جنود الرب–القوات اللبنانية: توتر القادة يدفع ثمنه الأنصار

جنود الرب–القوات اللبنانية: توتر القادة يدفع ثمنه الأنصار (رلى ابراهيم-الاخبار)

لم تخمد النار بعد بين «القوات اللبنانية» ومجموعة «جنود الرب» المدعومة من رئيس مجلس إدارة مصرف «سوسيتيه جنرال» أنطون صحناوي. وزاد التوترَ تسريبٌ متعمدٌ لأجزاء من التحقيق حول مقتل رئيس مركز كرم الزيتون في «القوات» رولان المرّ منذ يومين، والإيحاء بأنه قُتل بنيران صديقة وليس بطلقات شباب الصحناوي. وهو ما استدعى ردّاً من الدائرة الإعلامية في «القوات» نفت فيه «تشويه الوقائع والتلاعب المفضوح بالحقائق» واعتبرته «تدخلاً سافراً في التحقيقات ومحاولة يائسة للتضليل والكذب». وقد انتقل الخلاف من الأشرفية الى برج حمود، ليل أمس، بعدما عمد شابان هما: بول وبيتر ج. من «جنود الرب» الى مهاجمة «القوات» ونزع صور وأعلام لها، ما دفع بعناصر من «القوات» الى التجمّع في المنطقة وسط توتر وانتشار أمني.
وبانتظار صدور نتائج التحقيق كاملة، علمت «الأخبار» من مصادر معنية أن الإشكال «وقع على خلفية ركن سيارة، بين أحد عناصر «القوات» في كرم الزيتون وشبان من «جنود الرب»، وتطوّر بعد العراك الى انتزاع مسدس الشاب القواتي واحتجازه». وقالت المصادر «إن اتصالات جرت مع قيادة «القوات» في معراب، التي أرسلت مجموعة من الشبان، بالإضافة الى رولان المرّ لأجل لستعادة المسدس. عندها تطور الأمر الى اشتباك مسلح بين الطرفين».
ويشير تقرير الطبيب الشرعي، الذي اطّلعت «الأخبار» على نسخة منه، الى «إصابة رولان بطلقة نارية أطلقت من مسافة تتجاوز المترين، وجاءت من الناحية الخلفية الى الأمامية، وبانحراف من الأسفل الى الأعلى، ومن القسم الخارجي الى الداخلي، ما أدى الى وفاته سريعاً». وبعد الكشف الطبي والاستماع الى إفادات الأطباء الذين عاينوا القتيل في مستشفى سان جاورجيوس، تبيّن أنه «أصيب بطلق ناري حوالي الساعة الثامنة مساء لينقل بعدها الى المستشفى وتجرى له كل التدخلات الطبية التي لم تفلح في إنقاذ حياته». ويقول التقرير إن «مدخل الطلقة النارية جرى من القسم الخارجي للكتف، حيث دخلت الرصاصة من الخلف الى الناحية الأمامية للقفص الصدري». أما «مخرج الطلقة النارية فكان على مستوى الأضلاع بالقسم الأيسر مع خروج الرصاصة نحو الأمام». وقد أصيب المر بإصابتين أخريين «تسبّبتا بجرح سطحي على القسم الأيمن للصدر وجرح مماثل في القسم السفلي الأيمن للصدر، وقد عمد الطبيب الى إزالة القطع المعدنية التي تبيّن أنها غير خارقة ولم تؤدِّ الى الوفاة بسبب عدم خرق الأنسجة الداخلية.
وقالت مصادر مطلعة على التحقيق إن «الطلقة التي أدّت الى وفاة رئيس مركز كرم الزيتون أُطلقت من كلاشينكوف، بينما جاءت الطلقات الأخرى غير الخارقة من مسدس تركي». وقد وضعت القوى الأمنية «إشارة منع سفر وتعقّب على كل من: ج. م. وف. س. المنتميين الى مجموعة «جنود الرب»، بينما تقدّمت قريبة المر بشكوى ضد الشابين المذكورين، بالإضافة الى شاب آخر ووالد رئيس مجلس إدارة مصرف «سوسيتيه جنرال» نبيل الصحناوي».
يشار الى أن أحد اللذين صدرت بحقهما إشارة توقيف، وينتمي الى «جنود الرب» هو صديق مقرّب للقتيل رولان ويتقابلان باستمرار وفق مصادر مناطقية، وهو ما دفع شباب «جنود الرب» بالدرجة الأولى الى الإيعاز عند حصول المشكلة مع الشاب القواتي بإرسال «معلمه» أي رولان لاستعادة المسدس. وتشير تلك المصادر الى حصول اشتباك مُسلّح بين «القوات» ومجموعة الصحناوي فور وصول شباب «القوات» من منطقة كرم الزيتون وانضم إليهم شباب أرسلوا من معراب.
هذا الصدام المسلح، هو الأول من نوعه بين الصحناوي و»القوات»، علماً أن علاقة كانت تجمع قائد القوات سمير جعجع مع المصرفي، وحصل تحالف متين نجم عنه في عام 2018 اعتماد قائمة انتخابية واحدة لمرشحيهما قبل أن يخرج النائب المحسوب على الصحناوي جان طالوزيان من تكتل الجمهورية القوية في عام 2020. وقد ترجم الخلاف بحالة جفاء بينهما، ثم تطور الأمر الى خلافات سياسية ترجمت في طريقة العمل داخل المجلس النيابي، وأهمها تصويت طالوزيان لمصلحة سليمان فرنجية كمرشح لرئاسة الجمهورية. فيما تحالف الصحناوي في عام 2022 مع الكتائب في الأشرفية وعمدا معاً الى إنشاء لجنة «أهلية» للحفاظ على الأمن في المنطقة. وثمة من يرى أن قلوب القادة «مليانة» سياسياً، بينما تجمع شبابهما على الأرض علاقة صداقة ولا سيما أن معظم من ينتمون اليوم الى مجموعة «جنود الرب» هم أعضاء سابقون في «القوات» وقد استمالهم الصحناوي، ووفّر لهم أعمالاً ووظائف تركّز على خدمات الحراسة الأمنية لمؤسساته أو لبعض الأحياء في المنطقة.

رلى إبراهيم-الأخبار