جوزيف جبيلي: معادلة جيش وشعب ومقاومة غير مسموح بها بعد اليوم لأنها تعتبر تخليًا واضحًا للبنان عن سيادته
أثار اتفاق وقف اطلاق النار الكثير من اللغط، خصوصاً في ما يتعلق بالسلاح غير الشرعي خارج جنوب الليطاني، واسترسلت ابواق محور الممانعة بتفسيره وفقاً لما يناسبها، قائلة إن السلاح باقٍ ولا يوجد أي مس به شمال الليطاني، لكن ما دار في الأروقة الدولية وتحديداً في واشنطن المشرفة على تنفيذ الاتفاق، يؤكد أن سلاح الحزب غير قابل للحياة مجدداً ويجب تسليمه في كل لبنان، وأن العلّة الأساسية التي منعت استقرار لبنان هو هذا السلاح الذي اعاق مسيرة بناء الدولة التي وقفت عاجزة عن اتخاذ القرارات المصيرية نظراً للأمر الواقع الكارثي الذي فرضه الحزب في الحكومات المتعاقبة من خلال معادلة جيش وشعب ومقاومة.
عضو الهيئة التنفيذية في حزب القوات اللبنانية ومؤسس المركز اللبناني للمعلومات في واشنطن الدكتور جوزيف جبيلي يؤكد أن الإدارة الأميركية وواشنطن بشكل خاص والمجتمع الدولي بشكل عام باتت في اتجاه يشير إلى أن المشكلة الأساسية في لبنان تكمن في “الحزب”، ولا مستقبل للبنان في ظل وجود سلاح “الحزب“، وكان هناك قرار بترك الأمور للحكومات المتعاقبة في لبنان لمعالجة الأوضاع، لكن الأوضاع وصلت إلى مكان سلبي جداً، لذلك اعتبرت واشنطن أن هناك ضرورة لتدخل المجتمع الدولي لمعالجة موضوع سلاح “الحزب”.
عن طريقة المعالجة، يقول جبيلي في حديث لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني، إن “هناك قرارات دولية، بدءًا من اتفاق الطائف وصولاً إلى القرار 1701 الذي من ضمنه يوجد القرار 1559 والذي يشير إلى نزع سلاح كل الميليشيات، وهذا ما أكده الموفد الأميركي آموس هوكشتاين خلال لقاءاته وفي آخر اجتماعاته بأن المشكلة كانت بعدم تنفيذ القرار 1701، فلا الحكومات اللبنانية قامت بتنفيذ القرار، ولا الرقابة الدولية كانت تتابع تنفيذه، ومن هناك بدأت معالجة سلاح الحزب وضرورة وضع حد لهذا السلاح غير الشرعي، عبر وضع الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني امام مسؤولية تنفيذ القرار 1701”.
يتابع جبيلي: “إضافة إلى ذلك، على المجتمع الدولي مراقبة تنفيذ الـ1701، والتدخل واتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ القرار، وبحسب اتفاق وقف إطلاق النار الذي يشير بوضوح إلى وجوب تفكيك البنية العسكرية للحزب بدءأ من الجنوب وصولاً إلى كل لبنان وهذا ما اكده هوكشتاين، إضافة إلى ضبط المعابر والحدود مع سوريا لضمان عدم إدخال أسلحة للحزب”.
يؤكد جبيلي أنه خلال لقائه بهوكشتاين، شدد على انه بغض النظر عما يقوله الحزب، هناك قراءة دولية تؤكد أن الحزب تكبد هزيمة كبرى، وإيران تتجه نحو الهزيمة وهناك إصرار على منعها من امتلاك أي سلاح نووي، وإذا استمرت بسياستها الحالية ستتعرض إلى ضربة. بالتالي، إيران ليست بوضع يسمح لها بدعم الحزب مجدداً، كما ان اميركا مصممة على عدم السماح لإيران بزعزعة استقرار لبنان.
يضيف: “هناك مسؤولية على المجتمع اللبناني، أي الحكومة اللبنانية، اي حكومة مقبلة، ومعادلة جيش وشعب ومقاومة غير مسموح بها بعد اليوم لأنها تعتبر تخلياً واضحاً للبنان عن سيادته، وهناك ترقب دولي حول الحكومة التي ستتشكل بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وعندها، ستنظر واشنطن إلى هوية الرئيس المنتخب ما إذا كان سيادياً أو ممانعاً، وستنتظر تشكيل الحكومة وبيانها الوزاري لتبني على الشيء مقتضاه”.
يشير جبيلي إلى ان أي خلل جديد أو تلكّؤ بتنفيذ القرارات أو العودة إلى السياسات السابقة سيعيد لبنان إلى دائرة العنف، خصوصاً أن إسرائيل تنتظر تنفيذ القرار 1701 بحذافيره، وإسرائيل اعتبرت أن اتفاق وقف إطلاق النار يؤمن مصالحها وهي حصلت على ما تريده، وتلقت أسلحة جديدة، بالتالي، عدم تطبيق القرار 1701 يعني أننا سنعود للحرب مجدداً وستكون إسرائيل مدعومة من المجتمع الدولي الذي يصر على تنفيذ كافة القرارات وهناك إجراءات دولية في حال لم يلتزم لبنان بالقرارات.
ليس بعيداً عن لبنان، يبدو أن الهزيمة التي لحقت بالحزب، انسحبت على كافة مناطق تواجده خارج لبنان، وهذه المرة داخل سوريا، فهناك حالات فرار كبيرة تحصل في صفوف الحزب، وعناصره يرفضون خوض أي معركة داخل الأراضي السورية، وبعض المراكز تم إخلاؤه من دون أي مقاومة تذكر، ووصلت إليه المعارضة بسهولة تامة، لا بل بعض العناصر رفض العودة إلى لبنان وفضّل التوجه نحو العراق لضمان سلامته لأن لا ثقة لديه بانه سيكون في مأمن بلبنان.
في معلومات خاصة لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني، الحرب الأخيرة في لبنان بين الحزب وإسرائيل ألحقت أضراراً كبيرة بمحور المقاومة التابع لإيران، وخصوصاً الحزب، ما دفع المعارضة في سوريا لاستغلال هذا الوضع وبدء عملياتها، إذ أن الحزب بات ضعيفاً وعاجزاً عن حماية مراكزه في سوريا فكيف له أن يدافع عن نظام الأسد، كما أن انشغال وانهماك روسيا في حرب أوكرنيا عقّد عملية الدفاع عن سوريا.
تؤكد المعلومات أنه على الرغم من وجود عناصر للحزب في سوريا، إلا أن قدراته العسكرية قد تراجعت مقارنة بحجم القوات التي شاركت في قمع المعارضة خلال عامي 2015 و2016، كما أن معظم القيادات الأساسية التي شاركت في الحرب السورية في بدايتها، تم تصفيتها في لبنان، وهناك صعوبة كبيرة لدى ما تبقى من قيادات لدى الحزب بالتنقل داخل سوريا خوفاً من الاستهدافات، وهذا يعيق تحركات الحزب، وهذا ما يفسّر موجة الفرار التي قام بها عناصر الحزب.
تشير المعلومات إلى أن حركة نقل الأسلحة أو أي عتاد وعديد تابع للحزب داخل سوريا، يعد بمثابة إنتحار، لأن إسرائيل تراقب كافة تحركات الحزب والأذرع الإيرانية وتستهدفها بذريعة عدم السماح لها بإدخال أي أسلحة إلى لبنان، ما يعني أن نتيجة الحرب في لبنان انسحبت إلى سوريا وبات من الصعب جداً الاتكال على الحزب في حماية النظام السوري، كما أن هناك صعوبة كبيرة لدى الحزب بتعبئة قواته لدعم الأسد كما كان في السابق.
موقع القوات اللبنانيّة