العهد القديم قراءةٌ من سفر أشعيا 5-1:9.23:8
لَيسَ لَيلٌ لِلَّتِي كانت في الضِّيق. في الزَّمَانِ الأَوَّل، أَذلَّ أَرْضَ زَبُولُونَ وَأَرْضَ نَفْتَالِي وأمَّا في الزَّمان الأَخِير فسيُمَجِّدُ طريقَ الْبَحْرِ عَبْرَ الأُرْدُنِّ، جَلِيلَ الأُمَمِ.
الشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا والمُقيمونَ فِي بُقعَةِ الظَّلاَمِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ النُور.
كَثَّرْتَ لَه الأُمَّةَ وفَّرْتَ لَهَا الْفَرَحَ، يَفْرَحُونَ أَمَامَكَ كَالْفَرَحِ فِي الْحَصَادِ، كَٱبتِهاجِ الَّذِينَ يَتَقاسَمُونَ الغَنِيمَة.
لأَنَّ نِيرَ ثِقْلِهِا وَعَصَا كَتِفِهِا وَقَضِيبَ مُسَخِّرِهِا قد كَسَّرْتَها كَمَا فِي يَوْمِ مِدْيَن.
إذ كُلُّ حِذاءٍ يُحدِثُ جَلَبَة، وَكُلَّ ثَوبٍ مُتَلَطِّخ بالدِّمَاءِ يَصيران لِلْحَرْقِ ووَقودًا لِلنَّارِ.
لِأَنَّه قد وُلدَ لَنا وَلَدٌ وأُعطِيَ لَنا آلنٌ فصارَتِ الرِّئاسةُ على كَتِفِه ودُعِيَ آسمُه عَجيباً مُشيرًا إِلهًا جَبَّارًا، أَبا الأَبَد، رَئيسَ السَّلام.
فصلٌ من الرسالة إلى العبرانيّين
12-1:1
يا إخوَتِي،
إِنَّ اللهَ كَلَّمَ الآبَاءَ قَدِيْمًا في الأَنْبِيَاء، مَرَّاتٍ كَثِيرَة، وبأَنْواعٍ شَتَّى،
وفي آخِرِ هذِهِ الأَيَّام، كَلَّمَنَا في الابْن، الَّذي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيء. وبِهِ أَنْشَأَ العَالَمِين.
وهُوَ شُعَاعُ مَجْدِهِ وصُورَةُ جَوهَرِهِ، وضَابِطُ الكُلِّ بَكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ. فَبَعْدَمَا أَتَمَّ تَطْهِيرَ الخَطايَا، جَلَسَ عَنْ يَمِينِ الجَلالَةِ في الأَعَالِي، فَصَارَ أَعْظَمَ مِنَ المَلائِكَة، بِمِقْدَارِ ما ٱلٱسْمُ الَّذي وَرِثَهُ أَفْضَلُ مِنْ أَسْمَائِهِم.
فَلِمَنْ مِنَ المَلائِكَةِ قَالَ اللهُ يَومًا: «أَنْتَ ٱبْنِي، أَنَا اليَومَ وَلَدْتُكَ»؟ وقَالَ أَيْضًا: «أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا، وهُوَ يَكُونُ ليَ ٱبْنًا»؟
أَمَّا عِنْدَمَا يُدْخِلُ ٱبْنَهُ البِكْرَ إِلى العَالَمِ فَيَقُول: «فَلْتَسْجُدْ لَهُ جَمِيعُ مَلائِكَةِ الله!».
وعَنِ المَلائِكَةِ يَقُول: «أَلصَّانِعُ مَلائِكَتَهُ أَرْوَاحًا، وخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَار».
أَمَّا عَنِ الٱبْنِ فَيَقُول: «عَرْشُكَ يَا أَلله، لِدَهْرِ الدَّهْر، وصَولَجَانُ الٱسْتِقَامَةِ صَولَجَانُ مُلْكِكَ.
أَحْبَبْتَ البِرَّ وأَبْغَضْتَ ٱلإِثْم. لِذلِكَ مَسَحَكَ إِلهُكَ، يا أَلله، بِدُهْنِ البَهْجَةِ أَفْضَلَ مِنْ شُرَكَائِكَ».
ويَقُولُ أَيْضًا: «أَنتَ، يَا رَبّ، في البَدْءِ أَسَّسْتَ الأَرْض، والسَّمَاوَاتُ صُنْعُ يَدَيْك.
هِيَ تَزُولُ وأَنْتَ تَبْقَى، وكُلُّهَا كَالثَّوبِ تَبْلَى،
وتَطْوِيهَا كَالرِّدَاء، وكالثَّوبِ تَتَبَدَّل، وأَنْتَ أَنْتَ وسُنُوكَ لَنْ تَفْنَى».
والتسبيح لله دائماً
من إنجيل ربّنا يسوع المسيح للقدّيس لوقا الذي بشّرَ العالم بالحياة،
بشارة الحياة والخلاص لنفوسنا.
20-1:2
في تِلْكَ الأَيَّام، صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أَغُوسْطُسَ قَيْصَرَ بِإِحْصَاءِ كُلِّ المَعْمُورَة.
جَرَى هذا الإِحْصَاءُ الأَوَّل، عِنْدَمَا كانَ كِيرينيُوسُ والِيًا على سُورِيَّا.
وكانَ الجَمِيعُ يَذهَبُون، كُلُّ واحِدٍ إِلى مَدِينَتِهِ، لِيَكْتَتِبوا فِيهَا.
وَصَعِدَ يُوسُفُ أَيضًا مِنَ الجَلِيل، مِنْ مَدينَةِ النَّاصِرَة، إِلى اليَهُودِيَّة، إِلى مَدينَةِ دَاوُدَ الَّتي تُدْعَى بَيْتَ لَحْم، لأَنَّهُ كَانَ مِن بَيْتِ دَاوُدَ وعَشِيرَتِهِ،
لِيَكْتَتِبَ مَعَ مَرْيَمَ خِطِّيبَتِهِ، وهِيَ حَامِل.
وفِيمَا كانَا هُنَاك، تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِد،
فوَلَدَتِ ٱبنَهَا البِكْر، وَقَمَّطَتْهُ، وأَضْجَعَتْهُ في مِذْوَد، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ حَيْثُ حَلاَّ.
وكانَ في تِلْكَ النَّاحِيَةِ رُعَاةٌ يُقِيمُونَ في الحُقُول، ويَسْهَرُونَ في هَجَعَاتِ اللَّيْلِ على قُطْعَانِهِم.
فإِذَا بِمَلاكِ الرَّبِّ قَدْ وقَفَ بِهِم، ومَجْدُ الرَّبِّ أَشْرَقَ حَولَهُم، فَخَافُوا خَوفًا عَظِيمًا.
فقالَ لَهمُ المَلاك: «لا تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِلشَّعْبِ كُلِّهِ،
لأَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ ٱليَوْمَ مُخَلِّص، هُوَ ٱلمَسِيحُ الرَّبّ، في مَدِينَةِ دَاوُد.
وهذِهِ عَلامَةٌ لَكُم: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطًا، مُضْجَعًا في مِذْوَد!».
وٱنْضَمَّ فَجْأَةً إِلى المَلاكِ جُمْهُورٌ مِنَ الجُنْدِ السَّمَاوِيِّ يُسَبِّحُونَ ٱللهَ ويَقُولُون:
أَلمَجْدُ للهِ في العُلَى، وعَلى الأَرْضِ السَّلام، والرَّجَاءُ الصَّالِحُ لِبَني البَشَر.
ولَمَّا ٱنْصَرَفَ ٱلمَلائِكةُ عَنْهُم إِلى السَّمَاء، قالَ الرُّعَاةُ بَعْضُهُم لِبَعْض: «هيَّا بِنَا، إِلى بَيْتَ لَحْم، لِنَرَى هذَا ٱلأَمْرَ الَّذي حَدَث، وقَد أَعْلَمَنا بِهِ الرَّبّ».
وجَاؤُوا مُسْرِعِين، فوَجَدُوا مَرْيمَ ويُوسُف، والطِّفْلَ مُضْجَعًا في المِذْوَد.
ولَمَّا رَأَوْهُ أَخبَرُوا بِالكَلامِ الَّذي قِيلَ لَهُم في شَأْنِ هذَا الصَّبِيّ.
وجَمِيعُ الَّذِينَ سَمِعُوا، تعَجَّبُوا مِمَّا قَالَهُ لَهُمُ الرُّعَاة.
أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ هذِهِ الأُمُورَ كُلَّهَا، وتتَأَمَّلُهَا في قَلْبِهَا.
ثُمَّ عَادَ الرُّعَاةُ وهُمْ يُمَجِّدُونَ اللهَ ويُسَبِّحُونَهُ على كُلِّ ما سَمِعُوا ورأَوا، حَسَبَما قِيْلَ لَهُم.
وُلِدَ المسيح*
هللويا.
وُلِدَ المسيح*
الميلاد سرّ لقاء الله للإنسان: تأنّس الله ليؤلّه الإنسان! هو حلم الكون والبشر أجمعين، رجاء الآباء القدّيسين، ورؤيا الأنبياء الْمُلهَمين. هو شوق كونيّ تغنّت به الشعوب على اختلاف معتقداتها وحضاراتها، وعاشه شعب التوراة بصورة مميّزة: «أُقطري أيّتها السماوات من فوق، ولتَمْطر الغيومُ الصِدّيق!».
1 – الرسالة (عب 1/1-12): يشدّد الكاتب في مقدّمة رسالته على علاقة الله الشخصيّة بنا، فهو الذي أخذ البادرة فأوحى بذاته إلى الآباء في الأنبياء قديمًا، وإلينا في الأيّام الأخيرة في شخص ابنه. ولا نسبة بين كلمات الله المجزّأة المتنوّعة في الأنبياء، على مدى التاريخ القديم، وكلمته الكاملة الواحدة المتجسّدة في ابنه يسوع المسيح. ثمّ يروح يعرّفنا بهذا «الابن»، في مقطع هو الأكثر وضوحًا عن ألوهة يسوع في العهد الجديد: إنّه الابن الوارث والخالق، شعاع مجد الآب وصورة جوهره، والكاهن والحبر الذبيح الْمُطهِّر الأوحد، واسمه يسمو على أسماء الملائكة أجمعين، لأنَّه الابن المتَّحد بالآب، والمالك الخالق الجميع، والجالس عن اليمين سيّدًا على التاريخ.
2 – الإنجيل (لو 2/1-20): في ثلاثة مشاهد، يروي الإنجيليّ ميلاد الربّ يسوع:
أوّلاً: حدث الميلاد جرى في أمجد عهود الأمبراطوريّة الرومانيّة، في بيت لحم ، مدينة داود، ولكن لا في القصر الملكيّ، بل في معلف الحيوان الوضيع الحقير!
ثانيًا: ظهور الملائكة للرعاة يبشّرونهم «بفرح عظيم» للشعب كلّه، بميلاد «المخلّص المسيح»، أي الملك المسؤول عن قيادة شعبه إلى الخلاص، «والربّ» أي الإله الذي يهب الخلاص؛ ثمّ ينشدون نشيدًا يمجّد الله ويعلن رحمته ومحبّته وإرادته الخلاصيّة لجميع البشر على يد ابنه يسوع المسيح.
ثالثًا: زيارة الرعاة للمولود، وعودتهم وهم يمجّدون الله ويسبّحونه على كلّ ما رأوا وسمعوا، فصاروا أوّل الْمُرسَلين في العهد الجديد.
لقد اختصر الله كلامه إلينا المتفرّق المختلف عَبْرَ الأجيال، في كلمة واحدة، هي ابنه الحبيب الْمُتأنّس. فتجسُّد ابن الله حدث تاريخيّ، حلّ في مريم في الناصرة بالبشارة، وتحقّق في بيت لحم بالميلاد. ولكنّه يبقى حدثًا يتواصل في الكنيسة بواسطة الأسرار والليتورجيّا، ليطال كلّ إنسان في الزمان والمكان. ولن يتمّ حتّى يصير فينا وفي جميع الناس من الأفكار والأقوال والأفعال ما هو في المسيح يسوع»، لأنّ غاية التجسّد هي أن نصبح جميعنا أبناء الله، فنحوّل أرضنا إلى سماء ثانية.