بانوراما المساء: إسرائيل تتوغّل جنوبًا وتخطف مواطنًا والجيش واليونيفل يتحركان



الحزب: تطور شديد الخطورة وعلى الدولة مراجعة الأداء الفاشل
قائد الجيش في السعودية…أول تواصل رسمي بين لبنان وسوريا الجديدة

 مع ان ملفات الداخل اللبناني الشائكة كثيرة، من الرئاسة الى الخروقات الاسرائيلية الفاضحة لاتفاق وقف اطلاق النار، تركزت الانظار والاهتمامات في الاتجاه اليمني، مع قصف سلاح الجو الاسرائيلي مطار صنعاء الدولي في اليمن واستهداف برج المراقبة والمدرج الرئيسي إبان القاء زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي  كلمة مباشرة على الهواء، واعلان اسرائيل ان الهجمات على اليمن التي جاءت بعد ابلاغ واشنطن عنها، هي بداية معركة مستمرة وليست مجرد هجوم آخر. ورفعت اسرائيل في اعقابها حالة التاهب تحسباً لرد حوثي محتمل.

وكما في اليمن كذلك في لبنان حيث الخروقات الاسرائيلية لاتفاق وقف النار باتت تتهدد مصيره جديا.

تمادٍ اسرائيلي:  اليوم، اعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان ان “العدو الاسرائيلي يواصل تماديه في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، والاعتداء على سيادة لبنان ومواطنيه وتدمير القرى والبلدات الجنوبية. في هذا الإطار، توغلت قوات تابعة للعدو الإسرائيلي بتاريخ 26 / 12 / 2024 في عدة نقاط في مناطق القنطرة وعدشيت القصير ووادي الحجير – الجنوب، وقد عزز الجيش اللبناني انتشاره في هذه المناطق، فيما تتابع قيادة الجيش الوضع بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل واللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism).”. ورفعت جرافات اسرائيلية سواتر ترابية بين وادي الحجير ووادي السلوقي. وسمعت اصوات انفجارات في المنطقة.  وكانت تقدمت آليات الجيش الإسرائيلي عبر وادي الحجير جنوبا، حيث قامت بعمليات تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة خلال تقدمها. كما قامت القوات الاسرائيلية بخطف المواطن حسام فواز من بلدة تبنين، خلال توجهه الى مركز عمله في مركز الكتيبة الاندونيسية التابعة لـ”اليونيفيل” في بلدة عدشيت القصير – قضاء مرجعيون. لكن بعد ساعات، افيد ان “اليونيفيل” تسلمت والصليب الأحمر اللبناني فواز بعد اختطافه. كذلك، أطلق الجيش الإسرائيلي الرصاص بالأسلحة الرشاشة من مارون الراس باتجاه مدينة بنت جبيل، وسُجّل تحليق منخفض للمسيرات في المنطقة. وعلى الأثر، أقفل الجيش اللبناني الطريق المؤدية إلى وادي الحجير، بدءًا من مركزه عند جسر قعقعية الجسر. كما توجهت دورية تابعة لـ”اليونيفيل”  إلى مفرق القنطرة حيث تتواجد قوة إسرائيلية. وإثر التوغل الإسرائيلي بشكل مفاجئ باتجاه بلدة القنطرة، نزح منها الأهالي إلى بلدة الغندورية. وفي سياق متصل، طلبت بلدية مجدل سلم من المواطنين عدم سلوك طريق السلوقي – وادي الحجير نحو النبطية بما فيها المتفرعات من بلدة قبريخا بسبب الظروف الأمنية المستجدة. وبعد الظهر، افيد بانسحاب آليات الجيش الإسرائيلي من وادي الحجير باتجاه أطراف وادي السلوقي.

اليونيفيل: ليس بعيدا، أكدت قيادة “اليونيفيل” في بيان أن “أي أعمال تهدد اتفاق وقف الأعمال العدائية الهشّ، يجب أن تتوقف”. أضاف البيان “لقد أكّد كل من إسرائيل ولبنان التزامهما التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701. ولمعالجة القضايا العالقة، فإن الطرفين مدعوان الى الاستفادة من الآلية التي أنشئت حديثاً على النحو المتفق عليه في التفاهم.تستمر اليونيفيل في حثّ الجيش الإسرائيلي على الانسحاب في الوقت المحدد ونشر القوات المسلحة اللبنانية في جنوب لبنان والتنفيذ الكامل للقرار 1701 كمسار شامل نحو السلام”. وتابع “إن اليونيفيل تعمل بشكل وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية بينما تقوم بتسريع جهود التجنيد وإعادة نشر القوات إلى الجنوب. إن البعثة مستعدة للقيام بدورها في دعم البلدين في الوفاء بالتزاماتهما وفي مراقبة التقدّم، يشمل ذلك ضمان خلو المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني من أي أفراد مسلحين أو أصول أو أسلحة غير تلك التابعة لحكومة لبنان واليونيفيل، فضلاً عن احترام الخط الأزرق”. وختم”هناك قلق إزاء استمرار التدمير الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي في المناطق السكنية والأراضي الزراعية وشبكات الطرق في جنوب لبنان، وهذا يشكل انتهاكاً للقرار 1701. وسوف يواصل جنود حفظ السلام المهام المنوطة بهم، بما في ذلك رصد الانتهاكات للقرار 1701 وإبلاغ مجلس الأمن عنها”.

تمديد؟: الى ذلك، افيد أن إسرائيل أبلغت لجنة مراقبة وقف النار أنها قد تمدد بقاء قواتها بجنوب لبنان. وفي هذا السياق، لفتت صحيفة هآرتس الى أن إذا لم ينجح الجيش اللبناني في السيطرة الكاملة على جنوب لبنان نهاية الفترة الزمنية المحددة لوقف إطلاق النار فسيتعين على الجيش الإسرائيلي البقاء في الجنوب.

موقف الحزب: في المقابل، علق عضو كتلة “الوفاء للمقاومة ” النائب علي فياض، على توغل قوات العدو الإسرائيلي إلى وادي الحجير، وقال في تصريح : “إن توغل قوات العدو الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية وصولا إلى وادي الحجير، يشكل تطورا شديد الخطورة وتهديدا جدياً لإعلان الإجراءات التنفيذية للقرار 1701 وتقويضا للصدقية الواهنة للجنة المشرفة على تنفيذه”. أضاف: “إن هذا التطور الذي يظهر تعاطيا إسرائيليا خارج أي التزام أو إجراءات، وكأن لا وجود لأي تفاهم أو التزامات، يوجب على الدولة اللبنانية حكومة وجيشا وجهات معنية، إعادة تقويم الموقف بصورة فورية، ومراجعة الآداء الحالي الذي أظهر فشلا ذريعا في الحد من الإمعان الإسرائيلي في إستمرار الأعمال العدائية على المستويات كافة بما فيها التوغل في الأراضي اللبنانية وقتل واعتقال المدنيين اللبنانيين”.

مجلس التعاون: الى ذلك، عقد مجلس التعاون الخليجي اجتماعا وزاريا استثنائيا في الكويت اليوم، لبحث المستجدات في سوريا ولبنان. وشدد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، ‏خلال الاجتماع الاستثنائي الـ46 لوزراء الخارجية بدول مجلس التعاون في الكويت، على “أننا نؤكد دعم كل ما يعزز أمن لبنان وسوريا واستقرارهما”. وقال: إن “الهجمات الإسرائيلية على سوريا انتهاك صارخ للقوانين الدولية”، مضيفا “نشيد بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة السورية الموقتة كما نشيد بالحفاظ على مؤسسات الدولة السورية وندعو لتكريس لغة الحوار”. بدوره، أكد وزير خارجية الكويت عبد الله علي اليحيا، في الاجتماع “دعم بلاده الكامل لسيادة لبنان ووحدة أراضيه ورفض التدخل الخارجي”، مشددا على أنه “يجب وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية”.

القائد في المملكة: وسط هذه الاجواء، اعلنت قيادة الجيش اللبناني ان  قائد الجيش العماد جوزاف عون غادر لبنان إلى المملكة العربية السعودية، تلبية لدعوة من نظيره السعودي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول الركن فياض بن حامد الرويلي. وسيتناول البحث التعاون بين جيشَي البلدين وسبل دعم المؤسسة العسكرية، بخاصة في ظل التحدّيات التي تواجهها حاليًّا.

قطر للانتخاب: دائما على الضفة الخليجية – اللبنانية،  إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، سفير دولة قطر في لبنان سعود بن عبد الرحمن آل ثاني في زيارة تهنئة بالأعياد، نقل في خلالها تحيات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني الى البطريرك، مشددا على “عراقة العلاقات الثنائية بين البلدين، وبخاصة العلاقة الخاصة مع البطريرك الراعي”. ولفت السفير القطري الى “الضرورة الماسة لإنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية في التاسع من الشهر المقبل”، مؤكدا ” تعاون ودعم بلاده المستمر للبنان اقتصاديا وسياسيا وعسكريا”.

بوحبيب: ليس بعيدا، تلقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب إتصالاً هاتفياً من وزير خارجية الكويت عبدالله اليحيا حيث وضعه في إجواء الاجتماع الوزاري لمجلس التعاون الخليجي المزمع عقده، وعلى جدول أعماله الوضع في كل من لبنان وسوريا، حيث تبلغ دعم الكويت لكل ما فيه مصلحة لبنان وسوريا.  وإنتهز المناسبة لشكر الكويت على وقوفها الدائم الى جانب لبنان، وما قدمته من تسهيلات ومساعدات إغاثية وإنسانية وطبية، وبشكل خاص الجسر الجوي المستمر الى لبنان، كما شكر نظيره الكويتي على توفير طائرة عسكرية لشحن المواد الطبية والاغاثية التي جمعتها الجالية اللبنانية في الكويت بالاشتراك مع متبرعين كويتيين، تلبية للحملة التي نظمتها السفارة، والتي بلغت حمولتها ٣١ طناً، وجرى تسليمها للجنة الطوارئ الحكومية يوم ٢٢ كانون الأول الجاري.

في الدار: في المواقف الرئاسية، استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى النائب نبيل بدر الذي قال بعد اللقاء “كان لنا شرف لقاء سماحته وأصغينا لمشورته في العديد من الملفات وعلى رأسها ملف الاستحقاق، وإعادة إعمار منطقة البسطة في بيروت، والملف الثالث والأساسي قانون العفو العام”. اضاف “في الحقيقة أصبحنا بإذن الله في مراحل متقدمة من إنتاج قانون للعفو العام، قانون موحد تقدمه كل أطياف المجتمع الإسلامي، كي يحافظ على صفة العجلة في مجلس النواب، قانون واحد نتوافق عليه ونقدمه في أقرب فرصة ممكنة. أما موضوع إعادة إعمار البسطة فهذا أمر مفروض على كل أجهزة الدولة، وعلى جهاد البناء أن يعجل في إعادة إعمار مناطق بيروت التي تضررت بسبب العدوان الإسرائيليّ، ونحن حاضرون لدعم ملف إعادة إعمار أو بناء أو حتى محاولة رفع الضرر ممن أصابه ضرر العدوان الإسرائيلي، وقد وضعنا سماحته في أجواء ملف الاستحقاق الرئاسيّ، ولقاءاتنا الأخيرة، وإن شاء الله سيكون اليوم لقاء جامعا، ولنا موقف من موضوع الاستحقاق الرئاسيّ، آملين أن يصل الملف إلى خواتيمه السعيدة”. واكد ان “جلسة انتخاب الرئيس قائمة في 9 كانون الثاني ، وموضوع التأجيل يعود إلى نوايا الكتل السياسية، وإذا كان هناك نية للتوافق على مرشح وسطي، فمن المؤكد أن سينتخب رئيس، أما إذا انضمّ كل إلى صفه، فستكون هناك مشكلة في انتخاب الرئيس، لأن لا أحد سيحصل على 65 صوتا”.

لبنان وسوريا: من جهة ثانية، وفي اول تواصل رسمي لبناني مع النظام السوري الجديد، أجرى الوزير بوحبيب مساء امس إتصالاً هاتفياً بنظيره السوري أسعد حسن الشيباني هنأه فيه بمناسبة تعيينه وزيراً للخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية، متمنياً له التوفيق والنجاح في مهامه الجديدة. وقد اعرب أيضاً عن تمنياته له بالنجاح في فتح صفحة جديدة للدبلوماسية السورية في المحافل الإقليمية والدولية. كما إغتنم بوحبيب المناسبة ليؤكّد تمسّك لبنان بوحدة سوريا، و سلامة أراضيها، واستقلالها، وحق شعبها بتقرير مصيره، وتطلّع لبنان الى أفضل علاقات الجوار مع الحكومة الجديدة في سوريا، بما يخدم مصالح الشعبين والجمهوريتين. كذلك أعرب عن رغبته بزيارة سوريا، فرحب الوزير الشيباني بالزيارة. وقد توافق الوزيران على ضرورة عقد لقاء مطلع العام المقبل، للبحث في الامور والقضايا المشتركة.

المركزية