ترشحه للرئاسة لم يكن وليد اللحظة، بل تتويجًا لرؤية واضحة وبرنامج عمل صادق
في عالم يعج بالوعود والشعارات، يبرز اسم دكتور جيلبير المجبر كصوت مختلف، صوت ينبع من الإيمان العميق بوطن يرزح تحت ثقل الأزمات. رجل ترك لبنان في طفولته مهاجرًا إلى الغربة، لكنه لم يترك لبنان يومًا، بل حمله في قلبه وعقله. من والدته السيدة نوال، استمد القوة الروحية والإيمان، ومن والده السيد موسى، استلهم الحكمة والشجاعة.
دكتور جيلبير المجبر هو نموذج لرجل مغترب عاش أكثر من أربعة عقود بعيدًا عن الوطن، لكنه ظل وفيًا لجذوره، مؤمنًا بضرورة العمل لإعادة بناء لبنان على أسس السيادة، العدالة، والكرامة. ترشحه للرئاسة لم يكن وليد اللحظة، بل تتويجًا لرؤية واضحة وبرنامج عمل صادق أعده على مدار سنوات.
في هذه المقابلة الصريحة، يفتح دكتور جيلبير المجبر قلبه وعقله للحديث عن الغربة، الهوية، العائلة، والوطن. يتحدث عن ترشحه للرئاسة، عن رؤيته لمستقبل لبنان، وعن رسالته للشباب الذين فقدوا الأمل. إنها ليست مجرد كلمات، بل دعوة للعمل والتغيير من أجل لبنان أفضل.
دكتور جيلبير المجبر رجل الأفعال لا الأقوال، تحدّث بكل صراحة لهيئة تحرير “ورد الآن”عن ترشحه لرئاسة الجمهورية وأجاب عن أسئلتنا التالية:
السؤال: دكتور جيلبير المجبر، عشت معظم حياتك في الغربة. كيف أثرت هذه التجربة فيك؟
الجواب: هاجرتُ في طفولتي، وعشت أكثر من 45 عامًا في الغربة، وهي تجربة مليئة بالتحديات. الابتعاد عن الوطن والعائلة صعب، لكنه علمني قيمة الجذور والانتماء. لبنان لم يغب عن تفكيري يومًا، رغم كل السنوات التي قضيتها في الخارج. والدتي، السيدة نوال، كانت دائمًا مصدر قوتي الروحية، علمتني الإيمان والصبر وحب الناس. أما والدي، موسى، فقد ورثت منه الحكمة والقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة. وجودهما في حياتي كان الركيزة التي منحتني القدرة على التمسك بمبادئي وهويتي، بغض النظر عن المسافات.
السؤال: والدتك السيدة نوال ووالدك السيد موسى، كيف أثّرا في شخصيتك وخياراتك؟
الجواب: والدتي نوال ليست فقط أمي، بل هي مصدر الإلهام الأكبر في حياتي. كانت دائمًا تشجعني على الإيمان بالله والعمل من أجل الآخرين. علّمتني أن العطاء لا يعرف حدودًا، وأن الرحمة هي جوهر القيادة. أما والدي موسى، فقد كان حكيمًا بكل ما للكلمة من معنى. علمني أن الحكمة والشجاعة هما أساس اتخاذ القرارات الصحيحة. من خلالهما، تعلمت أن الإنسان يجب أن يكون وفيًا لأصوله، وأن القيادة ليست امتيازًا، بل مسؤولية كبيرة.
السؤال: قررت الترشح للرئاسة. لماذا انتظرت حتى اللحظات الأخيرة للإعلان الرسمي؟
الجواب: في الحقيقة، لم يكن ترشحي قرارًا لحظويًا. أنا مرشح منذ أكثر من سنتين، وكنت أعمل بصمت على تطوير رؤيتي وبرنامجي الوطني. الانتظار حتى اللحظات الأخيرة للإعلان كان خطوة مدروسة، هدفي كان أن أظهر كمرشح مستقل عن ضوضاء السياسة والمناورات. أردت أن أرسل رسالة واضحة: ترشحي ينبع من التزامي الكامل تجاه لبنان، وليس من أي حسابات سياسية ضيقة.
السؤال: ما الذي دفعك للترشح رغم حياتك الطويلة في الخارج؟
الجواب: الغربة منحتني خبرة عميقة ووضوحًا في الرؤية. رأيت كيف تبني الدول نجاحها، وكيف تتحقق العدالة الاجتماعية عندما تعمل الحكومات بإخلاص. شعرت أن لبنان بحاجة إلى قيادة مختلفة، قيادة مستقلة وصادقة تعمل على إعادة بناء الوطن. ترشحي ليس خطوة عادية، بل هو التزام تجاه شعبي الذي يعاني من الفقر والفساد واليأس. رغم سنوات الغربة، لبنان هو هويتي الأولى والأخيرة.
السؤال: ما الذي يجعل برنامجك مختلفًا عن غيرك؟
الجواب: برنامجي يرتكز على الشفافية، السيادة، والتنمية المستدامة. أولويتي هي تحرير القرار اللبناني من كل الضغوط الخارجية، ومحاربة الفساد الذي أنهك مؤسسات الدولة. أركز على دعم الشباب وتأمين فرص العمل، وتحسين حياة المسنين وذوي الحاجة. رؤيتي ليست فقط شعارات، بل خطة عملية تعتمد على خبرتي في الخارج ونظرتي لما يحتاجه لبنان ليعود قويًا ومستقلًا.
السؤال: كيف ترى لبنان اليوم؟ وما هو حلمك لهذا الوطن؟
الجواب: لبنان اليوم بلد جريح يعاني من فساد الطبقة الحاكمة وتراجع المؤسسات. لكنني أؤمن أن الشعب اللبناني أقوى من كل الأزمات. أحلم بلبنان يعكس عظمة أجدادنا الذين سقوا أرضه بدمائهم، وطنًا قائمًا على العدالة والكرامة، حيث الشباب يجدون الفرص، والمسنون يعيشون بكرامة، وذوو الحاجة يحصلون على حقوقهم.
السؤال: كيف ترد على الشباب الذين فقدوا الأمل في وطنهم؟
الجواب: أقول لهم: أنا أفهم شعوركم لأنني عشت الغربة وأعرف مرارتها. لكن لبنان بحاجة إليكم الآن أكثر من أي وقت مضى. أنتم القوة التي ستعيد بناء هذا الوطن. سأعمل على خلق بيئة تتيح لكم تحقيق أحلامكم هنا، في وطنكم، بدل أن تضطروا للهجرة.
السؤال: رسالتك الأخيرة للشعب اللبناني؟
الجواب: للبنانيين في الداخل والخارج، أقول: لبنان أمانة في أعناقنا جميعًا. لا تيأسوا، لأن هذا الوطن يستحق الأفضل، وأنتم صانعو مستقبله. أنا هنا لخدمتكم، وأتعهد أن أعمل من أجلكم ومن أجل كرامتكم. معًا، يمكننا بناء لبنان الذي نحلم به، لبنان السيادة، العدل، والكرامة.
الخاتمة:
في زمن تتسارع فيه التحديات وتزداد فيه الضغوطات على لبنان، يظل دكتور جيلبير المجبر رمزا للصمود والإيمان. رجل عاش الغربة وألم الفقد، لكنه لم يفقد بوصلة الأمل في وطنه. هو اليوم يعود ليرتقي بلبنان إلى أعلى مراتب السيادة والكرامة، مدفوعًا بحكمة والده موسى، وقوة والدته نوال، الذين شكلا أساس شخصيته القوية والمبدئية.
ما يميز دكتور جيلبير المجبر عن غيره هو صدقه، رؤيته الواضحة، واستعداده للتضحية من أجل لبنان. في عصر تتلاشى فيه القيم والمبادئ، يقف المجبر بكل جرأة ليدافع عن السيادة اللبنانية، ويعيد للبلاد هيبتها التي فقدتها.
لكن دكتور جيلبير المجبر لا يكتفي بالكلمات. هو رجل عمل وأفعال، ومن خلال تجربته الطويلة في الخارج، جاء إلى لبنان ليعيد الأمل للشعب اللبناني، خاصةً للشباب الذين لا يزالون يحملون في قلوبهم حلمًا بوطن أفضل. إنه مرشح المستقبل، الذي لا يساوم على كرامة الوطن، ويؤمن بأن لبنان قادر على الوقوف مجددًا، بشرط أن تكون القيادة على قدر المسؤولية.
إن دكتور جيلبير المجبر لا يترشح لرئاسة لبنان من أجل السلطة أو المنصب، بل من أجل الوفاء لهذا الوطن الذي لا يزال ينبض في قلبه، ومن أجل كل لبناني، في الداخل والخارج، لا يزال يرفض أن تكون الغربة هي الحل الوحيد. لبنان سيعود، بفضل رجال مثل دكتور جيلبير المجبر، الذين يضعون مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
معًا، بإرادة صلبة وأمل لا ينكسر، يمكننا بناء لبنان الذي نطمح إليه، لبنان الحر، المستقل، المزدهر، والمحب.