حسناً فعلت المقاومة بالتريث بالرد على الاعتداءات الإسرائيلية والانتهاكات للقرارات الدولية وترك المهمة للجنة الاشراف الدولية والدولة اللبنانية والجيش اللبناني، ليس تخلياً عن مسؤولياتها ولكن أولاً لعدم تحميلها مسؤولية خرق الهدنة واتخاذ إسرائيل ذلك ذريعة لاستكمال عدوانها على لبنان، وثانياً لعدم تجاوز قرار الدولة وحثها على القيام بدورها ومسؤولياتها بحماية الجنوب، لكن ثالثاً والأهم أن مهلة الستين يوماً شكلت وستشكل فرصة ثمينة للبنانيين والجنوبيين خصوصاً ليشاهدوا بأم العين عيّنة من الممارسات الإسرائيلية بالاستفراد بأهل الجنوب وقراهم ومدنهم وممتلكاتهم وأرزاقهم لو لم يكن هناك مقاومة وكشفت المعلوم لنا المجهول للغير أن اسرائيل لا تعبأ لا لأمم متحدة ولا لقرارات أممية ولا للجان دولية عندما لا تجد قوة أمامها أكانت جيش أو مقاومة أو حركة شعبية مسحلة! وهذا يثبت بدوره أهمية الدور الكبير الذي كانت تؤديه المقاومة اللبنانية حيث لم يكن ليجرؤ العدو للقيام بما يقوم به اليوم منذ العام 2000 وحتى أبان عدوان تموز 2006 ولا طيلة الحرب الأخيرة، فيما الدولة تقف عاجزة عن فعل شيء والجيش بلا قرار سياسي للتدخل أو لا يملك القدرة رغم امتلاكه الروح والعقيدة ولجنة الإشراف تمنح جيش الاحتلال فرصة مفتوحة لاستكمال حربها وبنك أهدافها بحرية وأريحية مع ضمانات بعدم تدخل الدولة أو الجيش، أما القوات الدولية فتقتصر مهمتها على تسجيل الاعتداءات في “السجل الذهبي” للخروقات.
السؤال: إذا كانت إسرائيل قد فشلت بالقضاء على المقاومة التي لاتزال موجودة وقوية ولو ليس بقوتها في السابق بفعل الضربات الغادرة والمفاجئة والمؤلمة التي تعرضت لها وبوقت سريع، وإذا كان هناك قرار دولي ـ1701 واتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار ولجنة الإشراف الدولية والجيش اللبناني، وتقوم إسرائيل بهذه العربدة فكيف لو لم يكُن كل ذلك ماذا كانت فعلت طيلة العقود الأربعة الماضية! هل كان لبنان تحت الحكم الاسرائيلي المباشر أم أكبر مستوطنة إسرائيلية في الشرق الأوسط؟
محمد حمية