رئيس بشموخ شمعون وإدارة شهاب وشفافية العميد
حبيب شلوق
كثر عرضو أنفسهم هذه المرة للترشح لرئاسة الجمهورية اللبنانية التي تنوء بـ”ثقل” بعضهم وبـ “خفة” بعضهم الآخر،علماً أن عدداً غير قليل منهم يتطلّب مزيداً من الخبرة، وعدداً آخر يُقضى عليه أن يجرّب كرسياً آخر، إذ ربما بدا كبيراً عليه كرسي بعبدا وبالتالي ليس قادراً على ملئه.
واليوم لنتحدّث بصراحة ، إذ ليس الوقت لجرجرة الكلام ولا لتضييع الوقت بعد ضياع الوطن منذ اتفاق الطائف 1989 إذ لم تعد في لبنان مؤسسات لا دستورية ولا إقتصادية ولا مالية ولا عسكرية، وهي مؤسسات رحلت قبل رحيل “فارضيها” سلطة الوصاية حكام سوريا آل الأسد الذين فرضوا مَن فرضوا رؤساء جمهوريات ومجالس نواب ورئاسة حكومات من الياس سركيس إلى الياس الهراوي وإميل لحود وميشال سليمان ، وصولاً إلى ميشال عون (إتفاق سوري ــ إيراني)، مع سنتين شغور في الرئاسة من 2014 إلى 2016، وسنتين وبضعة أشهر من 1 ت1 2022 إلى 9 كانون الثاني 2025 (هذا إذا حصلت انتخابات) ، ولا ننسى تعيين رئيس مجلس نواب مرشح الوصاية نبيه بري منذ 1992 ( 33 عاماً حتى الآن)، ولم يجرؤ أحد على الترشح ضده، ثم رؤساء الحكومات سليم الحص وعمر كرامي ورشيد الصلح ورفيق الحريري ونجيب ميقاتي وتمام سلام وسعد الحريري وفؤاد السنيورة.
وذات يوم أخبرني الصديق الوائلي “الآدمي” الرئيس كامل الأسعد إبن البيت الذي ناهض الرئيس فؤاد شهاب والسوريين وساهم في وصول الرئيس بشير الجميل عام 1982 إلى الرئاسة، أن المحامي نبيه بري زاره في منزله خلال سني الوصاية مع وفد ضم عدداً من الباصات المؤيدة له عارضاً عليه ترشيحه على لائحته وقال له “أنا عندي4000 مؤيد”، فرد عليه الأسعد وهو يضع رجلاً فوق رجل تصلان إلى منتصف الدار:” خدني معك على اللائحة”.
ولم يأخذه على لائحته بل أخذ المحامية بشرى الخليل .
والأدهى أن المرشحين يتنافسون، وثمة في المقابل مَن يدعو إلى رئيس توافقي، علماً ان لبنان لم يحصل على رئيس توافقي منذ بشارة الخوري إلى اليوم، بل كلهم أتوا بمعركة وتنافس: بشارة الخوري 45 صوتاً من أصل 55 ،كميل شمعون 74 من 99 ، فؤاد شهاب56 ومعارضون بينهم 7 أصوات للعميد ريمون إده، شارل حلو 92، سليمان فرنجيه ( 50 ــ 49 )، الياس سركيس 68 ، بشير الجميل 57 ، أميـــن الجميل 80، ريـــنه معـــوض 58 ، الياس الهراوي 52 ،إميل لحود (؟)، ميشال سليمان 118، ميشال عون 83 .
هم رؤساء الوصاية الإنكليزية والأميركية والسورية والإيرانية، فهل يأتي اليوم رئيس مستقل وقادرعلى أن يقول لا ويعرف أن يقول نعم، وهل ثمة رجل يترشح ضد مرشحي الخارج كما فعل ريمون إده عندما ترشّح ضد فؤاد شهاب مرشح الأسطول السادس؟ صحيح وصل فؤاد شهاب ولكن ريمون إده ظل المرشح الأقوى وضمير لبنان، واليد اليمنى لشهاب وأساس كل نجاحاته وإنجازاته.
نريد رئيساً يزيل الدمار (مع أن إزالة الدمار من واجبات إيران و”حزب الله”)، ونريد رئيساً يعيد إلى الإقتصاد والمصارف دورها وإلى المودعين أموالهم، ورئيساً يبني المؤسسات من القضاء إلى الأمن والعسكر والمصارف والمؤسسات التربوية والإدارات العامة والطبابة والإستشفاء والسياحة والمال وبعلبك وجبيل وبيت الدين والحمراء والكسليك وبيت الدين، و”لبنان يا أخضر حلو”، ولا نريد لبنان “هبّت ومعليش”.
نريد في إختصار لبنان بشموخ كميل شمعون وإدارة فؤاد شهاب في سنواته الثلاث الأولى، وسليمان فرنجية في بداية رئاسته، وبشير الجميل في العشرين يوماً الأولى له، وريمون إده في شفافيتة ونظافة كفه ووطنيته.
غير ذلك لا لبنان، ودعونا من التوافق.