معالي وزير الإعلام والصحافة المحترم،
أود أن أعبر عن تقديري الكبير للجهود التي تبذلونها في سبيل تطوير قطاع الإعلام وضمان استمراره كركيزة أساسية في بناء الوعي الوطني ونقل الحقيقة. لا شك أن دوركم في تعزيز هذه القيم محوري وأساسي في هذا الزمن الذي يتطلب حكمة ودقة في التعامل مع الإعلام بكل أشكاله.
ما تم تداوله مؤخرًا، وآخره اليوم، حول استقالة البطريرك، هو مثال على مشكلة متكررة أصبحت تسيء لمصداقية الإعلام. هذه القصة ليست حالة فردية، بل تأتي ضمن سلسلة من الأخبار المغلوطة التي تُنشر من دون تحقق، فقط لتحقيق السبق الصحفي أو لجذب الانتباه، ليُصار بعدها إلى حذف الخبر وكأن المسؤولية تُزال بمجرد اختفائه من المنصات الإعلامية.
هذا السلوك الإعلامي يثير العديد من الأسئلة حول الالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية. نشر الأخبار الكاذبة، خاصة في مثل هذه الأوقات الحساسة، لا يؤذي فقط الشخصيات أو المؤسسات المعنية، بل يخلق فوضى في المجتمع ويُفقد الجمهور ثقته في الإعلام كمصدر للمعلومة.
لا يمكن أن يكون السبق الصحفي أو السعي لجذب المتابعين على حساب المصداقية والشفافية. الإعلام الحقيقي هو الذي يتحقق من صحة المعلومة قبل نشرها، ويتحمل مسؤولية كل ما يقدمه للجمهور.
إلى معالي وزير الإعلام والصحافة،
إن المسؤولية التي تقع على عاتقكم اليوم ليست بسيطة، لكننا على ثقة بقدرتكم على اتخاذ التدابير اللازمة لضمان عودة الإعلام إلى دوره الأساسي كمنبر لنقل الحقيقة وصوت للواقع. إن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب مواقف حازمة، ودعمًا لمن يلتزمون بالقيم الإعلامية السليمة، وتشديد الرقابة على من يخلون بهذه القيم.
نتطلع إلى أن يكون صوتكم حاضرًا وقويًا لضبط هذه الفوضى الإعلامية، وتعزيز قيم المهنية والشفافية، وحماية المجتمع من تبعات الأخبار غير الصحيحة.
مع أطيب التحيات والتقدير،
الدكتور جيلبير المجبر