شأن الإنسان، وتحرر لبنان من الفساد، وتعيد له بريقه وكرامته.

يُعلمنا عيد الغطاس أن المسيح جاء ليكون نورًا في الظلام، ونحن بحاجة إلى هذا النور في وقتنا الحالي. معًا، إذا اجتمعنا خلف رؤية وطنية تحمل في طياتها الأمل والتغيير، يمكننا أن نُعيد للبنان قوته وازدهاره. الإيمان ليس مجرد كلمات، بل هو أفعال تتحقق على الأرض، وتترجم إلى قرارات حاسمة في كل مجالات حياتنا.

أدعو كل لبناني إلى أن يكون جزءًا من هذا التغيير، وأن يتحمل المسؤولية في اختيار من سيقودنا نحو مستقبل أفضل. في عيد الغطاس، نصلي أن يضيء نور المسيح على دروبنا، لقيادة لبنان إلى بر الأمان والازدهار.

د. جيلبير المجبر