كتب داني حداد في موقع mtv:
لسنا ندري إذا كان رئيس المجلس النيابي نبيه بري تنبّه، عند تعيين جلسة انتخاب رئيس الجمهوريّة في ٩ كانون الثاني المقبل، أنّ انتخاب قائد الجيش رئيساً في هذا التاريخ يعني أنّه سيحتفل، صبيحة يومه الأول في القصر، بعيد ميلاده الواحد والستّين الذي يصادف في ١٠ كانون الثاني.
لم تُحسَم الرئاسة لأيٍّ من الأسماء المتداولة، والتي ينحسر عدد الجديّ منها تباعاً، إلا أنّ ما يُسرّب أخيراً من معلومات عن مصادر دبلوماسيّة عدّة يمنح تقدّماً واضحاً للعماد جوزيف عون في السباق الرئاسي.
وما يوحي بهذه الأفضليّة ما نقله أكثر من مصدرٍ لبنانيّ عن مصادر أميركيّة كانت حاسمة في تأكيد أنّ العماد عون هو الأوفر حظّاً والأنسب للمرحلة المقبلة. في موازاة ذلك، أكّد أكثر من مصدر أنّ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سلّم وليّ العهد السعودي لائحة من ثلاثة مرشّحين رئاسيّين يتصدّرها اسم عون. كما أنّ الاستحقاق الرئاسي اللبناني حضر في الاجتماعات الفرنسيّة – الأميركيّة على هامش زيارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الى باريس.
ويبدو واضحاً أنّ الناخبَين الأساسيّين في الاستحقاق الرئاسي هما واشنطن والرياض، وهما لن يقبلا بوصول رئيسٍ يُصنَّف في خانة المحسوبين على حزب الله، ويقتصر دعمه مسيحيّاً على النائب جبران باسيل. وهذا الواقع هو ما يعوّل عليه رئيس حزب القوات اللبنانيّة الذي يرفع سقف شروطه الرئاسيّة، لأنّه يدرك بأنّ حزب الله لم يعد قادراً على التحكّم باللعبة الانتخابيّة كما في السابق.
ولكنّ السؤال الذي يُطرح هو: هل يوافق بري على انتخاب قائد الجيش؟
يحتاج انتخاب عون الى تأييد واحدة من الكتلتين الشيعيّتين، على الأقلّ، وهما ترفضان ذلك، حتى الآن. إلا أنّ هذا الواقع قد يتغيّر إذا حصل تواصلٌ أميركي، أو سعودي، مع بري الذي يُنقل عنه التزامه عدم السير بأيّ مرشّح ترفضه المملكة، كما أنّ عمليّة إعادة الإعمار، التي تُعتبر من أولويّات بري، تحتّم القبول بمشاركة سعوديّة وقطريّة في اختيار الرئيس.
ولا يستبعد مصدر مطّلع أن ينضمّ حزب الله الى صفوف مؤيّدي انتخاب عون، بعد بري، كما حصل عند التمديد الأخير لعون. ولا تسقط أيضاً فرضيّة حصول انفصال في الخيار الرئاسي بين الفريقين الشيعيّين، كما حصل في انتخابات العام ٢٠١٦.
وقد بدأ يتوضّح، في الأيّام القليلة الماضية، ما سبق أن أشرنا إليه في مقالٍ سابق عن دورٍ محوريّ ستؤدّيه كتلتا “اللقاء الديمقراطي” و”الاعتدال الوطني” في تأمين الإخراج اللبناني لانتخاب الرئيس الذي سيواجه تحدّياتٍ كثيرة، منذ لحظة انتخابه، ومن أهمّها:
– إعادة الإعمار.
– النهوض الاقتصادي والمالي.
– الاستراتيجية الدفاعيّة وبتّ مصير سلاح حزب الله.
– العلاقة مع سوريا في ضوء التغييرات التي تشهدها.
– القدرة على تشكيل حكومة، وتجاوز الشروط التي قد تُرفع من الكتل النيابيّة.
بالإضافة الى بعض الملفّات الداخليّة، مثل المطالبة بقانون عفوٍ عن السجناء الإسلاميّين.
يبقى أنّ الأيّام الفاصلة عن موعد نهاية السنة الجارية ستشهد خرقاً لعطلة الأعياد، عبر اجتماعاتٍ واتصالات قد توضح أكثر مسار الاستحقاق الرئاسي. ولكن، ما هو مؤكّد أنّ الرئيس الذي سيُنتخب سيواكب التغييرات التي شهدتها المنطقة، وهي مستمرّة، مع تحقيق خطوات متقدّمة في الاتصالات السعوديّة الإسرائيليّة، وتوقّع التوصّل الى اتفاق بين إسرائيل وحماس.