“الأمن”: المعادلة الصحيحة بخطوة واعتراف من أجل غدٍ أفضل

صدر اليوم العدد الجديد لمجلة “الأمن” التي تصدرها المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بعنوان المعادلة الصحيحة من أجل غدٍ أفضل وجاء في افتتاحية العدد:

المعادلة الصحيحة..

تحمّل الوطن في تاريخه الحديث ما لا يُحتمل.

حروبٌ، نكباتٌ ومآسٍ متلاحقة كانت تهدّد في كلّ مرّة الكيان والمصير.

نعيش اليوم حربًا أعلنوا انتهاءها ولم يعلنوا انتهاء نتائجها.

مناطق مدمّرة، خراب منتشر، أبرياء قُتلوا وجرحى يـتألّمون.
في كلّ صراع وكلّ رسمٍ لسياسات، يكون لنا النصيب الكبير من الويلات.

في كلّ مرّة تلاحقنا لعنة الجغرافيا ولعنة الأفكار البائدة.
في كلّ مرّة نبني قصور الأحلام والمستقبل وتكون قصورًا من رمال.
كيف نقنع شبابنا بغدهم؟

كيف نبني مستقبلهم على أسس ثابتة ودائمة؟

الجواب يكون بالعودة إلى القانون وشرعية المؤسسات.

الجواب يكون ببناء دولة المواطنة القوية القادرة الحاضنة لشرائح المجتمع كافة.
الجواب يكون ببدء ورشة الإصلاح على المستويات كافة ووضع رؤية مستقبلية بنّاءة وهادفة.

لا يمكننا أن نبتعدَ طويلا عن دورنا وإشعاعنا في محيطنا القريب والبعيد.

لا يمكننا أن نبقى رهائن تبدّل السياسات وتبدّل المصالح.

الوقت الآن لرؤية الصورة الحقيقية لما حصل والعمل على إنقاذ الكيان والسير في الطريق الصحيح.
الوقت الآن لبناء معادلة جديدة قائمة على مصلحة الوطن أولًا وأخيرًا.

معادلة تحمل في مندرجاتها مفاهيم الأمن والسلام والازدهار.

معادلة تحمي الوطن وتبني الغد…

خطوة واعتراف

وكتب رئيس تحرير المجلة العميد الركن شربل فرام عن الخطوة والإعتراف فقال:

خطوة واعتراف..

الإرادةُ تكمنُ في داخلنا ونحن من نستطيع إظهارها.

الإرادةُ تبدأ بخطوة أولى .. بخطوة جريئة .

خطوةٌ تكفي للوصول إلى خطّ البداية.. بدايةُ الصحيح من الأمور.

خطوةٌ تكفي للوصول إلى كسر القيود التي تخنقنا .

خطوة تكفي للوصول إلى نقطة الالتقاء.

ستنتهي الحرب وتبدأ إزالة الركام  ويبدأ البنيان.

ستنتهي الحرب كما تنتهي الحروب في كلّ مرّة.

سنلبس الأسود حدادًا على أرواح زُهقت ونفوسٍ مشوّهة.

سنعدّ أحبابنا كمّا نعدّ أعمارنا في كلّ محنة نمرّ بها.

لم يعد سعينا متوجّهًا نحو النجاح والإبتكار، فقد صار همّنا أنّنا على قيد الحياة.

سيبدأ البنيان من جديد.. بنيان الحجر. ولكن كيف يمكننا أن نبني النفوس المهدّمة والأجيال الضائعة؟

كيف يمكننا أن نعيد الثقة بمستقبل آتٍ إذا بقي الحال على حاله؟

خطوة تكفي للإعتراف بالخطأ والخطيئة المتكرّرة.

خطوة تكفي للإعتراف بالقوانين والمواثيق التي تحمي.

خطوة تكفي للإعتراف بأن مصلحة الوطن هي فوق كلّ المصالح.

الإعتراف ليس هزيمةً.

الهزيمة في أن نكملَ الانكار.

الإعتراف انتصار للوطن…

“الأمن”: المعادلة الصحيحة بخطوة واعتراف من أجل غدٍ أفضل