العلامة الخطيب يستقبل تيمور جنبلاط على رأس وفد من اللقاء الديموقراطي والحزب التقدمي ..ويلتقي نقابة الأطباء: نحن أكثر الناس تمسكا بالدولة ..ولو كانت حاضرة في الجنوب لما احتجنا للمقاومة
استقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في مقر المجلس في الحازمية، رئيس اللقاء الديموقراطي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد من اللقاء والحزب ،ضم النواب وائل أبو فاعور وفيصل الصايغ وهادي أبو الحسن وأمين السر العام للحزب ظافر ناصر والسيد حسام حرب .وحضر اللقاء الشيخ علي مهدي والمستشار الإعلامي لرئاسة المجلس واصف عواضة والسيد علي الحاج.
رحب العلامة الخطيب في بداية اللقاء بالنائب جنبلاط والوفد المرافق وقال “إننا سنزور الجبل ودارة المختارة لنشكركم على الجهود التي بذلتموها في رعاية النازحين جراء العدوان الإسرائيلي ، وعلى المواقف التي أطلقها الزعيم وليد جنبلاط وسماحة شيخ العقل والحزب التقدمي الاشتراكي في هذه المعركة التي وصفتها بأنها معركة الوحدة الوطنية، لما أظهره الشعب اللبناني في كل المناطق من شهامة واحتضان في موضوع النازحين.واعتقد أن هذا الجو يجب استغلاله لبناء الدولة. فنحن أهل الدولة القوية العادلة وبناء الجيش القوي الذي يحمي هذه الدولة وناسها .وهذا الموقف ليس جديدا علينا ،فقد أطلقه سماحة الإمام السيد موسى الصدر عندما أسس هذا المجلس ،وما يزال موقفنا ثابتا في هذا المضمار .ولذلك نكرر أننا أكثر الناس تمسكا بالدولة ، بدءا بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة تقوم بأعباء المرحلة المقبلة. ولو كانت الدولة حاضرة في الجنوب لما كنا اضطررنا إلى المقاومة والسلاح لتحرير الأرض ورد العدوان،واستشهاد خيرة شبابنا من أجل ذلك.
أضاف: نحن نثمن عاليا دوركم في مرحلة العدوان ،وطنيا وسياسيا ،كما نقدر التعاون بين الرئيس نبيه بري والسيد وليد جنبلاط،كما نقدّر دور سماحة شيخ العقل الشيخ سامي أبي المنى خاصة في القمة الروحية.
وقال النائب أبو الحسن “إن ما تم في الجبل كان واجبا وطنيا وانسانيا ،والمهم أن نستثمر ما حصل في سبيل بناء البلد .وكلامكم صاحب السماحة عن الدولة مهم جدا ،وهناك مصلحة وطنية في تنفيذ القرار 1701 ،ونؤكد على أهمية التعاون بين الرئيسين بري وميقاتي ووليد بيك،وقد كان موقفهم تاريخيا في إخراج البلد من المستنقع الذي وقعنا فيه .والمطلوب انتخاب رئيس ،ولكن المطلوب مرونة في هذا الأمرنظرا لتركيبة المجلس النيابي. واللقاء الديموقراطي برئاسة تيمور بك سوف يواصل مسيرته في تقريب وجهات النظر من أجل هذا الغرض.
ورد العلامة الخطيب بأن “أملنا كبير بجهود تيمور بك لتقريب وجهات النظر.وأعتقد أن هناك وعيا وطنيا لعدم الدخول في مرحلة جديدة من الحروب والخراب .والجنوب يضم كل الطوائف كما تعرفون ، وكلنا مواطنون لبنانيون،والتمايز الديني لا يعطي تمايزا في الحقوق والواجبات،فالدين الذي يميز ليس بدين ،بل هو دين شيطاني”.
النائب فيصل الصايغ قال “إن التضامن الوطني كان غالبا ،رغم بعض النتوءات القليلة ،ونحن كقوى سياسية يجب ان نتعظ من هذه التجربة ونقد حلولا للناس .والمطلوب حوار سياسي لتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه”.
وقال النائب أبوفاعور إنه “على الرغم من مرارة الحرب ،فإننا نأمل أن تكون المرحلة المقبلة أقل ضراوة،وليس ظاهرا أننا ذاهبون إلى مرحلة مريحة ،لذلك علينا أن نعي كيف نحمي لبنان ،لأن النقاش سيكون صعبا في المرحلة المقبلة .لذلك نرى أن يكون دور سماحتكم الشخصي أساسيا مع القيادات السياسية والروحية للتخفيف من التوترات” .
وختم العلامة الخطيب قائلا: لبنان مستهدف بكل أطيافه وقطاعاته ،ولذلك نتمسك ببناء الدولة .المقاومة أعلنت التزامها بالقرار 1701 والتعاون مع الجيش ،ولكن المطلوب ضمانة للبنانيين ،وفي اعتقادي ان إسرائيل لن تلتزم بالاتفاق الذي تم التوصل اليه وهي تقوم بخروقات يومية ،ويجب ان يعي اللبنانيون جميعا خطورة هذا الأمر.
تصريح أبو الحسن
وبعد اللقاء صرح النائب أبو الحسن للصحافيين فقال:كانت زيارة كريمة لسماحة الشيخ علي الخطيب والمجلس الشيعي ،وهي تكتسب أهمية بالغة بعد العدوان الإسرائيلي ووقف النار.ويجب التأكيد على المرتكزات والثوابت الأساسية.والمرتكز الأساسي تطبيق القرار 1701 والتأكيد على دور الدولة في تنفيذ هذا القرار بكامل مندرجاته ميدانيا .
وشدد على أن “اتفاق الطائف هو المظلة التي يجتمع تحتها كل اللبنانيين .والمهم أن نستفيد من وقف النار وفترة الهدوء والاستقرار للانطلاق إلى العملية السياسية والدستورية وأن ننتخب رئيسا توافقيا للجمهورية ،ثم تشكيل حكومة ،فأمامنا تحديات مهمة كالإعمار والإصلاح الاقتصادي والمالي والإجتماعي .ولهذا ندعو كل الفرقاء في لبنان إلى التلاقي على المشتركات ،من اتفاق الطائف الى الرئيس التوافقي والالتزام بالقرار 1701 ،وننحو نحو العملية السياسية.
نقابة الأطباء
وكان العلامة الخطيب استقبل وفدا من نقابة الأطباء برئاسة البروفسور يوسف بخاش ،وضم نائب النقيب الدكتور محمد الحاج والدكتور أسعد أبو همين والدكتور حبيب حزقيال والمستشار الإعلامي أنطوان حايك. وحضر اللقاء المستشار الإعلامي لرئاسة المجلس واصف عواضة والسيد علي الحاج.
في مستهل اللقاء تمنى الدكتور بخاش “الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى ،وأن تفتح صفحة جديدة من السلام .فالبلد بلدنا وكل منا يجاهد في قطاعه وعلى طريقته ،وقد واجهنا من أيلول الماضي رغم أن القطاع الصحي لم يكن جاهزا لمثل هذا الظرف،وتمكن الأطباء من معالجة أكثر من 15 ألف جريح ،وكانت مقاومة باللباس الأبيض.وهناك بارقة أمل بأن القطاع الطبي والاستشفائي ما يزال صامدا وسوف نكمل المسيرة.
وتحدث العلامة الخطيب مرحبا بالوفد ومثنيا على الجهود الجبارة التي بذلها الأطباء وقال:كنتم خط مواجهة ودفاع عن الوطن وسقط منكم ومن القطاع الصحي شهداء وأثبت هذا القطاع أهليته في هذه المرحلة ،وكنتم جيشا آخر دافع عن لبنان إلى جانب الجيش والمقاومة .
أضاف: المهم الآن أن نبني الدولة ،ونحن أهلها وأول من يريد الدولة. ولولا غياب الدولة لما كان هناك ضرورة للمقاومة .الإمام الصدر أول من نادى بالدولة والإصلاح وحذر من الوصول الى الحرب الأهلية ،وكنا كطائفة ضد الحرب ،وقد وقف الامام الصدر ضدها واعتصم في مسجد العاملية،وبقي القرار 425 عقودا في الأدراج، ولولا المقاومة لما تحرر الجنوب .نريد دولة حقيقية تدافع عن أرضها وسيادتها.
تصريح بخاش
وبعد اللقاء قال البروفسور بخاش للصحافيين:تشرفنا بزيارة سماحة الشيخ الخطيب وأطلعناه على التحديات التي واجهها القطاع الطبي منذ أيلول الماضي ،وكيف تعاطى مع العدوان وقدم العلاج ل 16500 جريح ،كما أطلعناه على رؤية النقابة ونقابات المهن الصحية لإعادة تأهيل القطاع الاستشفائي، وهو ركيزة من ركائز الوطن،ما يستوجب انتخاب رئيس للجمهورية يمد يده للشرق والغرب ودول الخليج، ويحمل هم المواطن اللبناني ويدعم الجيش الذي يشكل الضمانة الأمنية لكل مواطن ،إضافة الى حكومة هدفها إعادة بناء كل القطاعات على مختلف أنواعها وخاصة الصحية ،ويعيد لبنان إلى الخريطة الدولية الصحية.