جعجع: اتفاق وقف إطلاق النار هو مسؤولية الحكومة الحالية وهي من تقع عليها مسؤولية أن ترى ما يجب القيام به من أجل تطبيقه بالشكل المطلوب

أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “اتفاق وقف إطلاق النار هو مسؤولية الحكومة الحالية، وهي من تقع عليها مسؤولية أن ترى ما يجب القيام به من أجل تطبيقه بالشكل المطلوب”. وأوضح أن “بعض نواب “حزب الله” يدّعون اليوم أن السياديين بلعوا ألسنتهم، وكأن المسألة هي بالكلام وليس بالفعل أبدًا، فبالفعل، لا بالكلام، هم من يسيطرون على الحكومة الآن، ولذلك فليقوموا بما يجب القيام به إزاء الخروقات الإسرائيليّة الكبيرة”. وأضاف: “ليأمروا الجيش بشن هجوم لاستعادة وادي الحجير على سبيل المثال، أو ليكلفوا وزارة الخارجية القيام بما يجب القيام به، من إعداد عرائض وكل ما يلزم من مبادرات. فالحكومة معهم في الوقت الراهن. وجل ما يقومون به هو الشعر والشعارات ومحاولة تحميلنا جميعًا كمعارضة مسؤولية مسألة كنا نقول لهم منذ اللحظة الأولى أنها ستوصلنا إلى ما وصلنا إليه”.

وشدد جعجع على أنه “لا مناص من تطبيق كامل للقرار 1701، ولا مناص من تطبيق القرار الذي اتخذته الحكومة الحالية لوقف اطلاق النار والمتعلق بالترتيبات التي يجب القيام بها، والتي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من القرار 1701”.

كلام جعجع جاء خلال العشاء السنوي لمنسقيّة “القوّات اللبنانيّة” في كسروان، والذي أقيم في المقر العام للحزب في معراب، في حضور: النائب شوقي الدكاش، سفير لبنان في المانيا شربل نصار، رئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح جوان حبيش، رئيس رابطة مخاتير كسروان الفتوح جو ناضر، رئيس بلدية زوق مكايل ايلي بعينو، رئيس جمعية تجار جونية سامي عيراني، الأمين العام للحزب اميل مكرزل، قنصل موريتانيا في لبنان ايلي نصار، القنصل الفخري لجمهورية سورينام جاك حكيم، عضو الهيئة التنفيذية في الحزب مايا زغريني، مستشار رئيس الحزب لشؤون الاغتراب انطوان بارد، مستشار رئيس الحزب لشؤون الرئاسة انطوان مراد، رجل الأعمال نديم مراد، منسق المنطقة نهرا البعيني، امين سر المجلس التربوي في الحزب رمزي بطيش، رئيس رابطة “آل دكاش” غسان دكاش، رئيس رابطة “آل خويري” شربل خويري، مدير عام اذاعة “لبنان الحر” شربل عازار، المرشحين السابقين للنيابة في كسروان: شادي فياض، د. انطوان صفير، نعمان مراد، كارن بستاني، جو رعيدي وسليم الهاني، عدد من أعضاء المجلس المركزي، وحشد من الشخصيات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ورؤساء البلديات والأطباء والمحامين والمهندسين.

وأوضح جعجع أن “جماعة الممانعة” هم من فاوضوا للوصول إلى اتفاق وقف اطلاق النار، وليس رئيس بلدية فاريا، وبعد هذا التفاوض، أقرت الحكومة الاتفاق ووافقت عليه في جلسة 27 تشرين الثاني 2024، علما أنها مؤلفة بشكل كامل من هذا الفريق”، ودعا جعجع الجميع لزيارة “موقع الحكومة الإلكتروني لقراءة قرار الحكومة في تلك الجلسة أو قراءته في الجريدة الرسمية”. وأضاف: “منذ يومين أو ثلاثة، أطل علينا نواب من “حزب الله” ليقولوا إن هناك خروقات إسرائيلية كبيرة جدًا. هذا الأمر صحيح وصحيح بشكل كامل. إلا أنهم ادّعوا أيضًا في تصريحاتهم أن الأجهزة المعنية في الدولة اللبنانية والجيش اللبناني لا يقومون بدورهم كما يجب في مواجهة هذه الخروقات. فهل يمكن أن يكون هناك غش بهذا القدر؟ فمن يتكلمون على التقصير هم الحكومة، وليسوا مجرّد أغلبيّة فيها وإنما هم الحكومة بأكملها. إلا أنه وبقدر ما سعوا على مرّ الزمن إلى إضاعة الناس، أصبح الضياع هو سيد الموقف”.

وشدد جعجع على أن “علينا في هذا الإطار التنبه لكل كلمة يقولونها، كي ندرك ما يقومون به، فهم يدّعون أن الدولة لا تقوم بواجباتها، في حين أنهم هم الدولة، وهم الموجودون في الحكومة، لذا فليتفضلوا ويتخذوا التدابير التي يجب اتخاذها”. وقال: “إذا ما أردتم أن تروا إلى أي حد وصل الغش، فهم يطلون علينا يوميًا ليتساءلوا: أين هم السياديون؟ ولماذا لا يتخذون أي موقف إزاء الخروقات الإسرائيلية؟ وكأن المسألة هي بالمواقف ومجرد الكلام فحسب، وكأن المهم هو مجرد أن يقول المرء شيئًا ما، باعتبار أن سياساتهم مبنية بشكل كامل على مجرد الكلام. فهم بقدر ما تكلموا، أوصلونا إلى ما أوصلونا إليه بسياساتهم، وبدرجة أَولى، انظروا إلى أين أوصلوا أنفسهم، بعد الكلام والكلام والكلام، على شاكلة “أوهن من خيوط العنكبوت”، و”لم تعد المسألة الدفاع عن لبنان، وإنما أصبحنا في المرحلة الثانية واننا نعمل على رمي إسرائيل في البحر”، و”سندخل الجليل الأعلى”. يدّعون أن السياديين بلعوا ألسنتهم إزاء الخروقات الإسرائيليّة، وكأن المسألة هي بالكلام وليس بالفعل أبدًا. لأنه بالفعل، لا الكلام، هم يسيطرون على الحكومة الآن، فليعطوا أمرًا للجيش بمقاتلة الإسرائيليين وإخراجهم من وادي الحجير، على سبيل المثال لا الحصر، أو ليكلفوا وزارة الخارجية القيام بما يجب القيام به، كإعداد العرائض وكل ما يلزم، لا أن يكون جل ما يقومون به هو الشعر ومحاولة تحميلنا جميعًا مسؤولية مسألة كنا نقول لهم منذ اللحظة الأولى أنها ستوصلنا إلى ما وصلنا إليه”.

وأعلن جعجع أن “أكثر فريق ضميره مرتاح إزاء ما حصل في لبنان هو نحن، لأننا منذ اللحظة الأولى كنا نقول لهم إن حرب الإسناد ستوصل بنا إلى ما وصلنا إليه، وناديناهم مرارًا وتكرارًا لإيقاف هذه الحرب، لأنها ليست لعبة يمكن لعبها أو مزحة، فهناك مصير شعب بأكمله على المحك”. وقال: “أنا شخصيًا تكلمت مع نحو عشرين مسؤول رسمي مرارًا وتكرارًا، وكنت في كل مرة أحذرهم من مغبة أفعالهم، وأن الأمور ستصل إلى ما وصلت إليه، ولم يحركوا ساكنًا. واليوم يتهموننا بأننا نلتزم الصمت، في حين أنهم هم من يتكلمون في الأوقات كلها، وهم من يقررون، وهم من يفعلون. ويأتون الآن ليقولوا لماذا لا تتكلمون، في حين أننا قلنا ما يجب علينا قوله. ففي نيسان المنصرم، أي قبل أربعة أشهر من اندلاع الحرب، عقدنا في هذه الصالة بالذات مؤتمرًا وطنيًا ضخمًا حضره عدد كبير من القوى السياسية، وطالبنا يومها بتطبيق القرار 1701  بمندرجاته وبحذافيره كلها. يومها كان الرد أنهم خوّنونا وخوّنوا الجميع، وقامت القائمة ولم تقعد، ووصلوا في نهاية المطاف إلى “ترجّي” الكون بأسره لوقف إطلاق النار على أساس تطبيق القرار 1701. قلنا لهم ذلك قبل أشهر، إلا أنهم لم يقبلوا بذلك إلا بعد أن سقط كل من سقط من ضحايا ودُمِّر كل ما نراه اليوم من خراب وخسائر”.

واستطرد جعجع: “هذا هو “فريق الممانعة”. كلام بكلام بكلام، وإلقاء خطب لا أكثر. وفي نهاية المطاف، لا يكترثون لما يحصل في البلاد وما هو مصيرها. وأكبر دليل هو أنهم، حتى هذه اللحظة، وعلى الرغم من كل ما حصل، يحاولون اتّباع الطريقة القديمة التي كانوا يعتمدونها سابقًا. من هذا المنطلق، اتفاق وقف إطلاق النار هو مسؤولية الحكومة الحالية، وهي من تقع عليها مسؤولية أن ترى ما يجب القيام به من أجل الاستمرار في هذه الوضعية حتى النهاية. ولا مناص من تطبيق كامل للقرار 1701، ولا مناص من تطبيق القرار الذي اتخذته الحكومة الحالية بما يتعلق بالترتيبات التي يجب القيام بها، والتي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من القرار 1701″.

وكان جعجع استهل كلمته، بتوجيه التحيّة للحضور، وقال: “في لقاءات كهذا اللقاء، صراحةً، أنا لا أقوم بتحضير كلمة لإلقائها، لأنني أعتبر الكلام في هكذا لقاء بمثابة كلام ما بين أصدقاء مقربين يعرفون بعضهم البعض ويفهمون على بعضهم البعض. ومن هذا المنطلق، ليس هناك داعٍ لتنميق الكلمات أو تحضيرها مسبقًا، وإنما يكون الكلام من القلب إلى القلب”.

وتوجّة إلى القواتيات والقواتيين في كسروان، بالقول: “رفيقنا نهرا، أفضل وأهم صفة يتمتع بها هي روحيّته وطريقته في التعاطي وتناول المسائل والقضايا. من الممكن أنه يعمل لساعات طويلة يوميًا، إلا أن هذا الأمر ليس هو المميز فيه، باعتبار أن هناك الكثيرين من بيننا يعملون بهذا المقدار أيضًا، إلا أن الميزة والفرق هو أن الله لم ينعم على الكثيرين بنعمة الإيجابية التي تخوّلهم تناول القضايا والمسائل التي بين أيديهم بإيجابية، والتعاطي مع الآخرين بإيجابية أيضًا، إلا أنه صراحةً، حتى الشوك يتحول مع رفيقنا نهرا إلى ورد، والورد يتحول معه إلى ورد متفتح أكثر وأكثر”.

وتابع جعجع: “وددت أن أستهل كلامي بالتوجه إلى القواتيين لأننا اليوم نقف أمام مفصل مهم من تاريخ بلادنا. فنحن، صراحة، في هذا العام لا نحيي العيد بمفهومه ومعناه التقليدي فحسب، وإنما العيد هذا العام له أربعة أو خمسة معانٍ إضافية، ليصبح أربعة أو خمسة أعياد مدمجة ببعضها البعض. واحد من هذه الأعياد هو تغيير موازين القوى في لبنان. فللمرة الأولى منذ عشرين او ثلاثين او اربعين سنة، وصلنا إلى مكان يسمح لنا ان نبدأ في بناء دولة جديّة. لم يبدأ هذا الأمر حتى اللحظة، ولكن أصبح هناك إمكانية لإنجازه. من جهة أخرى، العيد الثاني يتمثل في أنه كان هناك نظام رابض على قلوبنا منذ 40 عامًا، ولم يتركنا نرتاح لحظة واحدة، وهو نظام الأسد، وبلمح البصر زال من الوجود”.

واستطرد جعجع: “رفاقي في كسروان، إن كنتم النائب أو المنسق أو أعضاء المنسقية أو رؤساء المراكز أو القواتيين العاديين، أود أن أؤكد لكم أنني لم أحب، في أي يوم من الأيام، الافتخار أو التبجح أو الادعاء أبدًا، فهذه الأمور تدمر الشعوب والمجموعات. إلا أنني وفي الوقت عينه، لا يمكن سوى أن أقول لكم “يعطيكم مية ألف عافية”، فأنا أكن لكم تقديرًا كبيرًا مرده ليس لأنكم انضويتم تحت لواء حزب “القوات اللبنانية” في كسروان، على الرغم من أنه مرت عليكم أيام صعبة في السنوات الـثلاثين الأخيرة إلى حد أنكم كنتم تشعرون بالعزلة أينما ذهبتم، ولكن السبب ليس انتماؤكم الحزبي أبدًا، وإنما لأنكم ومنذ أربعين عامًا وحتى يومنا هذا، سلكتم طريق النضال بالإيمان فقط لا غير. من كان في إمكانه أن يؤكد أنه سيأتي اليوم الذي يسقط فيه نظام الأسد؟ إلا أنكم ومنذ 40 عامًا تقاتلون هذا النظام. عندما كان هنا يقيم الحواجز في كسروان وباقي المناطق اللبنانية، كنتم تقاتلونه. صحيح أنني المسؤول عن هذه المؤسسة وقائدها، إلا أنه لو لم يكن هناك عسكر لما كنت لأكون قائدًا، ولما كان في إمكاني القيام بأي شيء منفردًا ووحيدًا. لذلك أحمل تقديرًا كبيرًا لكم، لأنه عندما عزّ الإيمان بقي لديكم الإيمان، وعندما فُقد الأمل بقي لديكم الأمل كله. فأنتم لم تكونوا مدركين أن “حزب الله” العسكري سيزول، ولكنكم استمررتم في النضال. لم تكونوا مدركين أن نظام الأسد، هذا النظام الحديدي الذي حكم بالحديد والنار سيسقط، وحتى يومنا هذا ما يزال هناك 112000 شخص مفقود في سوريا، على الرغم من أن جميع أبواب السجون – القبور فُتحت، فالسجون في سوريا هي كناية عن قبور. وبالتالي أكنّ لكم التقدير الكبير وأريد أن أقول لكم “يعطيكم مية ألف عافية”. اليوم تحق لكم استراحة محارب، لأنكم استمررتم على مدى 40 سنة في العمل معتمدين على الإيمان والصلابة والالتزام فحسب، ولم توفروا أي تضحية ممكنة، على الرغم من أنكم لم تكونوا ترون أي بصيص أمل أو ضوء أمامكم. فطوبى للذين آمنوا ولم يروا. فمن يشهد كل التطورات الحاصلة وينتقل لينضم إلى خطنا، صراحة “ما إلو بالجميل” باعتبار أن التطورات حصلت، إلا أن الطوبى الكبيرة هي لكل من ساروا وناضلوا في سبيل القضية من دون أن يروا ما يحمل لهم الغد، وكأنهم يسيرون في العتمة الظلماء، ولكنهم لم ينفكوا يومًا عن السعي والتقدم إلى الأمام، إلى أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه”.

وتابع جعجع: “تحق لكم استراحة محارب حقيقية وفعلية، لأننا ما كنا نؤمن بأنه لا بد حاصل قد حصل، وبالتالي تبين أن رؤيتنا كانت هي الصحيحة، ولو لم نكن نرى ما سيحصل بالعين المجردة. لذلك أقول لكل قواتية وقواتي بيننا اليوم: لا تعتبروا أن المسيرة انتهت. سنأخذ استراحة محارب قصيرة، باعتبار أن الجزء الإيجابي من المسيرة بدأ الآن. أصبح في إمكاننا العمل بالإيجابيات، بعدما أمضينا السنوات الـ40 الأخيرة ونحن منهمكون في رد السلبيات عنا وعن مجتمعنا ووطننا فقط لا غير. كنا لا ننفك نتخلص من مصيبة حتى نقع في أخرى. أما الآن، فلم يعد هناك من مصائب حولنا، وما تبقى هو أن نرسم طريقنا التي لن تكون سهلة”.

وختم جعجع كلمته بالقول: “على هذا الأمل، سأترككم اليوم، وأقول لكم “يعطيكم مية ألف عافية”، وآمل أن يعيد الله عليكم هذا العيد بألف صحة وبركة وعافية، لأنكم تستحقون العيد، باعتبار أن عيدنا أتى بعيدين وثلاثة أعياد وأربعة وخمسة. وأعدكم بأننا سنكمل المسيرة، كما فعلنا في الأيام السيئة، كذلك اليوم في الأيام الأقل سوءًا، حتى الوصول إلى لبنان الذي طالما حلمنا به”.

وكانت كلمة للنائب شوقي الدكاش قال فيها: “في أيام الشباب، كنت ككثيرين من أبناء كسروان والفتوح، نشعر أننا محظوظون بالدفاع عن فكرة لبنان ودور لبنان ورسالته  في هذا الشرق. وكنا بصراحة “نشوف حالنا”: كسرواني يعني نحن نحضن بكركي. في منطقتنا الأديار والمدارس والمستشفيات. جبالنا عاصية وبحرنا بوابة على العالم والحضارة، خصوصاً في زمن الأزمات. مع طانيوس شاهين من كسروان ، علّمنا المنطقة الحرية والتمرد على الظلم…”.

وأضاف “كبرنا وصرنا نعرف حجم المسؤولية عندما تكون كسروانياً. صرنا نعرف إن كل ما نتشاوف به، لا معنى له إذا لم يستفد منه لبنان واللبنانيون. ان تكون كسروانيا ليس تشريفاً إنما مسؤولية، تماما كمثل مسؤولية فؤاد شهاب أن يبني مؤسسات ودولة. كمثل مسؤولية البطريرك نصرالله صفير في أن يبقى صامداً بزمن الاحتلال ليرفع صوت لبنان الحر. وكمثل مسؤولية الدكتور سمير جعجع اليوم في حماية فكرة لبنان ومستقبله وحضورنا ودورنا فيه”.

واستطرد: “وتسألونني وهل الدكتور جعجع كسرواني؟ وأجيب: نعم . كسرواني أكيد على قدر ما هو بشراني أصيل. وكل واحد منا، إن لم يكن فيه جزء من بشري والديمان والأرز ووادي قنوبين، جزء من دير الأحمر وقنات وزحلة والقاع، جزء من رميش وعين ابل ودبل والقوزح، جزء من القبيات وعندقت ورحبة، جزء من العاقورة وقرطبا وترتج وجبيل، جزء من الأشرفية وعين الرمانة وغيرها وغيرها…اذا لم نكن كذلك، لا نكون فعلا كسروانيين ولا قوات لبنانية”.

وشدد الدكاش على أن “شهداءنا الذين استشهدوا على الأرض اللبنانية كلها حمّلونا مسؤولية كل حبة تراب فيها. وكم هي كبيرة المسؤولية. ولقاؤنا اليوم هو في التوجه والسياق نفسه. نجتمع على المحبة والعطاء كما اعتدنا. وكلنا نعرف الجملة الشهيرة لمار بولس “ان في العطاء لفرحا أكثر منه في الأخذ”.، نجتمع في معراب التي صار اسمها مندمجاً باسم “القوات اللبنانية”. القوات، التي تكبر في كسروان ويزداد مناصروها، خصوصاً في أوساط الشباب الذين يرون فيها الحزب الذي تنسجم مواقفه الثابتة مع ممارسته”.

وختم: “نحن وانتم باقون هنا، ومن ارض كسروان عيوننا على كل لبنان”.

أما منسق المنطقة نهرا البعيني فقد أكّد في كلمته أن “هذا العشاء هو الأول لكسروان بعد فترة من الزمن وكان تحدياً كبيراً أن يضم  شخصيات “كسروانية” فحسب، ما يشكل مؤشرا لنجاحنا بفضل مساهمتكم ودعمكم”. ولفت إلى أنه “بعد سنة على انتخابي منسقا لمنطقة كسروان ، أود أن اعرب عن  شكري لنائبنا الرفيق شوقي الدكاش على دعمه الدائم لنا، كما أحيّي أعضاء المنسقية فرداً فرداً لكل الجهود التي بذلوها ، وتحية كبيرة إلى رؤساء المراكز الذين هم المدماك الأساس في عملنا الحزبي، إلا أن التحية الأكبر أوجّهها إلى جميع المنسقين السابقين الذين تركوا بصماتهم ونحن مستمرون اليوم في السير وفق خطواتهم، في البناء والتقدّم”.

وسرد البعيني تجربته الشخصية مع رئيس حزب “القوات اللبنانيّة” قائلاً: “حملت صورتك يا حكيم في عمر 10 سنوات، حين كان قداسة البابا يوحنا بولس الثاني يزور لبنان لأنني كنت أؤمن بأنه سيرى الصورة ويحرك الملف”. وأردف: “في العام 1998 تعرفت إلى مجموعة يسوع الملك بقيادة النائب ستريدا جعجع فشعرنا أننا أقرب إليك وإلى توجيهاتك، وفي تلك الفترة كان أكبر إنتصار لنا فوز جو سركيس كعضو في بلدية بيروت. وبدأ ايماننا يكبر وبدأ معه النضال الطالبي في دائرة الجامعات الأميركيّة، في  مصلحة الطلاب، على الرغم من أن الناس كانوا يحذروننا من الخطر على حياتنا وعلى مستقبلنا، وينعتوننا بالمجانين على خلفية أن المؤشرات كلها ضدنا في ظل وضع سيء لن يتغير . لكن شعورنا وإيماننا كانا الأقوى “إنو رح يصح الصحيح” وسوف يخرج السوري ومن بعده الإيراني كما سيخرج “الحكيم” من السجن وسنكون إلى جانبه كي نبني وطناً ومستقبلاً. ألف تحية للحكيم على الصمود ولستريدا على التصدي”.

وتابع: ” تضحياتك شرف لنا ولن نفرط بها، سنجهد في العمل كي نكون على قدر المسؤولية التي حمّلتنا إياها القضية وشهداؤنا، ولا سيما شهيد كسروان “شلومو”. انطلاقاً من هنا، نكثف التواصل مع جميع القواتيين في المنطقة ليكون الجميع مشاركاً ومعنياً بالمعركة السياسية التي نخوضها في كسروان وفي لبنان كلها”.

وقال: “لقد تُرجم هذا التعاون من خلال إنتظام حزبي مميز، وتعيين أكثر من ثلاثين رئيس مركز جديد في عام واحد، فضلاً عن استحداث مكاتب جديدة، والقيام بنشاطات عدة، سياسية، اجتماعية، صحية ورياضية للوقوف إلى جانب أهالي بلداتنا”.

وفي المناسبة، شكر البعيني الامانة المساعدة للمناطق “التي واكبت أعمالنا ومختلف الاجهزة التي  ساهمت في إنجاح نشاطاتنا في كسروان”. ولفت إلى أن أعمالنا أنتجت فعالية أكثر، بعد إشراك البلديات والمخاتير  والفاعليات وجميع المواطنين في ضوء منح القوات هذا التفويض السياسي الكبير، وبالتالي لم يعد في إمكاننا العمل “عالضيّق” بل علينا أن نفتح يدنا كتنظيم حزبي في كسروان لكل من  يقترب من القوات ومن فكرها ونشاطها، كي نواجه سوياً كل المشاريع الغريبة عن مفهومنا”.

وختم: “مع “الحكيم” نحنا قدا ، وكسروان قدا ” ، “ومش بس معراب في قلب كسروان، الاكيد إنو كسروان بقلب معراب!”

وكان قد استهل الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد حزب القوّات اللبنانيّة، ومن ثم كلمة الإفتتاح التي ألقاها مستشار رئيس الحزب لشؤون الرئاسة طوني مراد، وقال: “لقد غاب من زعم يوما أن بلاد كسروان وجبيل لجماعته، وقد أتاها المسيحيون غزاة… وبقيت كسروان حرة منيعة لأهلها اللبنانيين مسيحيين ومسلمين. إنها العاصية، وإن فتحها المماليك، فسُمّي بعضها فتوحاً، فقد استعادت حريتها ورحل المماليك وآخر مملوك  كان يرسل لنا عبواته… وبقيت كسروان. انها كسروان التي هرب من استأسد عليها طويلا براجماته ومدافعه، وسيخرس من اعتقد يوما ان كسروان كانت لكسرى انو شروان واحفاده الفرس. انها كسروان الفتوح ، بعاصمتها جونية، التي قال أحدهم ان طريق  فلسطين تمر بها، فرحل وضاعت طريق القدس وبقيت جونية وكسروان”.

وتابع: “اجل، بقيت وستبقى الى ابد الآبدين، لأن منها خرج رجال قاتلوا الغزاة والمعتدين والمحتلين، ليترك بعضهم لوحاته للذكرى على صخور نهرها الجنوبي. بقيت، لأن مقاومين حموا حماها، من فقش الموج لمرمى التلج، وفي مقدمهم حارس الجرد الشهيد سليمان عقيقي. بقيت لأن فوق ذراها، في صنين، في الشير الاحمر، استشهد بطلان متعانقان لم يتخليا عن موقعهما وسط الجليد، احد المشاهد الذي حفر في قلبي عميقا، يوم كنت ذات مساء في منزل خوري الرعية في جونية، وكان شيخا جليلا قديسا، فإذ بمقاتلين من الشباب يقرعان الباب “بالبدلة الزيتية”، ليطلبا بركته وصلاته قبل أن ينزلا الى جبهة الأسواق، ليعود أحدهما في الغداة شهيدا”.

وشدد على أن “كسروان العاصية باقية لأنها في حمى سيدة لبنان ويسوع الملك وبكركي، وفي حمى قلعة معراب، كسروان طانيوس شاهين الذي اعلن اول جمهورية في الشرق، والياس ابو شبكة وخليل الجر وداوود بركات وشارل قرم. كسروان حكيم ، وانت الادرى، “يمكن تطوّل لتقلّع،  بس اذا لحقت وقلعت، خود على قوات”، لأنها مثلها مثل سواها وقت الخطر اكيد قوات”.

وختم: “كيف لا، وفي كسروان المقر العام ومعظم المقرات والمؤسسات، من لبنان الحر بيتي الاول، مرورا بالمسيرة،  وأن ننسى لا ننسى الـ”LBC”.