“جمعيّة المعتقلين اللبنانيين في سوريا” زارت معراب.. جعجع: كما تحرّر آخر معتقل سوري من السجون السورية من المفترض أن يكون قد تحرّر آخر معتقل لبناني

التقى رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، في المقر العام للحزب في معراب، وفداً من “جمعيّة المعتقلين اللبنانيين في سوريا” ضم رئيس الجمعيّة علي ابو دهن، أمين السرّ الياس طانيوس، د. جوزيف هليط وعدنان سيف الدين، في حضور: رئيس مصلحة المهن القانونيّة في حزب “القوّات اللبنانيّة” ألبير يمين ورئيس مكتب الأسرى في جهاز الشهداء والمصابين والأسرى في الحزب ريمون سويدان. وقد تباحث المجتمعون في آخر التطورات في لبنان والمنطقة، وبشكل خاص موضوع الأسرى اللبنانيين في السجون في سوريا. وقدّم الوفد لرئيس “القوّات” “موسوعة المعتقلين اللبنانيين في سوريا” وشعار الجمعيّة.
وعقب اللقاء، صرّح جعجع قائلاً: “بصراحة، لم يكن هذا الاجتماع كأي اجتماع آخر، بل كان في الحقيقة لقاءً وجدانياً، إذ إنّ جميع الحاضرين فيه، باستثناء الأستاذ ألبير، كنّا جميعاً، في وقت من الأوقات، معتقلين في سجون النظام السوري، سواء في سوريا أو في لبنان. في الواقع، حتى الأستاذ ألبير كان معتقلاً معنا، لأنّ الشعب اللبناني بأكمله، في وقت من الأوقات، كان معتقلاً لدى نظام الأسد”.
ولفت إلى أننا “توقّفنا في الإجتماع قليلاً عندما حدث، وأكّدنا في ما بيننا أنّه من الممكن لأحد ما أن يجور في التاريخ، لكن في نهاية المطاف، ومهما جار وتجبّر، لن يصحّ إلا الصحيح، وهذه المرّة أيضاً لم يصحّ إلا الصحيح”. وقال: “نظام الأسد الذي استمرّ مدة تقارب الـ54 عاماً، على رغم أنّه تلى عشر سنوات أو اثنتي عشرة سنة من حكم حزب “البعث” في سوريا والذي لم يكن يختلف كثيراً عن نظام الأسد، هذا النظام الذي استمرّ هذه المدّة كلها، سقط في 54 دقيقة فقط. هذا ما يثبت أنّ التاريخ ليس فوضوياً ولا يسير في اتجاهات عشوائية، بل يسير في اتجاه محدّد. ومرّة أخرى، تبيّن هذا الاتجاه بوضوح من خلال سقوط نظام الأسد، وهو أكبر دليل على أنّ للتاريخ مساراً واضحاً”.
وأوضح أن أعضاء “جمعيّة المعتقلين اللبنانيين في سوريا”، “لم ينكفئوا مع خروجهم من المعتقل، ولم يتوقّف عملهم عند هذا الحدّ، لا بل أسّسوا جمعية معروفة للجميع وهي “جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية”. وعلى الرغم من كل ما تعرّضوا له من أسى وتعذيب وحرمان، أصرّوا على مواصلة جهودهم خدمةً لبقية المعتقلين، إلى أن فُتحت اليوم أبواب سجون الأسد وخرج المعتقلون”.
وأمل جعجع ألّا يكون هناك أي معتقلات لم تُكتشف بعد، وما تزال تحتجز معتقلين حتى الساعة، وتمنى أن يكون كل من كان معتقلاً في سوريا حرّاً الآن. وأكّد أن الجمعيّة ستواصل عملها ضمن الأطر الرسمية. وقال: “لقد شُكّلت لجنة منذ أيام الوزير السابق جان أوغاسبيان، وكان الوزير السابق إبراهيم نجار قد بدأ هذا العمل، ثم تابع الوزير أوغاسبيان المهمة، حيث وُضعت آنذاك لائحة تضمّ ما بين 600 و700 اسم لمعتقلين لبنانيين في السجون السورية، والجمعية ستتابع عملها بغية محاولة معرفة مصير كل فرد من هؤلاء المعتقلين الذين سُجّلت أسماؤهم حينها على لوائح الدولة اللبنانية”.
وطالب جعجع “الدولة اللبنانية، وخصوصاً وزير العدل كونه سلطة الوصاية على هذه اللجنة، أن يتابع هذا الملف بجدية كاملة إلى حين اكتشاف مصير آخر معتقل لبناني في السجون السورية”. وقال: “جمعية المعتقلين، الموجودة معنا اليوم، ستتابع التنسيق مع اللجنة المكلّفة من قبل الدولة من أجل الوصول إلى النتيجة المطلوبة في هذا الملف. وقد بدأ التواصل مع اللجان والأطراف التي تسلّمت السلطة في سوريا، وعلى الرغم من أنّ الأمور لم تتبيّن بعد بكاملها، فإنّها ستنكشف تباعاً”.
وشدد جعجع على ان “المطلوب منّا جميعاً أن نساند لجنة المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية لكي نكمل مسيرتنا في هذا الملف حتى النهاية، وكما تحرّر آخر معتقل سوري من السجون السورية، من المفترض أن يكون قد تحرّر آخر معتقل لبناني أيضاً”.
وختم متوجها لأفراد الوفد: “يعطيكم مئة ألف عافية، استمرّوا بهذه الهمّة، وسنتابع معاً إن شاء الله”.