P
جورج ريشا، الأستاذ والمربّي والمعلّم الذي زرع فينا حبّ الحكمة.. لك محبّتنا نحن تلاميذك في يوم وداعك
معلمون ومعلمات كثر عرفتهم في الحكمة مدرستي وبيتي الذي عشت فيه ستين سنة … تلميذًا وعاملًا في رحابها في مجالات شتًى خادمًا لتلامذتها، الذين ما زالوا يغمروني بوفائهم وحبّهم، وهم للوفاء عنوان.. وكيف لا يكونوا وهم أبناء مدرسة ما علّمت بناتها وأبناءها إلا الوفاء، كما جاء في نشيد الحكمة.. حكمة الأرز الندية.
كثر هم الذين مرّوا في حياتي تلميذًا في الحكمة ولكن هناك من أثرّوا بي كما أثرّوا بالكثيرين من رفاقي.. بعلمه وثقافته وتواضعه وهدوئه… إنه الأستاذ المعلم والمربي جورج ريشا الذي انتقل اليوم الى بيت الٱب. كيف لا يؤثّر بنا هكذا قامة من المربين الذين ربوا في الحكمة وربّوا أجيالها وربى أولاده فيها قبل أن يهاجروا بسبب الحرب إلى بلاد السلام والآمان.. وعاد منذ فترة إلى لبنان ليستقر فيه وفي تراب عيتنيت. جورج ريشا الذي نودّع اليوم هو من زمن الحكمة الجميل، زمن تعلّم فيه التلامذة مع المواد التعليميّة، الروح التي اسمها روح الحكمة، روح التضامن والمحبة والإخلاص.. روح الرجولة والعناد بالحق.. روح تجبرنا أن نحبّ كل ما يمت ألى الحكمة بصلة، النادي والكشافة والقدامى.. ولبنان وطن الرسالة طبعًا. رحم الله معلمًا تليق به كلمة المعلم.
تعزيتي لتلامذة الحكمة أولاده غياث وناجي ولين ولإبن شقيقه الحبيب زياد ولكل أفراد عائلته.
تلميذك جورج سعد