بانوراما المساء: فصائل المعارضة على ابواب دمشق وتحشد نحو حمص



هوكشتاين: تطورات سوريا ستؤثر على لبنان وتُضعف الحزب
دعم رسمي للجيش جنوبا وشرقا وشمالا.. والراعي يلتقي ماكرون


– كان نهار الحكومة اللبنانية – او جزء منها – جنوبيا بامتياز، أرادته لتوجيه رسالة دعم الى الجيش اللبناني والى المجتمع الدولي بأن الدولة عادت لتمسك بأرض الجنوب وامنه وسلاحه. في الشكل، وفي النوايا، التوجُه هذا ايجابي ومطلوب ومُطمئن، غير ان الاهم هو ان الافعال اي أن تقرر الدولة الشروع فورا في تطبيق بنود اتفاق وقف النار، وهي واضحة لجهة منع وتفكيك اي مظاهر مسلحة جنوب الليطاني وشماله. فهل ستفعل؟ ام ستباطأ او ستتبنى تفسير حزب الله لقرار وقف النار، حيث يعتبر انه محصور بجنوب الليطاني؟

مخاوف جدية: التبدلات المتسارعة التي تعيشها المنطقة خاصة سوريا، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، تدل كلها على ان مرحلة تطويق النفوذ الايراني في الشرق الاوسط، انطلقت جديا. وبالتالي، فإن عدم التقيد بالاتفاق لناحية تفكيك هيكلية حزب الله العسكرية، قد يعرّض لبنان من جديد لهزات امنية عسكرية، لتحقيق هذا الهدف، بالقوة. وما يعزز المخاوف من سيناريو كهذا، هو مسارعة حزب الله الى ارسال مقاتلين الى سوريا لدعم نظام بشار الاسد ومحاولة انقاذ “الكوريدور” الذي عبره يصله السلاح من ايران الى سوريا فلبنان، وهو يقترب من الانقطاع، وقد اعلن مصدر مقرب من حزب الله لـ”أ ف ب” ان الحزب أرسل 2000 مقاتل إلى منطقة القصير السورية الحدودية مع لبنان.

التطورات ستضعف الحزب: ليس بعيدا، اعتبر الموفد الأميركي إلى لبنان آموس هوكشتاين أنّ “الحرب في سوريا غير مرتبطة بلبنان بشكل مباشر لكنّها ستؤثّر عليه”، لافتاً إلى أنّ “ما يحدث في سوريا يضعف “حزب الله”، لأنه يجعل من الصعب على إيران التي يبدو أنها تنسحب من سوريا، إدخال الأسلحة إلى البلاد”. وقال “لا أعتقد أننا قضينا على “حزب الله” أو هزمناه لكنّه ربما لا يكون قويًا بما يكفي لمهاجمة إسرائيل أو دعم الأسد”، وأكّد أنّه “كان لا بد من وجود اتفاق في لبنان يرتكز على القرار 1701 ويكون قابلاً للتنفيذ”، مشدداً على أنّ “واشنطن بحاجة إلى تعزيز دعمها للجيش اللبناني وعلى الجميع فعل ذلك”.

الجيش الحامي: ويأتي تحرّك حزب الله نحو سوريا، رغم دعوة الفصائل المعارضة اللبنانيين الى عدم الانخراط في الصراع السوري. على اي حال، وعلى المقلب اللبناني من الحدود، فإن الجيش اللبناني يعزز وجوده، شمالا وبقاعا، وسط دعوات الى تسليمه وحده مهمة مواجهة اي خطر قد يمكن ان يتهدد لبنان من جراء التطورات السورية. في السياق، كتب النائب فؤاد مخزومي عبر حسابه على منصة “أكس”: “ما يحمي لبنان حصرا في ظل الأحداث في سوريا، جيشه المنتشر على حدوده. هذا الجيش الذي فيه كل الثقة ولديه القدرة على حماية البلد وأهله وتعزيز الاستقرار. مجددا يبقى تطبيق القرارات الدولية، وتحييد لبنان عما يحصل في سوريا، هو السبيل الأوحد لحماية بلدنا من عواصف المنطقة وعدم جلب الويلات لبلدنا وأهلنا. ندعو جميع العقلاء إلى الركون للقوى الشرعية اللبنانية بمسؤولياتها، والوقوف خلفها في هذه المهمة التي تحظى بدعم اللبنانيين، وبمؤازرة المجتمعين العربي والدولي”.

مولوي: ليس بعيدا، قال وزير الداخلية بسام المولوي من صور اليوم “اننا أعطينا التعليمات لكافة القوى الأمنية بالقيام بواجباتها عند الحدود بين لبنان وسوريا، والقوانين تُطبق بحذافيرها ونعمل على متابعة آلية دخول الوافدين إلى لبنان من سوريا، والجيش اللبناني يقوم بجهد كبير عند الحدود البريّة”.

لوقف خروقات العدو: بالعودة الى الجنوب، وعشية اجتماع مرتقب الاسبوع الطالع، هو الاول للجنة الاشراف على اتفاق وقف النار، رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء قبل ظهر اليوم في “ثكنة بنوا بركات” في مدينة صور. وفي مستهل الجلسة، قال ميقاتي “في رحاب حماة الوطن، وعلى مسافة قصيرة من حدودنا، نجتمع اليوم، مؤكدين أن القرار 1701 الذي سيطبقه الجيش جنوب نهر الليطاني بالتعاون والتنسيق مع قوات اليونيفيل، التي بهذه المناسبة نحيي قيادتها وعناصرها والدول التي تنتمي اليها والتي أصرت على استمرار اليونيفيل في مهامها. وهذا القرار هو الأساس لوقف اطلاق النار وانسحاب العدو من أرضنا المحتلة. نحن على بعد كيلومترات من منطقة العمليات المتواصلة لجيش العدو وخروقاته المتتالية للاتفاق، كما اننا على مقربة من موقع اجتماعات اللجنة الامنية المكلفة مراقبة تنفيذ الترتيبات التي تم التوافق عليها بضمانة اميركية وفرنسية”. اضاف “وجودنا اليوم في هذا الموقع بالذات ، يؤكد مجددا موقفنا الداعم للجيش والتعاون مع قوات اليونيفيل، ومطالبتنا المجتمع الدولي ولا سيما الجهات الراعية للترتيبات الامنية بالعمل الجاد والحاسم لوقف الخروقات المتمادية للعدو، وانسحابه من الاراضي التي يحتلها والاسهام الفعلي بتنفيذ وقف اطلاق النار،والانتقال إلى وضعية الاستقرار  الدائم المعزز بالكرامة والسيادة والحق”. 

الخطة والبناء: وفي ختام الجلسة تحدث وزير الاعلام زياد مكاري فقال: وافق مجلس الوزراء على خطة انتشار الجيش في منطقة جنوب الليطاني وبدأ الجيش بدأ بإرسال قواته إلى الجنوب وهو بحاجة إلى عتاد وعديد وتجهيزات كثيرة، وقائد الجيش تحدث عن مساعدات ستصل إلى المؤسسة العسكرية قريباً. وقال: ستتم إزالة الردميات وأنقاض المباني المدمرة وتنظيف المساحات في الجنوب من القنابل العنقودية، مضيفا: في جلسة اليوم وافقنا على مشروع قانون يرمي إلى إعادة بناء المساكن المهدّمة جرّاء الحرب”. واشار الى ان “سينتشر الجيش على الحدود الشمالية والشرقية مع سوريا ويتخذ الإجراءات المناسبة تزامناً مع الأحداث هناك، والجيش سيحمي الحدود الشرقية والشمالية والكلام عن تلقي لبنان ضمانات من الجماعات المسلحة بعدم الدخول إلى أراضيه غير صحيح”.  

الى جانبكم: بعد الجلسة جال رئيس الحكومة ووزراء وقائد الجيش العماد جوزف عون على عدد من مراكز الجيش وهي الشواكير والقليلة ومقر قيادة اللواء الخامس في البياضة. وفي خلال الجولة اشاد رئيس الحكومة بتضحيات العسكريين في ظل المرحلة الاستثنائية الراهنة.  وقال: ان الجلسة اليوم في ثكنة بنوا بركات هدفها أن نقول لكم بأننا ندعمكم والى جانبكم ومعكم، ولدينا ثقة فيكم، فأنتم حماة الوطن ونحن نفتخر بكم. اضاف: نحن بحاجة إلى استقرار في الجنوب وعندما يستقر الجنوب يستقر البلد كله، انتم في موقع متقدم ومهم، لكم منا كل الدعم والدعاء.

نسف المنازل: في الميدان الجنوبي، استمرت اليوم الخروق الاسرائيلية لكن بوتيرة أخف. فقد اغارت مسيرة إسرائيلية على دراجة نارية في بلدة ديرسريان ما ادى الى سقوط قتيل، اعلن الجيش الاسرائيلي لاحقا انه “عنصر في “حزب الله” هدد قواتنا في جنوب لبنان”. وواصل الجيش الاسرائيلي عمليات نسف المنازل والمباني في بلدة الخيام  حيث سمع دوي انفجارات ضخمة وتصاعدت أعمدة الدخان قرب المسجد وسط البلدة. 

في باريس: هذه المستجدات كلها خطفت الاضواء من الملف الرئاسي. وفيما كل شيء يوحي، سيما في عين التينة، بأن جلسة 9 كانون الثاني الانتخابية في موعدها، علمت “المركزية” ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سيلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في فرنسا على هامش مشاركته في افتتاح كاتدرائية نوتردام، كما علمت ان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وصل الى باريس لاجراء سلسلة اتصالات.

على ابواب دمشق: اقليميا، الحدث عنوانه سوريا، حيث تتقدم بسرعة الفصائل المعارضة وتقترب من دمشق، وتحشد ارتالها للتوجه الى حمص، وسط انهيارات سريعة للجيش السوري. وبينما اجتمع اليوم وزراء خارجية روسيا وتركيا وايران لبحث الوضع السوري،  سقطت محافظة درعا والقنيطرة، ومنطقتا “كناكر” و”دير ماكر” جنوب غربي دمشق بعد انسحاب الجيش منهما، كما سيطرت الفصائل على مطار الثعلة العسكري في ريف السويداء. واعلن المرصد ان الجيش السوري أخلى بلدات على بعد حوالى 10 كيلومترات جنوب غرب دمشق…  اما الجيش الإسرائيلي فرفع درجة تأهب قواته في الجولان إلى القصوى وافيد ان استخباراته تتابع التطورات، واعلن عن رصده فصائل مسلّحة على بعد ١ كلم من الحدود السورية”.

ذوو المعتقلين: واذ أحيت هذه التطورات آمال ذوي المعتقلين في السجون السورية، أكّدت لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان في مؤتمر صحفي أنّ مأساة الأهالي بدأت مع بداية الحرب في 1975 ولم تنته مع نهايتها في العام 1990 إنما تستمر حتى اليوم. وأشارت اللجنة الى استمرار متابعة الملفّ حتّى الوصول إلى الحقيقة مشيرة الى أنّ الدولة اللبنانية مسؤولة عن العثور على الضحايا وتحديد مصيرهم. وشدّدت على أنّ “على مجلس الوزراء اتخاذ الإجراءات الفورية من أجل التأكد من هوية المفرج عنهم من سجن حماة”. 

المركزية