بانوراما المساء: صورة جلسة الخميس ضبابية والحسم في ربع الساعة الأخير



وفد سعودي يجول على القيادات.. وتنسيق بين الحزب وأمل: لمقاربة متماسكة
اسرائيل قد لا تنسحب بعد الأيام الـ60… و”الممانعة” تنتقد اجراءات المطار


5 ايام تفصل لبنان عن الجلسة الانتخابية المنتظرة. 5 ايام، ستكون حافلة بالاتصالات واللقاءات التي يصعب تحديد نتائجها وانعكاسها على مصير الجلسة ومسارها وما ستنتهي اليه. وبينما الوفد السعودي برئاسة الامير يزيد بن فرحان المشرف على عمل اللجنة السعودية المعنية بملف لبنان، وصل مساء امس الجمعة، الى بيروت، حيث يلتقي بعيدا من الاضواء المسؤولين اللبنانيين، لا معلومات حتى الساعة عن مضمون النقاشات الحاصلة، وكل السيناريوهات الرئاسية، واردة.

ربع الساعة الاخير: وبحسب ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية”، فإن الكواليس تحفل بحركة رئاسية ناشطة، غير ان اي شيء لن يرشح عنها قبل ربع الساعة الاخير الذي سيسبق جلسة 9 كانون الثاني الجاري. ووفق المصادر، رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، يحاول التوصل الى اتفاقٍ ما، مع الثنائي الشيعي، أمل وحزب الله، وهدفُه الاول قطع الطريق على قائد الجيش العماد جوزيف عون. وهنا، اذا اتفق هذا الثلاثي على اسم الوزير السابق جهاد أزعور، قد يخلط هذا الخيار الاوراق بقوة على الطاولة الرئاسية ويرفع حظوظ انجاز الانتخابات الخميس المقبل، الا اذا رأت المعارضة ان أزعور، بعد التطورات المحلية والاقليمية، لم يعد رجل المرحلة… أي طرف لن يكشف اوراقه قبل 9 كانون اذا، تتابع المصادر، وستساهم المواكبة الخارجية للاستحقاق، السعودية وايضا الاميركية حيث يفترض ان يحضر الى بيروت المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين في الساعات المقبلة، في بلورة الصورة، علما ان فرص إنجاز الاستحقاق وعدم انجازه، متساوية ولا بروز لاي مؤشرات حتى اللحظة، ترجّح كفة هذا الاحتمال على ذاك..

مقاربة متفاهم عليها: في الاثناء، وعلى وقع معلومات عن لقاءين جمعا الوفد السعودي برئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم، وبرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أمس، سُجل لقاء “تنسيقي” بين حزب الله وحركة امل، تطرق الى الملف الرئاسي والى اتفاق وقف النار. فقد قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بعد زيارته ووفد من الكتلة الرئيس بري “نقلنا تحية الشيخ نعيم قاسم للرئيس برّي وتباحثنا معه في خطوات لجنة الإشراف على وقف النار وملف الرئاسة”. تابع “أكّدنا وجوب مقاربتنا للإستحقاق الرئاسي بموقف متماسك ومتفاهم عليه بين “حزب الله” و”أمل”. اضاف “نؤكد أننا ماضون على نهج الشهداء ولن نبدل في ثوابتنا”، داعيا الى ان “نستثمر قدراتنا ولبنانيّتنا من أجل حفظ بلدنا والعيش معاً بكرامة وحفظ حقوق الجميع”.  وقال: الإسرائيلي يقوم بالخروقات المخزية لتعويض فشله الميداني، وحفظ السيادة الوطنية واجب الجميع. أضاف رعد أنّ “الاصلاح لا يستقيم الا اذا كان شاملاً ومتوجهًا لتحقيق المصالح الوطنية والعامة وليس للمصالح الفئوية”.

مقتضيات المرحلة: رئاسيا ايضا، أمل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط ان “تثمر جلسة المجلس النيابي المقررة الخميس المقبل، انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة إنتاج سلطة إجرائية جديدة، تخدم تطلّعات اللبنانيين وتثبّت اركان الدولة”. وقال: “تأييدنا العماد جوزيف عون هو انسجام مع قناعتنا بمقتضيات المرحلة وبلوغ الاستقرار والأمن، بحيث لا تزال تواجه اللبنانيين تحديّات جمّة”. وشدد على هامش استقبالات السبت في قصر المختارة على “وجوب وقف الخروقات الإسرائيلية المستمرة لاتفاق وقف إطلاق النار، وتحّمل لجنة الإشراف على تطبيقه مسؤولية لجم اسرائيل عن الاستمرار في انتهاكاتها العدوانية، وإمعانها في نسف القرى وتجريف المنازل، وبما يعيق بسط السيادة اللبنانية كاملة”. واكد “دعم الاجراءات الامنية المتخذة من قبل الجيش والقوى الامنية لضبط الحدود مع سوريا، عبر اقفال المعابر غير الشرعية ومنع التهريب بكافة اشكاله، بما في ذلك الاجراءات المتخذة حيال المرفأ والمطار. وحسنا فعل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي باتصاله بقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، لفتح مجال التنسيق رسميا مع الحكم الجديد في سوريا”. وختم “آن للوطن تبديد اخفاقاته وسد عجزه، وانهاض دولته بنظامها ودستورها ومؤسساتها، والانصراف الى ما يحقق طموحات ابنائه بالعيش الكريم”.

هل تنسحب؟: في موازاة الرئاسة، بقيت الخروقات الاسرائيلية المستمرة لاتفاق وقف النار جنوبا، في الواجهة. في السياق، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنّه “من المتوقع أن تنقل إسرائيل رسالة إلى الولايات المتحدة بأنها لن تنسحب من جنوب لبنان بعد مهلة 60 يومًا وفق اتفاق وقف إطلاق النار”. أضافت “من المتوقع أيضاً أن تنقل إسرائيل رسالة إلى الولايات المتحدة بأنها لن تسمح لسكان القرى اللبنانية القريبة من الحدود بالعودة إلى منازلهم”. من جانبها، وقال قناة كان “الاسرائيلية” ان رئيس لجنة الاشراف على اتفاق وقف النار الجنرال الاميركي جيفرز أبلغ قادة الجيش اللبناني أن “إسرائيل” تعتزم البقاء في جنوب لبنان حتى نيسان المقبل وأن تأخذ وقتها في ضمان إنهاء قدرات حزب الله على المبادرة والهجوم”. وقال القناة 12 الإسرائيلية نقلا عن مصادر أمنية: موعد انسحاب قوات الجيش من جنوب لبنان ليس مقدسا ومتعلق بالواقع. في المقابل، اشارت وسائل إعلام إسرائيليّة الى انه “لم يتخذ قرار بشأن تمديد بقاء الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان حتى الآن”. 

خروق بالجملة: على وقع هذه المعلومات، استهدف الجيش الاسرائيلي محيط مجمع الامام الصدر الرياضي في منطقة دوبيه غرب بلدة ميس الجبل بقذيفة مدفعية. وسجلت تفجيرات في شيحين، وبين منطقتي علما الشعب وطير حرفا، و توغلت دبابات ميركافا وجرافة إسرائيلية في بلدة مارون الراس وحي عقبة مارون وأطلقت قذيفة في اتجاه منزل في العقبة.  وأغلقت جرافة تابعة للجيش اللبناني بعد الظهر، 3 مفترقات في بلدة برج الملوك بالسواتر الترابية، وهي : مفترق مسبح رويال ، مفترق معصرة سلامة للجهة الجنوبية ومفترق طريق الجزيرة ، وكل هذه المفترقات تؤدي إلى جنوب سهل مرجعيون لجهة كفركلا.  كما حلقت طائرات استطلاعية اسرائيلية ومسيرة في اجواء قرى العباسية ، طورا ، برج رحال، ديرقانون النهر على علو منخفض في القطاع الغربي في قضاء صور وصولا للسهل الممتد بين صور والقاسمية شمالا والقليلة جنوبا. وتقدمت قوة من الجيش الإسرائيلي نحو بلدة برج الملوك وتمركزت قرب محطة فرح وقطعت الطريق بالاسلاك الشائكة. وسجل منذ الصباح تحليق مكثف للطيران المسير التجسسي الاسرائيلي في اجواء بلدات الدوير ، جبشيت، حاروف وعبا، وعلى علو منخفض بشكل لافت لاول مرة منذ وقف الحرب الاسرائيلية على لبنان. وتقدمت قوة مؤللة من الجيش الإسرائيلي إلى عمق وادي الحجير عند أطراف القصير ودير سريان وتتوجه نحو البساتين والأحراج الفرعية.  وافيد بأن الجيش الاسرائيلي قام صباح اليوم السبت، بالتوغل من اطراف بلدة العديسة باتجاه بلدة الطيبة حيث نفذ عملية تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة المتوسطة والثقيلة. وجاء التوغل بالتزامن مع تحليق للمسيّرات الأسرائلية على علو منخفض في اجواء المنطقة. كما أفيد عن توغل قوة مؤللة للجيش الاسرائيلي بين مزرعتي بسطرة وشانوح عند الاطراف الشمالية الجنوبية لبلدة كفرشوبا عقب إطلاق قذيفة مضيئة فجر اليوم في أجواء مزرعة بسطرة. وتزامن ذلك مع قيام حامية موقعي للجيش الإسرائيلي في الرمثا والسماقة بعملية تمشيط واسعة بالرشاشات الثقيلة طاولت الاودية المحيطة بهما. 

جيشا لبنان وفرنسا: ليس بعيدا، استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة رئيس أركان الجيوش الفرنسية الجنرال Thierry Burkhard  مع وفد مرافق، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان، وسبل تعزيز علاقات التعاون بين جيشَي البلديَن، ومواصلة دعم الجيش في ظل الظروف الراهنة.

إملاءات خارجية: في غضون ذلك اثارت اجراءات اجهزة المطار امس واصرارها على تفتيش الحقائب الدبلوماسية الايرانية، ولا تزال، انزعاجا في الاوساط المؤيدة لحزب الله، اعلاميا وروحيا وسياسيا. في هذا الاطار، توقف العلامة السيد علي فضل الله حول ما جرى مع اللبنانيين القادمين من الجمهورية الإسلامبة الايرانية، مستنكرا “طريقة  التعامل معهم من عملية تفتيش مذلة”، معتبرا اننا “كنا وما زلنا من الداعين إلى التزام تطبيق القوانين التي تحمي سيادة الدولة وتحفظ امن المطار”. وسأل “هل هذا هو الاسلوب الافضل في تطبيق القانون وحماية السيادة”، مبديا خشيته من ان “تكون لهذا القرار خلفيات داخلية او خاضعا لاملاءات خارجية”، محذرا من تداعيات وانعكاسات خطيرة على الداخل اللبناني “من  هذا السلوك  غير الانساني أو القانوني منبها من ان تسيء مثل هذه التصرفات على علاقة لبنان بدول الجوار”.

المركزية