يرتدي ربطة عنق غربية في الظاهر، لكن لسانه يُسوّق للغمباز والجلباب والتشادور والبرقع وثقافة القرون الوسطى، هو الوصي على الثقافة والأونيسكو والحضارة في الشكل، لكنه الناطق الدعائي لأحزاب مُصنّفة بالإرهاب من قبل دول العالم الحر الداعمة الأولى لليونيسكو حول العالم، يدعّي الاعتدال والتمسكن واحترام الدستور، لكنه يعمل لصالح الدويلة والسلاح غير الشرعي والأحزاب المذهبية حتى تتمكّن من السيطرة على لبنان وتهديد منظومة العيش المشترك فيه، يضع قناع الهدوء و”الاستثقاف” و”الاستحوار”، لكن حقيقته المذهبية أصبحت مكشوفة للجميع، يلعب دور “المتذاكي”، ولكن إبنِك ذكي يا ثريا بس “اينشتاين”.
h
وبما أن أمره صار مكشوفًا، لذلك سنسمح لأنفسنا بأن نزيل عن وجهه قناع “المحترم” و”رجل الدولة والقانون”، ونراه كما هو على حقيقته، مرتديًا الغمباز، واضعًا على كتفه صاروخ فادي 1، قاطعًا به نهر الليطاني صعودًا والمياه تغمره حتى الرقبة، متلفتًا يمينًا ويسارًا حتى لا يرصده عملاء البيئة الحاضنة أثناء تخبئة هذا الصاروخ تحت مقبرةٍ ما في شمال الليطاني، وذلك حتى يمكننا التكلم معه بأريحية ومن دون تكلّف كما نتكلم مع صديقنا علوشّي صديق علي بركات، وليس كما يُفترض بنا التكلم مع وزير يحترم تعهداته وكلمته وإمضائه، ولا يقول في مقابلته الأخيرة، التي سنتطرق اليها أدناه تباعًا، كل ما يناقض توقيعه على اتفاق هوكشتاين، وكل ما يجافي الطائف والقانون والمنطق والحقيقة.
وجوده بأكمله بائس، ويُرثى له في لبنان، وسوريا، وفي كل الشرق الأوسط، بفعل السياسات المذهبية المتطرفة لمحوره، لدرجة بلغ به القلق المصيري حدّ التقرب ضمنيًا من إسرائيل، قائلًا في مقابلته الأخيرة “أنا الشيعي لن تكون لدي مشكلة مع إسرائيل”، بشرط “ان يقبل الإسرائيلي باستمرار وجود لبنان”، ومع ذلك يريد تخويف المسيحيين من خطر راجح سنّي ما، مدعيًا أن الوجود المسيحي، لا وجود أمثاله بالذات، في خطر!
h
وقبل أن تضع هذا الشرط على إسرائيل، علينا نحن أن نسألك إن كان حزبك يعترف أصلًا بوجود لبنان قبل أن تعترف إسرائيل بذلك، وبأنه دولة سيدة حرة مستقلة ذات كيان معترف به دوليًا، وليست مجرد بقعة جغرافية تابعة لحكومة الفقيه في طهران.
الست أنت من قلت في المقابلة نفسها، بأن الإسرائيلي استمات لوقف إطلاق النار بموجب القرار 1701، الذي ينص في مضمونه على بقاء لبنان واستمراره؟
أي أن إسرائيل باعترافك أنت “قبلت باستمرار وجود لبنان” من خلال قبولها بالقرار 1701، وسابقًا من خلال تطبيقها القرار 425 الذي تحتفل اأنت به في حديقة “قاسم سليماني” كل 25 ايار من كل سنة.
أليس حزبك من عمل مع إسرائيل على ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، ووافق على اتفاق هوكشتاين الذي ينص على ترسيم الحدود البرية ايضًا؟
h
هل تفرد حزبك بإعلان الحرب الأخيرة على إسرائيل “لأنها لا تقبل باستمرار لبنان”، أم لأنه ادعّى “تحرير القدس واسناد غزّة ووحدة الساحات”؟
هل مشكلة عقيدتك السياسية البائدة مع إسرائيل هي في أنها “لا تقبل باستمرار لبنان”، أم لأن عقيدتك لا تقبل باستمرار وجود لبنان ووجود إسرائيل اصلًا؟
هل نفهم من كلامك أخيرًا أنه “مشي الحال” بالنسبة لموضوع “استمرار بقاء إسرائيل”، والمشكلة صارت إن كانت هي تقبل باستمرار وجود لبنان؟
فماذا تبقّى لك من مشكلة مع إسرائيل اذًا ما دمت قد اعترفت ببقائها ووجودها وصرت تنتظر منها أن تقبل هي باستمرار وجود لبنان، وهي بالمقابل اعترفت “لك” باستمرار لبنان بموجب القرار 1701، بحسب كل ما تفوّهت أنت به من باطل أوصلنا للحق؟
h
تفضّل و”اندحش” بها اذًا علّك تجد من يحميك من شر أعمال محورك المذهبي في هذا الشرق الأوسط، ولكن قبلًا هل لك أن “تعيرنا سكوتك” بخصوص تخوين الناس واتهامهم بالعمالة والتآمر، والرجاء لا ترموا عليها الورود والرز وتنخرطوا في ميليشياتها هذه المرة، أسوةً بتجاربكم “الوطنية” السابقة يا “مقاومي” القصير، و”شيعة شيعة”، و”شيعة وعلويي بدنا … السنيّة”. قال “إسناد غزة” قال!
هل عرفت الآن من هو الخائف والمرعوب والمعُرضّ للخطر الداهم لدرجة يحاول فيها تقديم أوراق اعتماده “للعدو الصهيوني” علّه يجد فيه الملجأ ممّا ينتظره من مصير بائس بفعل أعماله؟
هل يُفترض بنا أن نفتح قانون العقوبات اللبناني لنرى إن كان يسمح للبنانيين بمقاضاتك أمامه بجرم الترويج “لعدم وجود مشكلة مع إسرائيل” والتطبيع الضمني مع “العدو الغاشم” والترسيم البحري وقريبًا البري معه، انطلاقًا من كلامك المقرون بـ “إن” الشرطية التي لم تعد موجودة اليوم أصلًا، أسوةً بما تحاول أنت فعله عبر تهديد اللبنانيين السياديين بقانون العقوبات، بشكلٍ مبطن، لمحاولة كم أفواههم عن سلاحك البائد، خصوصًا بعدما أدت حروبك “على طريق القدس”، وليس على طريق “مشكلة إسرائيل مع وجود لبنان”، الى تدمير لبنان ومقتل الآلاف!
h
اهتم أنت بشؤون محورك البائد ووضعك المزري الميؤوس منه، ودع المسيحيين وشأنهم لأنهم يعرفون تدبّر أمورهم جيدًا.
قام حزبه باغتيال نخبة قيادات المجتمع المسيحي، واضعًا حقائب المتفجرات بين الأحياء وبالقرب من صوت المحبة، مطلقًا على البطريرك أبشع النعوت، محاولًا اغتيال قائد الوجدان المسيحي والسيادي في معراب، عامدًا الى ضرب استقرار لبنان وتهجير المسيحيين منه، مهددًا إياهم بلغة العدد، متآمرًا مع نظام الأسد البائد لاستبعادهم عن السلطة ونفي قياداتهم وسجنهم طيلة 15 سنة، فيما المعارضة السورية قامت بتعيّن مطران حلب للاتين محافظًا على المدينة، ومع ذلك فهو يرى أن حزبه دافع عن المسيحيين، فيما المعارضة السورية هي معارضة تكفيرية تضع المسيحيين اليوم في خطر داهم!
إذا كان الخطر على المسيحيين يأتي من حق الشعوب في تقرير مصيرها، فهذا هو قدرنا كمسيحيين الذي نتقبلّه بكل رحابة صدر، وألف مرحبًا بهكذا نوع أخطار، وألف تحيةٍ لثوار حلب، وإدلب ودرعا، وحمص وحماه، حتى لو كانت حريتهم من النظام الظالم على حسابنا.
يريد أن يُقنعنا أن حزبه الذي لم يستطع الدفاع عن نفسه وعن عناصره وعن بلدات الجنوب بالذات، مع الخردة والتنك، والحمام الزاجل، وهدهد أفندي، وبنادق بندق بو فتيل التي يتباهى بها، هو نفسه من دافع عن المسيحيين وعن الكنائس وعن الباباوية ربما أيضًا. ماذا عسانا أن نقول لهذا الفكر الأقلوي البائس؟
هل نذكره أن روسيا المسيحية هي التي دافعت عن شرفه المهدور في سوريا، ولو لم تتدخل روسيا وقتها، لانهارت خطوط محوره البائد، ووصلت المعارضة السورية الى الضاحية بالذات؟
فأنت هو المُهدد وجوديًا، وأنت المدين للمسيحيين بحماية شرفك ومقاماتك وحسينياتك، وأنت الذي لا يحفظ لك اسلام الصحابة والخلفاء، الذي تحاول تخويفنا منه، مكانةً اجتماعية فيه، ليس نحن، وأنت الذي لم تعش الحرية والديموقراطية والمقبولية الا عندما ضمّك البطريرك الحويك الى لبنان الكبير، وعندما ساهم زعماء المارونية السياسية بإنشاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سنة 1967 لتقوية الإمام موسى الصدر، جاعلين من مقرّه في الحازمية، تحت حمايتهم ورعايتهم وذمتّهم.
h
هل نذكره أن بريطانيا العظمى والولايات المتحدة الغربية هي التي استردّت له شرفه المنتهك من قبل البعث العراقي، وهي التي دافعت له عن شرفه في العراق عندما انهار الحشد الشعبي أمام داعش؟
أما لماذا تهجّر المسيحيون من العراق، فلأنهم كانوا يحبون الرئيس صدام حسين لا ميليشيات إيران، ولأنهم لم يمسحوا أحذية جنود “الشيطان الأكبر” ويرفعوا له أعلامه كما فعل سواهم من جماعة “العزة والشرف والكرامة”، ولأنهم تهجرّوا للأسباب ذاتها التي تهجّر فيها الشعب السوري من سوريا، وهو تحالف الديكتاتورية والمذهبية مع التكفيرية، وللأسباب ذاتها أيضًا التي هاجر فيها المسيحيون بمئات الآلاف من لبنان، بفعل تحالف سلاح الفوضى والتنك مع الفساد، وبفعل الجرائم والاغتيالات والحروب التي يفتعلها حزبك البائد خدمةً لمشروعك المذهبي الذي أصبح مقطّع الطرق والأوصال والأنفاس، كالتنين التي يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد التعرض لطعنةٍ من حربة مار جرجس الذي يُعرف في الاسلام بالسيد الخضر.
المسيحيون يعشقون ثقافة الحياة والاستقرار والازدهار في السلم، وليس ثقافة الموت والتخلف والجاهلية التي تروّج لها، لذلك يُفضلّون الهجرة بحثًا عن مستقبل أفضل لأولادهم بعيدًا عن الموت فدا الصرامي والأحذية والسكربينات و”اللستيكو”، ولكنهم يدافعون عن شرفهم وكرامتهم حتى الاستشهاد إذا حاول أي بائس متخلف من محور الشر “تيعولك” تهديد وجودهم.
h
هل نذكره أيضًا عمن دافع عن شرف أمثاله في لبنان بمواجهة الاحتلال الأسدي والمنظمات الفلسطينية التي كانت تنتهك الكرامات في الجنوب والضاحية، فيما أمثاله كانوا يعملون طبّاخين وعمال نظافة ومخبرين ومرتزقة في ثكنات جيش لبنان الجنوبي ومقراته، وأمثال أمثاله يعملون كومبارس يناولون المنشفة للمقاتل الفلسطيني بعدما ينتهي من دقّ “الليخا” “تيعولو” في إحدى قرى العرقوب، وأمثال أمثال أمثاله يمسحون الأحذية للجندي السوري حتى تكون الصرامي والصبابيط التي يعشقونها، ملمّعة نظيفة تبرق برق ورعد جيدًا، بينما كان المسيحيون يدفعون من لحمهم الحي ثمن العزة والشرف والكرامة والسيادة في هذا البلد.
هل عرفت الآن من هو الذمّي الحقيقي، ماسح الاحذية والجوخ، ومقتنص الفرص، والمستفيد من الاحتلالات، على حساب الشرف والعزة والكرامة؟
يدعّي أنه رجل قانون، لكنه يُسوّق لكل ما هو خارج عن الدولة والقانون، وصولًا الى حد تزييف الدستور وتحوير اتفاق الطائف الذي لم ينص على وجود سلاح غير شرعي في يد حزبه، ولم يذكر شيء عن حزبه من أساسه، بل شدد في بنوده على استعادة الدولة سيادتها كاملة على ترابها الوطني، وعلى اتفاقية هدنة ال 1949، وعلى آحادية السلاح الشرعي.
https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?gdpr=0&us_privacy=1—&gpp_sid=-1&client=ca-pub-3682030644518640&output=html&h=280&adk=1612885376&adf=2284852531&w=750&abgtt=6&fwrn=4&fwrnh=100&lmt=1733557910&num_ads=1&rafmt=1&armr=3&sem=mc&pwprc=8294183117&ad_type=text_image&format=750×280&url=https%3A%2F%2Fwww.lebanese-forces.com%2F2024%2F12%2F07%2F%25d8%25a7%25d9%2584%25d9%2585%25d8%25b1%25d8%25aa%25d8%25b6%25d9%2589-2%2F&fwr=0&pra=3&rh=188&rw=749&rpe=1&resp_fmts=3&wgl=1&fa=27&uach=WyJXaW5kb3dzIiwiMTUuMC4wIiwieDg2IiwiIiwiMTMxLjAuNjc3OC44NiIsbnVsbCwwLG51bGwsIjY0IixbWyJHb29nbGUgQ2hyb21lIiwiMTMxLjAuNjc3OC44NiJdLFsiQ2hyb21pdW0iLCIxMzEuMC42Nzc4Ljg2Il0sWyJOb3RfQSBCcmFuZCIsIjI0LjAuMC4wIl1dLDBd&dt=1733557899252&bpp=1&bdt=1788&idt=1&shv=r20241120&mjsv=m202412030101&ptt=9&saldr=aa&abxe=1&cookie=ID%3D2f939c0812d04c06%3AT%3D1726168955%3ART%3D1733557900%3AS%3DALNI_MbJXZ4s5NSpsupXyvF6LDYVYrtF2g&gpic=UID%3D00000ef9ff01d27c%3AT%3D1726168955%3ART%3D1733557900%3AS%3DALNI_MZLJm98ATSVR23Z60USE_nswETOqQ&eo_id_str=ID%3Da6ddd5a0a19d85a1%3AT%3D1726168955%3ART%3D1733557900%3AS%3DAA-AfjaHWs0RAHhLX0CPdJmaCLmR&prev_fmts=0x0%2C750x280%2C750x280%2C750x280%2C750x280%2C750x280%2C750x280%2C750x280%2C750x280&nras=10&correlator=167978651112&frm=20&pv=1&u_tz=120&u_his=1&u_h=720&u_w=1280&u_ah=672&u_aw=1280&u_cd=24&u_sd=1.5&dmc=8&adx=454&ady=5169&biw=1263&bih=585&scr_x=0&scr_y=2827&eid=31089332%2C95347444%2C95345966%2C95348347&oid=2&psts=AOrYGsntexxl0Gc9ddxiNNQ5gZKI3HxCg9X6–l_BBx9LnRg6XJp4A3ndp1rF0r95DNAN5WFiE_Mt45DIQmjlW51gms%2CAOrYGsmdM5bAFleBqp-2aIp8nwJwxeC3cbDCXRAvah8VCQ5w5xLDbRtTfEOaKlZHVDb7f6dfUf5HfGXOUFV1Hr2vtrY&pvsid=1660953564103683&tmod=1718191667&uas=1&nvt=1&fc=1408&brdim=0%2C0%2C0%2C0%2C1280%2C0%2C1280%2C672%2C1280%2C585&vis=1&rsz=%7C%7Cs%7C&abl=NS&fu=128&bc=31&bz=1&td=1&tdf=2&psd=W251bGwsbnVsbCxudWxsLDNd&nt=1&ifi=10&uci=a!a&btvi=9&fsb=1&dtd=11019
وقبل أن يحدثنا رجل قانون ساكسونيا عن حق “المقاومة” في الدستور، هل يمتلك حزبه مجرد “علم وخبر” من وزارة الداخلية لممارسة العمل على أرض لبنان؟
هل يجرؤ على تقديم طلب علم وخبر الى وزارة الداخلية يُفندّ فيه المشروع السياسي والعقائدي لحزبه، والذي على أساسه يُمنح هذا العلم والخبر أو يُحجب، كما حُجب عن “حزب التحرير”، الأخ غير الشقيق له؟
هل القرض الحسّون (بعدما مغط اسمه على الضرب) مقونن مثلًا؟
إذا كان اتفاق الطائف قد أقرّ بحق لبنان في تحرير أراضيه من إسرائيل، فمن أعطاكم هذا الحق المذهبي الحصري لكم أصلًا بوجود 18 مذهب وعشرات الأحزاب غيركم؟
من أعطاكم الحق باستخدام سلاح “مكاومة إسرائيل” لذبح أطفال سوريا “عموّ علوشي رقبتي عم توجعني”؟
من أعطاكم حق استخدام سلاح “المكاومة” لقتل الشعب العراقي واليمني وقصف السعودية والإمارات، وإطلاق سراح إرهابيين رفضيين من السجون المصرية؟
هل تعترفون بكل دولة لبنان من أساسها، وليس فقط دستور هذه الدولة وقوانينها التي تنتهكونها على مدار الساعة، وتلحسون إمضاءكم على كل المقررات والإعلانات والتعهدات الوطنية والتوافقية والدستورية، من مقررات حوار 2006 وحتى إعلان النأي بالنفس في بعبدا، وما قبلهما وما بعدهما؟ عن أي طائف تتحدث بالضبط؟
إذا كان الطائف قد أقر للبنان بحق تحرير أراضيه من إسرائيل، غير أن إسرائيل لم تكن تحتل لبنان بموجب القرارين 425 و1701 الذي تتشدق به، ومع ذلك احتفظ حزبك المذهبي بسلاحه لاستخدامه في قتل أبناء بيروت والجبل، ومحاولة الدخول على عين الرمّانة (فشر برقبتو)، وغيرها وغيرها وغيرها من الجعدنات والسعدنات التي أرتدّت عليكم اليوم بكل ثقلها وتداعياتها وخطورتها.
إذا كان الطائف قد أقرّ للبنان بحق تحرير أراضيه، غير أنه أقّر هذا الحق لمقاومةٍ لبنانية وطنية جامعة، تأتمر بقرار الدولة اللبنانية، وليس لمقاومة إيرانية مذهبية عنصرية تأتمر بأوامر الجمهورية المذهبية في إيران و”تكاوم” بعيدًا جدًا عن الحدود مع إسرائيل، وشتّان ما بين الحق والباطل، وما بين المقاومة والمقاولة.
ثم بعد ذلك كلّه، من أعطاكم الحق بتنصيب أنفسكم “مقاومة” بوجه إسرائيل اصلًا، خصوصًا أن هذا “الحق” انُتزع بقوة الاحتلال الأسدي البائد، وفي ظل غياب مكوّن مجتمعي مسيحي بكامله عن السلطة منذ عام 1990 وحتى 2005؟
هل اتفاق هوكشتاين السعيد الذكر الذي وقعتم عليه، يعطي “المقاومة” حق الاحتفاظ بالسلاح و”مكاومة إسرائيل”، أم أنه عدد بشكلٍ واضح وصريح الجهات الحكومية اللبنانية الرسمية التي يحق لها امتلاك السلاح على أرض لبنان، وللأسف “مكاومتك” ليست منهم.
هذا غيض من فيض ممّا قاله رجل قانون ساكسونيًا في مقابلةٍ أجراها أخيرًا، فهو “حار ودار”، وجقجق وتذاكى واخترع أخطار وهمية تتهدد المسيحيين وثرثر بخبريات أبو العبد وأبو صطيف واتحفنا بنظريات لم يسبقه عليها يوسف قليقل عن ابنه ريمون، لمجرد أن يقول لنا إن سلاح حزبه الذي هو “داوخ العيلم”، يجب أن يبقى لأنه يحمي لبنان ويدافع عن الكنائس، ويدخل حتى في صناعة القورما واللحم بعجين… صحيح إنو إبنك ذكي يا ثُريا بس “انشتاين”.
أما نحن فنقول له كلمتين عالماشي، سلاحكم انتهى واللعبة انتهت، وأنتم بذاتكم وقعّتم على صك نهايته، وكلما تأخرتم ببيعه في بورة الكسر وسوق الخردة، كلما صعُب علينا انتشالكم من حفرتكم العميقة، وكلما صارت حمايتنا لكم من شر أنفسكم وأفعالكم ودفاعنا عن شرفكم وكرامتكم في هذا الشرق النابض بالحرية والتغيير والديموقراطية، مُكلفًا علينا أكثر.
لذلك يا رايح ساعدنا حتى نحميك وندافع عنك من شر نفسك وغضب غيرك، وما بقى تكتّر القبايح…
عن موقع القوات اللبنانيّة