الدولة في الخط الامامي…ميقاتي وعون يتفقدان الجنوب


رئيس الحكومة: الجيش سيثبت انه قادر على المهام المنوطة به
اسرائيل تعزل مارون الراس…و”الجبهة” تخلي مركز قوسايا والناعمة قريبا

 من مرجعيون الى إبل السقي فالخيام، أضفت جولة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون شرعية سياسية رسمية على متن القرار الدولي1701. وغداة جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في صور بعد وقف اسرائيل حربها على حزب الله، وجاءت مثابة رسالة دعم للجنوبيين، جاءت زيارة الخط الامامي اليوم والمحطة في مقر اليونيفل لتؤكد المؤكد لجهة التزام لبنان تطبيق قرار وقف اطلاق النار خلافا لاسرائيل الماضية في خرقه، على رغم تراجع الخروقات بعيد اجتماع الناقورة الاخير، حينما اعترض وفد لبنان على استمرار استباحة تل ابيب اجواء لبنان وخرق الاتفاق، ما يضع المؤسسة العسكرية في موقف الحرج ويضرب مصداقية الرعاية الاميركية.

وعكس الاستقبال الحاشد للزائرين في ساحتي بلدتي القليعة وجديدة ومرجعيون، مدى تعطّش اهالي المنطقة الحدودية للدولة والشعور بوجودها الفعلي وليس بالمواقف فقط، بعيدا من سطوة الاحزاب والسلاح غير الشرعي.

لجنة الاشراف: عشية عيد الميلاد، لم تهدأ الحركة سياسيا وعسكريا. في السياق، وباكرا اليوم، وصل   ميقاتي وقائد الجيش الى الجنوب في جولة تفقدية. في المناسبة، قال ميقاتي “لا بد بداية من توجيه التحية لارواح شهداء الجيش الذين سقطوا دفاعا عن الارض، واتطلع في وجوهكم واشعر بالفخر لانني اشعر بمعنوياتكم العالية واصراركم على الدفاع عن الارض رغم كل الصعوبات”. وأضاف ميقاتي “سنعقد اجتماعا مع اللجنة التي تشرف على وقف اطلاق النار وامامنا مهام كثيرة ابرزها انسحاب العدو من كل الاراضي التي توغل فيها خلال عدوانه الاخير، وعندها سيقوم الجيش بمهامه كاملة”. وتابع “الجيش لم يتقاعس يوما عن مهماته ونحن امام امتحان صعب وسيثبت الجيش انه قادر على القيام بكل المهام المطلوبة منه وانا على ثقة كاملة بهذا الامر”. وأشار ميقاتي إلى أن “الجيش اثبت على الدوام انه يمثل وحدة هذا الوطن ويقوم بواجباته ،وجميع اللبنانيين الى جانب الجيش ويدعمونه، حماكم الله وحمى هذا الوطن”.

صمدنا: بدوره، حيا قائد الجيش العماد جوزيف عون في كلمته رئيس الحكومة شاكرا له دعمه الكامل للجيش، وقال: “رغم كل الامكانات الضئيلة بقي الجيش صامدا في مراكزه وحافظ على المدنيين، وسنكمل مهمتنا لاننا مؤمنون بما نقوم به”.

خروقات: في المقابل، الخروقات الاسرائيلية لاتفاق وقف النار مستمرة. اليوم، أقفل الجيش الاسرائيلي  طريق مدينة بنت جبيل – مارون الراس بالسواتر الترابية والمكعبات الاسمنتية، ما يحول دخول الآليات والسيارات بإتجاه بلدة مارون الراس. كما سجل تحليق للطائرات المُسيّرة صباحاً في أجواء الجنوب وقامت اسرائيل بتفجيرات في كفركلا وبني حيان. الى ذلك، قام فوج الأشغال في الجيش اللبناني في الأيام الماضية بتنظيف الطرق الرئيسة من المخلفات  الإسرائيلية. واقدم  الجيش الاسرائيلي على رفع العلم الإسرائيلي على تلة في منطقة إسكندرونا بين بلدتي البياضة والناقورة المشرفة على الساحل عند مدخل بلدة ‎الناقورة الرئيسي. واقدم ايضا على تفجير عدد من المنازل في بلدة الناقورة تزامنا مع تحليق للطيران المروحي والاستطلاعي الاسرائيلي في الاجواء. واقدمت القوات الاسرائيلية على تفجير عدد من المنازل في منطقتي البستان والزلوطية في قضاء صور. وعملت وحدة  الهندسة في الجيش على إزالة صاروخ من مخلفات الحرب الاسرائيلية في بلدة برج رحال – قضاء صور. واصدر الجيش الإسرائيلي “تذكيرا إلى سكان جنوب لبنان انه حتى إشعار آخر يحظر عليكم الانتقال جنوبًا إلى أكثر من 60 قرية جنوبية ومحيطها.

بعد خراب البصرة: ليس بعيدا، صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، البيان الآتي: انتقل بعض المسؤولين في “حزب الله” في الآونة الأخيرة إلى نغمة جديدة بعد نغمة توازن الردع التي سقطت وأسقطت معها لبنان، ومفادها ان الفريق السيادي في لبنان لا يحرِّك ساكنا حيال التمادي الإسرائيلي في الجنوب. يهم “القوات اللبنانية” ان تذكِّر جميع هذه الأصوات ان الشريحة الأكبر من اللبنانيين ومن ضمنها الشريحة السيادية وبشكل خاص “القوات اللبنانية” حذروا مرارا وتكرارا من الانعكاسات السلبية إن لوضع اليد على قرار الحرب، أو توريط لبنان في الحروب، أو عدم تطبيق الدستور والقرارات الدولية، وطالبوا بتطبيق القرار 1701 الذي لم يطبّق منذ إقراره، وعقدت “القوات” مؤتمرا بهذا الخصوص، ولو تمّ الالتزام بتوصيات هذا المؤتمر لتوقفت الحرب وما توسعّت، ولكن ضرورات “حزب الله” الإيرانية حالت، ويا للأسف، دون تجنيب اللبنانيين الموت والكوارث. وبعد خراب البصرة يطالبون السياديين بالتحرُّك، ويصمّون آذانهم لمطالبة هؤلاء السياديين بوجود دولة فعلية في لبنان تُمسك وحدها بقرار الحرب، ويُحصر السلاح بمؤسساتها، فيما الطريق الوحيد الذي يحمي لبنان واللبنانيين هو طريق الدولة والمؤسسات، والخروج عن خط الدولة نتائجه معروفة: موت ودمار وتهجير وخراب وويلات…  إن الطريقة الوحيدة لإنقاذ ما تبقى تكمن في وقف التذاكي، وتطبيق الترتيبات التي أقرتها الحكومة في 27 تشرين الثاني الماضي، وتسليم السلاح غير الشرعي، وحصر القرار العسكري والأمني بيد الجيش والقوى الأمنية، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية سيادي وإصلاحي يعيد الاعتبار للجمهورية اللبنانية الحرة والمستقلة والسيدة والمزدهرة والمستقرة، وذلك من أجل ان يحظى لبنان من جديد باحترام الدول الغربية والعربية، وهذه هي الطريقة الوحيدة لانتشال البلد من حيث أوصلتموه.

تسلم مواقع: عسكريا ايضا، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي:
استكمالًا لعملية تسلُّم الجيش مراكز عسكرية كانت تشغلها تنظيمات فلسطينية داخل الأراضي اللبنانية، تسلمت وحدة من الجيش مركز قوسايا – زحلة التابع سابقًا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، بالإضافة إلى الأنفاق العائدة له، وصادرت كمية من الأسلحة والذخائر بالإضافة إلى أعتدة عسكرية. كما تعمل الوحدات المختصة على تفجير الألغام المزروعة في جوار المركز وتفكيك الذخائر الخطرة غير المنفجرة ومعالجتها.
تأتي هذه المهمات ضمن إطار حفظ الأمن والاستقرار وبسط سلطة الدولة في مختلف المناطق.

اخلاء انفاق الناعمة: وعلمت “المركزية” من مصادر عسكرية ان الجيش سيتسلم خلال الساعات المقبلة انفاق الناعمة من الجبهة الشعبية لينهي بذلك حقبة طويلة من النزاع مع المنظمات الفلسطينية المسلحة خارج المخيمات.

مرحلة جديدة: رئاسيا، زار النائب فريد هيكل الخازن دار الفتوى، حيث التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وتم خلال اللقاء البحث في الأوضاع الراهنة على الساحة اللبنانية  وبعد اللقاء، اكد الخازن أنّ المرحلة التي نمر بها صعبة، ولكن المستقبل القريب يحمل مرحلة جديدة ستكون مختلفة عمّا سبق مشددا على ضرورة أن يلعب الرئيس المقبل والحكومة المقبلة دورًا كبيرًا في تأسيس وتدعيم دولة المواطنة بدلًا من دولة الطوائف، إضافةً إلى الالتزام النهائي بتطبيق اتفاق الطائف والحفاظ على الدستور. وقال: “الجميع يتحدث عن الطائف، ولكن لا أحد يطبّقه فعليًا. الطائف هو الدستور الذي يضمن استقرار الساحة اللبنانية”. كما أوضح الخازن أنه ناقش مع سماحة المفتي أهمية الحفاظ على علاقات لبنان مع دول الخليج العربي التي كان لها دور كبير في مساعدة لبنان، لا سيما المملكة العربية السعودية التي ساهمت في إنهاء الحرب اللبنانية والحفاظ على استقراره بعد ان شابت العلاقة مع الخليج العربي أخطاء يجب تصحيحها. وعن مسألة انتخاب رئيس الجمهورية، شدّد الخازن على ضرورة أن تكون جلسة ٩ كانون الثاني محطة جديّة لانتخاب رئيس جديد، مع التأكيد على أن مسألة التأجيل لا يمكن أن تستمر. وأكد أن الجلسة يجب أن تفضي إلى انتخاب رئيس جامع وموحّد لكل اللبنانيين لا مستفزاً، مشيرًا إلى أن هذه المعايير يجب أن تكون الأساس في اختيار الرئيس المقبل الذي سيحكم لبنان لمدة ست سنوات.

ندعم فرنجية: في المواقف ايضا، أكد نائب رئيس المجلس السياسي في “حزب الله” الوزير السابق محمود قماطي، “أننا سنعمل ما في وسعنا لكي نصل إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي والوصول إلى رئيس للجمهورية، علما أن الثنائي الوطني أعلن أنه يدعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، والآن هناك أسماء كثيرة بدأ التداول بها، ويهمنا أن نصل إلى رئيس للجمهورية كي تبدأ الدولة بمسارها من جديد، ونحرص على ذلك، وحتى الآن ما دام الوزير فرنجية مرشحا لرئاسة الجمهورية، فنحن سنكون معه ولن نتخلى عن دعمه لهذا الموقع، وأما إذا توصل إلى نتيجة أخرى، فحينها يمكن أن نبحث في أسماء أخرى”. أضاف :” أما اليوم وحتى الساعة وما لم يعلن الوزير فرنجية عن انسحابه، فإنه مرشحنا، ولا نتخلى عن المرشح الذي دعمناه، لأننا أهل وفاء والتزام، ولا نتراجع”. كلام قماطي جاء في خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه “حزب الله” لشهيده على طريق القدس محمد حسين إبراهيم عياش في مجمع الإمام علي في الشياح.

 3 اسماء: من جانبه، طرح النائب غسان سكاف إمكان تأجيل جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل “في حال لم يتم التوصل الى توافق”، مشدّداً على أن “التفاهم المسبق يسهل عملية الانتخاب ويحول دون وقوع مفاجآت”. وأشار سكاف، في حديث اذاعي إلى “تسجيل تصاعد تراكمي في بورصة الترشيحات في خلال الأيام المقبلة”، كاشفاً عن “ثلاثة أسماء يمكن أن تحظى بعدد أصوات وازنة أما في الوضع الحالي من الصعب حصول أي مرشح على الغالبية المطلوبة من ٦٥ صوتا مما قد يؤدي إلى تأجيل الجلسة”.

المركزية