مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 27/11/2024
* مقدمة نشرة أخبار الـ “أن بي أن”
ولنا مع العودة مواعيد عصية على الزمن والنار.
من كان يدفع بنار الحقد نحو الفناء يروي له اللبنانيون اليوم حكايات الصمود والمقاومة والبقاء.
العدو الذي ارتكب مجازر القتل و الترحيل… رد عليه اللبنانيون اليوم ببطولات الصمود و طول المقام.
لبنانيون هم و لهم الجنوب والبقاع وبعلبك-الهرمل والجبل و بلاد جبيل والضاحية وكل المناطق التي لم توفرها كرة النار الاسرائيلية.
هي الجغرافيا التي كتبت التاريخ مجددا ومن رحم المعاناة رسمت حدود معاني التضحيات.
وقبل العودة كان لا بد من قبلة على جباه كل من حضن عائلة نازحة.
والشكر على إمتداد الوطن لكل من إقتسم بيته وارضه ومدرسته والخبز والملح مع النازحين من نار العدوان الإسرائيلي.
الشكر لكل مدرسة تعلم اللبنانيون مجددا فيها أسمى معاني التكاتف الوطني والتكافل الإجتماعي.
الشكر لكل بيت شارك لقمة العيش مع ضيوفه النازحين… شكرا من القلب لكل الأوفياء… لقد جسدتم فعلا وقولا أن اللبنانيين عائلة واحدة وأن لبنان هو الوطن النهائي لجميع أبنائه.
أما الآن… وقد آن أوان العودة…بعد أيام وليال من الجهد التفاوضي المضني بالتوازي مع صمود مقاومة الميدان أطل رئيس مجلس النواب نبيه بري بالأمل… وبكلمة من القلب أطل المؤتمن على أمانة الصدر حاملا على كتفيه أمانتين: لبنان والمقاومة… وفي يده مطرقة المعركة الدبلوماسية التي ثبت بالوجه التفاوضي أنها أفعل من مطرقة سلاح الجو الاسرائيلي التي دمرت العاصمة والبقاع والجنوب.
أطل المفاوض الأمين الذي قاد ميدان المقاومة السياسية بحنكة وصلابة مرة جديدة و نصر وطنه كما في كل مرة أطل ليؤكد أن اللحظة هي لكل اللبنانيين وكيفية انقاذ لبنان وبنائه واعادة الحياة الى مؤسساته الدستورية وفي مقدمها الإسراع بإنتخاب رئيس للجمهورية لا يشكل تحديا لأحد يجمع ولايفرق.
وللأهل النازحين كانت توصية الرئيس بري :عودوا الى أرضكم …عودوا وأعيدوا اليها الحياة التي حاول العدو إنتزاعها من حاراتها وحواكيرها وساحاتها وبساتينها…عودوا حتى لو كانت الاقامة فوق ركام المنازل.
ولأن المشهد لا يكتمل الا بالوفاء… واللحظة تشبه اللحظة توجه الرئيس بري الى من شاطره مثلها في 14 من اب عام 2006 توجه مستذكرا شريك المقاومة والتحرير سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله.. القائد القدوة الذي منحه منذ اللحظة الأولى لإندلاع العدوان على لبنان أمان ة المقاومة السياسية.
حكوميا يوم جديد أعلنه الرئيس ميقاتي تطوى فيه مرحلة من اقسى مراحل المعاناة ويوم من موقف وطني وتاريخي نعيش فيه لحظات إستثنائية نتبصر فيها إيجاد حلول جدية للوضع المأزوم كلمات خاطب فيها مجلس الوزراء في جلسة عقدت للمصادقة على تفاهم وقف إطلاق النار.
وكان وقف لإطلاق النار من نوع آخر من وزير الدفاع الذي حضر الجلسة بشكل مفاجىء وقائد الجيش الذي تجاوب مع رغبة الحكومة في إخراج خطة تعزيز وجود الجيش من سريتها ورفعها إلى جلسة مجلس الوزراء المقبلة بحسب الأصول للموافقة عليها قبل تنفيذها.
بحسب معلومات ال NBN التي أفادت كذلك أن المجلس تفاجأ بحضور وزير الشؤون الإجتماعية هيكتور حجار والذي حاول أن يقنع الوزراء بتأجيل إقرار التفاهم الذي وزع عليهم باللغة الإنكليزية لحين درسه فاصطدم برفض الحاضرين.
المجلس أكد مجددا على تنفيذ القرار 1701 وفق الترتيبات المتفق عليها وأحال القرار إلى مجلس النواب للإطلاع وأخذ العلم.
=======
* مقدمة الـ “أم تي في”
في السابع والعشرين من ايلول الفائت اغتيل حسن نصر الله، وفي السابع والعشرين من تشرين الثاني ولد اتفاق وقف اطلاق النار. الأكيد ان تشابه الرقمين ليس مقصودا ولا متعمدا، لكن الاكيد ايضا ان الشهرين الكاملين اللذين انقضيا انهيا مرحلة في تاريخ لبنان لتبدأ مرحلة جديدة.
فالمعادلات القائمة منذ سنوات تغيرت في الستين يوما المنصرمة، والتوازنات تبدلت، بحيث ان مشهدا جديدا بدأ يرتسم منذ الرابعة من فجر اليوم، اي مع بدء سريان وقف النار.
وبمعزل عن حسابات الربح والخسارة، وادعاءات النصر او التبرؤ من الهزيمة، فالواضح ان لبنان امام يوم آخر. واذا كانت الستون يوما الفائتة هي ايام للحرب والقتل والدمار، فان الايام الستين الآتية يمكن ان تكون ايام التأسيس للبنان جديد.
فمعظم اللبنانيين تعبوا من المغامرات الفاشلة ومن الرهانات القاتلة، كما تعبوا من ربط مصيرهم بصراعات الاقليم، ومن جر الوطن الصغير وراء اوهام الامبراطوريات الكبيرة.
وكل هذه الامور برزت بشكل او بآخر في الكلمة التاريخية التي وجهها الرئيس نبيه بري الى اللبنانيين اليوم. وهي كلمة بنفس لبناني صاف، ممهورة بتوقيع رجل دولة من الطراز الاول. فرئيس مجلس النواب لم يقرأ الحاضر والمستقبل لا بعيني الماضي، ولا بعيني طائفة او حزب، بل بعيني التائق الى دولة ووطن.
لقد اعتبر ان اللبنانيين عموما واللبنانيين الشيعة خصوصا امام امتحان بعناوين كثيرة أبرزها: كيف ننقذ لبنان؟ وكيف نبنيه؟ وكيف نعيد الحياة الى مؤسساته الدستورية وفي مقدمها الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، باعتبار ان اللحظة هي لحظة تحمل المسؤولية في التلاقي من اجل لبنان ومن أجل الانسان؟
انها نقاط مصيرية وكبيرة طرحها الرئيس بري على اللبنانيين وعلى الشيعة، وهي اسئلة لا تحتمل الا جوابا واحدا: العودة الى الدولة. فهل يلتف اللبنانيون حول مؤسساتهم الدستورية وحول قواهم العسكرية الشرعية وحول الشرعيتين العربية والدولية ليبدأوا رحلة العودة الى الدولة من جديد؟
اذا فعلوا ذلك فان مستقبلا زاهرا ومضيئا ينتظرهم. اما اذا لم يفعلوا فانهم يضيعون فرصة تاريخية جديدة قد لا تتكرر. فهل يحزم اللبنانيون امرهم قبل ان يتحول وطنهم وطنا خارج التاريخ والجغرافيا، وقبل ان تصبح دولتهم دولة مستحيلة؟
البداية من رحلة العودة للنازحين الى مناطقهم بعيد اعلان بدء سريان اتفاق الهدنة. فكيف تبدو المشهدية في المناطق الجنوبية؟.
=======
* مقدمة نشرة “المنار”
يا اشرف الناس واطهر الناس واكرم الناس، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هو السلام المسكون في كل روح، احتضنته حارات الجنوب لمثل هذه الايام وخبأته شوارع الضاحية ذكرى قائد لا يضام، وادخره سهل البقاع ترياقا لاوجاعنا ووقودا لانتصاراتنا.. فاستقبلوا به اهل العزة الصابرين المضحين، العائدين الى الديار المزروعة رجالا وشهداء، المعمورة بحب صانع انتصاراتها، وقائد آمالها وسيد شهداء امتها سماحة السيد حسن نصر الله..
هو الكلام الذي يليق بسمو هذه الايام، الذي كتبه ذات تموز السيد الامين مع اخوانه القادة والمجاهدين، ويصلح لكل مجد يصنعه الحزب المطبوع على جبينه النصر.
كلام كتبوه بالصواريخ والمسيرات وقبلها بالرجال الرجال، ما صعب البحث بين احرف اللغة ومعاجم الزمان عن عبارات تكون الدليل الى عظمة هذا النزال وصناع نصره، بحسب ما اقر العدو وصدق الصديق.
عادوا كما وعدهم القائد الشهيد، اعزاء منتصرين، وان غلت التضحيات وسمت العطاءات، عادوا مبصرين بأعين ما استطاع ان يطفئها غدر البيجر، واصابع ملتصقة بالزناد ما فكتها اطنان من الصواريخ ولا بتر ساعدها كل ذكاء المسيرات..عادوا منتصرين الى بنت جبيل وعيتا وعيترون وكفركلا والخيام واخواتها، الى بيوت بنوها بعزيمة الصبر، يستحيل ان تقبل ان يحيلها كل السلاح الاميركي والحقد الصهيوني الى ركام، بل ستعود اجمل مما كانت كما وعد الامين العام الشيخ نعيم قاسم.
عادوا يسابقون الشمس الى ارض بادلوها حبا لا يقاس، وحولها ابناؤهم المقاومون الى جمر لا يداس، كما قال امين المقاومة السياسية وشريك المقاومة والتحرير مع سماحة السيد الشهيد – الرئيس نبيه بري.
عادوا مكللين بالنصر بعد ان ادوا فخر اسناد اهلهم في غزة بكل ما اوتوا من عزم واغلى ما رفعوا من رجال.. عادوا وقد سقوا ساحات الوطن بعطاء الدم، من بعلبك الى هرملها والشمال، والجبل الاشم وبيروت الشرف وضاحية الوفاء، فادهشوا العالم من جديد مثبتين بحق انهم شعب عظيم.
هو يوم جديد من ايام الله، هو نصر مبارك لكم اهل الوفاء، قد لا يستطيع قراءته الكثيرون، لكن سيكتشف كنهه المحبون والمغرضون.
ومع اول ايام النصر لن نكثر التحليل والقراءات ، يكفي نظرة بين طرفي الحدود، لنرى ما لا يحد بصورة ولا بكلام.. لنرى منتصرين بدمائهم على سيف عدوهم، حتى قال افغدور ليبرمان رفعنا الراية البيضاء ورفعوا اعلام حزب الله.
فكان النصر نصرين، نصرا على عدو لبنان، وتمهيدا لنصر غزة القادم لا محالة.
=======
* مقدمة الـ “أو تي في”
ليس اليوم يوم الدخول في العتاب والحساب، مع ان المساءلة حق والمراجعة واجب، بعد عام ونيف من حرب الإسناد، وشهرين تقريبا من حرب إسرائيلية على لبنان، مختلفة عن كل سابقاتها من حيث حجم العدوان والتقنيات المستخدمة والتصدي البطولي للتوغل البري.
فاليوم، يوم نتذكر فيه الشهداء قبل أي شيء آخر… فمع توقف آلة القتل والتدمير، ووسط فرحة العودة الى القرى والمنازل، يبقى اليوم يوم الذين لم ولن يعودوا…يوم شهدائنا الذين نفتقدهم ونستذكرهم، ونصلي من أجلهم… ولتكن دماؤهم أمنا وسلاما للبنان، كما قال الرئيس العماد ميشال عون.
اليوم، يوم نطوي فيه مرحلة سوداء، ونفتح أخرى يريدها جميع اللبنانيين بيضاء، تحت سقف السيادة والدولة والدستور والميثاق.
فمن رئيس مجلس النواب الذي أعلن بصراحة، أن اللحظة هي إمتحان لكل لبناني، وللشيعي قبل أي لبناني آخر، للرد على سؤال كيف ننقذ لبنان ونبنيه ونعيد الحياة الى مؤسساته الدستورية، الى رئيس حكومة تصريف الاعمال الذي اكد المرجعية الامنية للجيش في الجنوب والتزام الحكومة تطبيق القرار 1701، الى مختلف المرجعيات السياسية التي شددت على الوحدة، والقوى التي نادت بالتطلع الى الامام، الى الشعب اللبناني العائد، الذي كرر مشهد 14 آب 2006 رغم التهديدات، بعدما أثبت للقاصي والداني مجددا في الأشهر الماضية أنه واحد بالأفراح والأتراح، ماضيا وحاضرا ومستقبلا، مهما بلغت حدة الاختلافات، ودرجة الخلافات، التي يفترض ان تبقى دائما تحت سقف الوطن الواحد،
الذي يتساوى جميع أبنائه بالحقوق والواجبات.
اليوم، يوم دعوة الى اللبنانيين كي لا يكرروا انقسامات ما بعد التحرير عام 2000، التي أوصلت الى مآسي سنة 2005، وحتى يعتبروا من تجربة ما بعد انتصار 2006، حتى يبنوا دولة، تكون مرجعية واحدة وحيدة، توضع بتصرفها كل الامكانات والقدرات، حتى نبعد شبح الحرب والاحتلال، وكي لا نخسر كل بضع سنوات، آلافا من بناتنا وأبنائنا، من أطفال ونساء ورجال وشيوخ، دفاعا عن الكرامة وصونا لبقاء لبنان.
=======
* مقدمة الـ “أل بي سي”
لحظة بدء سريان وقف إطلاق النار عند الرابعة فجرا، لعلع إطلاق النار في الضاحية الجنوبية.
لم تعترض إسرائيل، فعادات اللبنانيين السيئة تجمل صورتها وصورة مواطنيها، واطلاق الرصاص هذا عادة سيئة لا يتخلى عنها اللبنانيون حتى ولو كانوا قبل دقائق منها، يسمعون أزيز الرصاص، للنزوح، تحت تهديدات أفيخاي أدرعي.
لكن رصاص ما بعد الرابعة فجرا ليس للنزوح بل ابتهاجا بوقف الغارات.
هذه واحدة، لا من العادات اللبنانية بل من العاهات اللبنانية، والسؤال الذي يطرحه اللبنانيون: إلى متى الإستمرار في هذا التخلف وهذا الخطر.
ألم يستطع العقل اللبناني الخلاق أن يبتكر طريقة للتعبير عن البهجة بغير هذه الطريقة الهمجية البربرية؟
هل يعقل أن يصاحب إطلاق الرصاص يومياتنا: من الولادة إلى الوفاة إلى النجاح في البروفيه إلى ليلة رأس السنة، إلى غيرها من المحطات؟
كان استهلال المقدمة بها عل مطلقي الرصاص يفهمون أن أشياء كثيرة ستتغير، ومنها إطلاق النار… وعلى سبيل المثال لا الحصر، لماذا لا تصدر الحكومة اللبنانية قرارا بمنع إطلاق النار في أي مناسبة كانت، تحت طائلة فرض العقوبات القصوى، ولا عذر لها إذا تلكأت.
بالعودة إلى وقف النار: ست عشرة ساعة مرت على سريانه: الحكومة اللبنانية راضية، وأعلنت إلتزامها. اللبنانيون باشروا عملية العودة للتفقد، ومن لم يدمر منزله فضل أن يكون إيواؤه فيه لا في أي مركز إيواء.
“حزب الله” حاول ملء الفراغ السياسي ميدانيا، فكانت لبعض مسؤوليه جولات، وأحيانا صولات على قاعدة “نحن هنا”.
التطور الأمني، إعلان القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش الاسرائيلي اعتقل أربعة من عناصر حزب الله اقتربوا من قواته، فيما اتضح أن الاعتقال طال أربعة أشخاص اقتربوا من نقاط الجيش الإسرائيلي، وقد حقق معهم ميدانيا للاشتباه في محاولتهم جمع معلومات.
رئيس مجلس النواب نبيه بري، كان الأشد تهيبا للمرحلة، في الكلمة التي وجهها إلى اللبنانيين، فتحدث عن أن ” اللحظة ليست لمحاكمة مرحلة، اللحظة هي إمتحان لكل لبناني، وللشيعي قبل أي لبناني آخر”، فاتحا بذلك الباب أمام جرأة المراجعة النقدية.
لم يكتف الرئيس بري بذلك بل تحدث عن “المقاومة السياسية” في معرض استذكاره “السيد الشهيد حسن نصر الله الذي منحني أمانة المقاومة السياسية”، ورسم خارطة طريق من خلال الحديث عن “الاسراع بإنتخاب رئيس للجمهورية، لا يكون تحديا لأحد بل يجمع، ولا يفرق”.
اذا، ستون يوما للأختبار، مر منها اليوم الأول على خير.
والبداية من الأرض قبل الإنتقال إلى القوى العظمى الدولية والاقليمية، بدءا بالولايات المتحدة وصولا إلى إيران.
=======
* مقدمة قناة “الجديد”
حملوا مهلة الستين يوما واخترقوا أولى ساعاتها وقبل الرابعة فجرا حجزوا مكانهم عند ابواب القرى إيذانا بالصلاة جماعة في حماها هو شعب لا حل معه, يموت واقفا ويعود خاشعا, ينكسر ولا يقع, لحق به اذى ودمار وخسارات.
لكنه وطئ القرى والبيوت ممتنا صابرا صامدا في نزوحه محتفلا بوقف اطلاق النار الذي اتاح له تنشق رائحة الارض وقوافل عادوا, كانوا يفرون جنوبا وبقاعا وضاحية ويواعدون ترابا كان يستقبل مطر الشتاء وحده مواكب العائدين كانت صورة وطن لا يموت, يقوم من رماده, ويقبض على الحسرات التي انهمرت عليه في خمسة وستين نهار نار هو ليس انتصارا ويعرفون انه انكسار الروح.
لكنه حكما هو فعل صمود وتمرد على الخسارة، والطلوع من قلب النار بقلوب تنبض بفرح البقاء وقوافل النهار الطويل اصطحبت معها البسمة والغصة معا.. حيث كان طيف السيد حسن نصرالله بينهم يرافق مسيرتهم معتذرا عن عدم الحضور بداعي الشهادة ومع كل الألم الذي اختزن قلوب الناس فإنها كانت الدولة.
بغياب اي خطة للدولة لترتيب عودة النازحين واعادة الاعمار وفي يوم المسير الطويل حكايات تروى ومفاجآت عن شهداء اكتشفت امهاتهم انهم أحياء.. وعن راعي الغنم الصامد.. و”ختيار” الشرفات الذي رفض النزوح.. وعن بنت جبيل التي ظل مثلثها عصيا على الاحتلال.
ولا يزال للأيام المقبلة بقية ولن تكون البقية على حساب الناس وحدها لأن القرى جنوبا وبقاعا وضاحية بيروت ستحتاج الى آليات رسمية لرفعها من تحت الانقاض وهذه الاليات تنحصر حاليا بأولويات انتشار الجيش في الجنوب وتقديم خطة لمراحل الانتشار تنفيذا للقرار 1701 ومندرجاته وسيكون على لبنان التزام البنود الثلاثة عشر الواردة في المقترح الاميركي لوقف اطلاق النار وحدد نص الاتفاق مهلة ستين يوما لإنسحاب الجيش الإسرائيلي إلى جنوب الخط الأزرق وإنتشار الجيش اللبناني جنوب الليطاني بشكل تدريجي, وتنفيذ الإلتزامات المنصوص عليها.
لكنه لم يلحظ مدة زمنية لتطبيق الفقرة 13 التي تنص على تسهيل المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل ولبنان بهدف حل النقاط المتنازع عليها على طول الخط الأزرق بما يتفق مع القرار 1701، علمأ بأن الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة مرسمة ومثبتة في اتفاقية الهدنة الموقعة بين لبنان وإسرائيل عام 1949، والتي اعترفت بها إسرائيل آنذاك.
وفي حال بقيت هذه النقطة خارجة عن تحديد زمن الانسحاب من اراض تحتلها اسرائيل فإن تركها للتفاوض قد يستغرق وقتا طويلا كمثل مفاوضات اوسلو التي أزهقت من عمر الفلسطينيين ثلاثين عاما من دون ان يرى الاتفاق النور وما خلا هذه النقطة الملتبسة بمواعيدها فإن لبنان بدأ تطبيق بنود الاتفاق الذي كان حاضرا في اجتماع مجلس الوزراء اليوم بمشاركة وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزاف عون.
واتضح من مسار الجلسة ان الوزير سليم شارك في الجلسة بعدما شعر بالخجل من الغياب في هذا التوقيت الحرج .. ولانه لن يترك قائد الجيش يحضر وحيدا كممثل للعسكر والى جانب المتابعة اللبنانية لتنفيذ بنود الاتفاق .. فقد حضرت فرنسا بشخص جان ايف لودريان للاشراف على التنفيذ ولاستطلاع الآفاق الجوية في مدار رئاسة الجمهورية.