- عقدٌ مرَّ على آخر احتفال معكَ بميلاد المسيح. كنتَ تضحك كطفلٍ لا يعي أنه سيخرج من اللعبة بعد أقل من شهرين، حيث رحلتَ إلى ولادتك الأخرى، في شق النور الآخر.
هل التقيتَ بيسوع الطفل أو الثلاثينيّ؟ وسألتَه حول ما كان يغضبك على الأرض ويؤرقكَ، وعن الظلم في فلسطين؟
مرةً كتبتَ تأمره بلهجة قاسية أن يحضر حالاً ليخلصَ البشر
واليوم ماذا تقول له؟
هل من كلام؟
هل من خلاص؟
هل من أمل؟ - لا أتكلم معه يا ابنتي
ما من لغة هنا، ما من أسئلة ولا أرق
المساحة تستوعبُ الفراغ
والفراغ لا يحتملُ اللغة
والسراج خافت يوحي بالصمت
ويسوع لا يلتقي بنا - غريب. لماذا؟
- يرسل لنا روح القدس المحيي
- كما في حياة المؤمنين على الأرض
- أنا مؤمن والتقيتُ بقديستي ريتا التي أُحب
- أغبطكَ على فرحك وأنتَ عاشقها
- حبي لها لا يضاهي المعجزات التي حصلت معي بشفاعتها
- أعرف أبي، مع أنك لم تخبرني عن تفاصيل هذه المعجزات وأنا كعادتي لم أحب إحراجك.
وأتذكر الصورة الصغيرة العتيقة للقديسة التي لم تبارح جيب سترتكَ حتى آخر يوم من حياتك - نعم أرى ريتا باستمرار
- ما زلتَ تصلي؟
- لا، أنا في الصلاة
- تذكُر اني كتبتُ مرةً في كتابي “كلُ هذا الحب”، كيف أصلي وأنا في الله؟
- نعم أذكر
- أنتَ تعيش في الصلاة بلا أرق ولا سؤال ولا لغة،
تسبح في الألوان ولا ينقصك إلا العناق - نعم، ربما في نهاية الرحلة سيعانقني النور
- وأمكَ، ألا تعانقكَ لتعوضَ لكَ؟
- تتعانق أرواحنا حين نلتقي. نحن لم نقم بَعد بأجسادنا الممجَدة
- أتمنى أبي أن ألقاكَ سعيداً
- وأنا أيضاً يا ابنتي
- إلى اللقاء
- إلى اللقاء
ندى الحاج