نجمةُ الميلاد وساحة النجمة .
يستعدُ العالمُ بأسرِهِ لاستقبالِ عيد ميلاد السيد المسيح مخلّص البشرية جمعاء في 25 كانون الأول الجاري كما كلِ عام .
ويتشارك المسيحيون مع إخوانهم من باقي الطوائف بفرحةِ هذا العيد الهام في كافةِ أصقاعِ الأرض .
عيدٌ وبأي حالٍ عُدتَ يا عيدُ !!!
بعد كل الذي حصل منذ عامٍ ويزيد في هذا الشرق المضّطرب ، من الحروبِ المُدمِرة والقتل الجماعي والإنتهاكات لكل الأعراف الدولية ( لا سيما في فلسطين ) مهدُ الديانات ، بدءاً بغزة والضفة فلبنان وسوريا ….الخ ،
ينتابُنا فرحاً منقوصاً ممزوجاً بغصةِ العذابات والفَقدِ والفقرِ والتهجيرٍ والنزوحِ والخسارات على كافة المستوياتِ وآلامِ الجرحى والمصابين وجروحِ الكرامات ، ( كل ذلك يُفقدُ العيد بهجتَه والغبطة ، باستثناءِ الإيمانِ العميقِ بالله الواحد الأحد خالق الكون ومخلّص البشرية ) .
وُلِد في مزود مغارة .
ملكُ الملوك وُلِد في مغارةِ بيتِ لحم الوديعة
( وُلِدَ بالجسد لنولَدُ نحنُ بالروح ) ،
وقد حَجّ إليها “الماجوسُ” حاملين “الهدايا والحلوى المتوفرة آنذاك واللُبان” ، فرحاً بما بشّرهم به ملاكاً سماوياً ، ( بالولادة الإلهية ومجيء المخلّص ) ، فبلغوا المغارة ممتطين ظهور “الجِمال والدّابة” ، على هَدي نجمةِ الصبحِ التي أرشدتهُم الى حيثُ الحقيقةِ الإلهية المطلقة .
نجمةُ ساحة النجمة .
كم نحنُ بحاجةٍ في لبنان لنجمةٍ خلاصية تُرشدُ نواب الأمة في ساحةِ النجمة ، وتُشكِّلَ لهم بوصلة إتجاه ، لإيصال رئيسٍ للجمهورية في 9 كانون الثاني المقبل الى قصر بعبدا ، الذي غطّت أدراجه الحشائش وكَسَت شُرفاتِه النباتات البرية ، إثر إطالة أمد الفراغ القاتل في الموقع الأول للدولة .
لا مناص من بناء دولة المؤسسات .
الكلُ باتَ يشعرُ أنه حان وقتُ بناء الدولة مجدداً إثر المتغيّرات الهامة والسريعة الحاصلة مؤخراً على مستوى المنطقة بأكملِها ، بناءً عليه نناشدُ كل المعنيين والمسؤولين والمؤتمنين على مصالح الناس بالوكالةِ الممنوحةِ لهم ، أن يبادروا لإتمامِ عملية انتخاب الرئيس في الموعد المحدد ، ليصار لاحقاً الى إستكمال بناء دولة المؤسسات دولة مدنية حقيقية خالصة دولة المواطنة الحقة والحداثة والتطوير ومواكبة العصر ومحاربة الفساد ( بإقفال مغاور علي بابا وآلاف حراميته ) الى غير رجعة ، دولة العدالة والمساواة والنزاهة والمحاسبة والرعاية الإجتماعية ، على أمل إحلال لاحقاً وتدريجياً نظام سياسي علماني مدني عوض النظام الطوائفي المتخلّف الذي يقف حائلا أمام قيام دولة حقيقية.
نُورُ العزةِ الإلهية .
آملين من النُور الإلهي الآتي إلينا أن يُنيرَ عُقولَ مسؤولينا ويملأ قلوبهم رحمةً ومحبة ، لبلوغِ درب الخلاص الوطني ، وليتخلّوا عن انانياتهم وحساباتهم الشخصية ، كما وعن أجاندات مصالح الخارج ، وتقصير مسافات التباعد في ما بينهم للتحاور من “المسافة صفر” بصفاءٍ وعقلانية وإجراء مصارحة ومصالحة حقيقية ، لما فيه مصلحة الوطن الواحد الموحّد الحاضِن للكل والحامي للجميع ولخلاصِ شعبِنا من الأزمات الكبرى المستدامة والمتكررة كل ردهةٍ من الزمن ، والمستحق لحياةٍ كريمة عزيزة تليق به وترقى الى مستوى التضحيات الجسام التي قدمها على مدى الأزمان وكي لا تذهب سُدًى على مذبحِ وطنٍ لم يكتمل وهوية وطنية غير منجزة ، ونحن شعبٌ ” نتنفسُ حرية فلا تقطعوا عنا الهوا “.
وأخيراً سلاماً على من إتبع الهُدى والهِداية ، والآتي إلينا بإسم الرب ،
وكل عام وانتم “ولبناننا الجديد” ومنطقتِنا بألفِ خيرٍ وأمانٍ وإزدهار بإذن الله ورعايتِه وبوعي شعوبنا لمصالحهم الحقيقية والمحقة ،
والسلام على مستحقي السلام .
الكاتب جورج صباغ