غارات عنيفة تستهدف الضاحية والبقاع والجنوب وصليات صواريخ نحو اسرائيل
بوصعب : فرنسا في اللجنة والـ1701 كما هو…وجلسة تشريعية الخميس
في المعلومات المطروحة في سوق التداول الاعلامي اسرائيليا واميركيا ولبنانياً، ما يشبه الاجماع على قرب التوصل الى وقف اطلاق نار بين تل ابيب وحزب الله خلال ايام على الارجح، تمهيدا للبحث لاحقا في تسوية مستدامة. اذا صحت التوقعات الموغلة في التفاؤل حتى الساعة ولم يتراجع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الخلّاق في ايجاد الأعذار وتوفير الذرائع للتراجع عما يلتزم به، وان لم تنتهِ المفاوضات الى فشل في اللحظات الاخيرة على غرار سيناريوهات مفاوضات غزة ومناوراتها، فإن التصعيد الناري بين طرفي الصراع الذي امطر الضاحية الجنوبية وقرى الجنوب والبقاع اليوم بغارات عنيفة مقابل عدد غير مسبوق من الصواريخ اطلقها حزب الله في الساعات الاخيرة نحو العمق الاسرائيلي، لا بدّ يشكل اخر محاولات قلب المعادلات في ربع الساعة الاخير وتحسين الشروط وظروف التفاوض كل لمصلحته ، لا سيما حزب الله الساعي الى رفع معنويات بيئته المنهارة نتيجة حجم الدمار الهائل، تأكيدا على سلامة ترسانته الصاروخية على رغم كل الضربات التي يتلقاها ومهما جاءت نتيجة مفاوضات وقف اطلاق النار، اضافة الى محاولة نسف لازمة تخلي ايران عن الحزب التي يتداولها جمهور الحزب اثر انهيار بنيته القيادية والعسكرية.
نحو وقف النار؟: معلومات الامس المتأرجحة بين تقدم كبير وفشل في المفاوضات صبت كلها اليوم في خانة الفرضية الاولى لا سيما من الجانبين الاسرائيلي والاميركي ، اذ افيد ان إسرائيل تتجه صوب إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان مع “حزب الله”، وفق الصحافيّ باراك رافيد في موقع أكسيوس الإخباريّ . ونقلت كسيوس عن مسؤول أميركي ان إسرائيل ولبنان اتفقا على شروط اتفاق لإنهاء الصراع، ومن المتوقع أن يوافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على الاتفاق غدًا. من جهته، قال السفير الإسرائيلي لدى واشنطن: “نحن قريبون جدًّا من التوصل لاتفاق مع لبنان وقد يحدث ذلك خلال أيام”.الا ان وزير الخارجية الإسرائيلي قال اليوم ان أي اتفاق لوقف النار في لبنان يجب أن يضمن نزع سلاح حزب الله وإبعاده عن الحدود. وذكر تقرير منفصل من هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) نقلًا عن مسؤول إسرائيليّ أنّه لم يتم إعطاء أي ضوء أخضر لإبرام اتفاق في لبنان. وقال إنّ ثمة قضايا لا تزال في حاجة إلى حل.
حرية التحرك: من جهتها، أفادت القناة 14 الإسرائيلية أن “هيئة الأركان العامة الإسرائيلية تضغط لتعزيز وقف إطلاق النار من أجل إعادة إنعاش القوات والحفاظ على اقتصاد التسليح”. وأضافت أن “الهيئة تعتبر دعم الجيش للهدنة في الشمال منطقياً، خاصةً في ضوء الحاجة لتسليح القوات وتعزيزها”. كذلك، أكدت “التوصل إلى اتفاق مع حزب الله بمشاركة فرنسا، التي ستكون جزءًا من آلية مراقبة التفاهمات”، مشيرة الى أن “الاتفاق يشمل انسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، نزع سلاحه في مناطق جنوب لبنان، مع الحفاظ على حرية عمل الجيش الإسرائيلي في المنطقة إذا تم خرق الاتفاق”. كما أشارت القناة الى أن “عودة المدنيين إلى قراهم في جنوب لبنان ستكون دون وجود مسلحين”. ولاحقا نقل موقع “واللا” العبري عن مسؤول أميركي كبير ان إدارة بايدن تعتقد أنه تم التوصل إلى اتفاق بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.
التصعيد للضغط: في المقابل، وعلى الضفة اللبنانية، سئل نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب عن ارتفاع وتيرة التفاؤل بموضوع وقف اطلاق النار؟ فأجاب: في الساعات الماضية ارتفعت وتيرة الاعتداءات من قبل العدو الاسرائيلي الذي صار معروفا انه كلما اقتربنا من التفاوض الجدي وهو شريك فيه، يعمد الى التصعيد للضغط على الفريق الآخر من اجل التنازل أمامه، الرئيس بري بخبرته وتاريخه بهذا المجال لا يسمح لهذا الضغط بأن يتراجع بأي موقف يمس بلبنان وسيادته وخاصة بالقرار 1701 الذي وافق عليه كل لبنان ، وهذا القرار الذي يتحدث عنه الرئيس بري بما تم التوافق عليه في القرار من قبل كل اللبنانيين، العدو الاسرائيلي اليوم يدمر للتدمير ويقتل المدنيين ويقصف المباني ويرتكب إجراما ما بعده إجرام، فلا يقولن أحد أن العدو يستهدف فقط حزب الله، العدو يستهدف أي شيء من أجل الضغط وهو يعمد الى القصف والعدوان العشوائي. هذا ايضاً يكلفه فكما دفع اثمانا امام المجتمع الدولي وكما حدث في المحكمة الدولية بحق نتنياهو، ما يحصل هو شيء اضافي، برأيي ما يحصل حاليا هو أننا إقتربنا من الساعة التي سيكون فيها الحسم بموضوع وقف إطلاق النار هذا الاسبوع الذي نحن فيه أو في الـ10 ايام القادمة سيكون فيها موقف حاسم، نحن متفائلون هناك امل، لكن لا يمكن الجزم مع شخص مثل نتنياهو، الشيء الوحيد الذي يمكن ان يجعل نتنياهو يغير بالرغم من كل الذي يحصل هو الميدان، وفي الميدان تبين أن نتنياهو يدفع أثمانا كبيرة .وماذا يمكن ان يحصل جراء هذا العدوان. وحول اذا ما كان هناك من بنود لا زالت عالقة في الاتفاق ومسألة حرية التحرك للعدو وعضوية فرنسا في اللجنة؟ أجاب بوصعب: “لقد وافقت اسرائيل على وجود فرنسا لأن الرئيس بري لم يقبل الا بوجودها في اللجنة لانه كان متفقاً مع الوسيط الاميركي خلال زيارته الى لبنان على اللجنة بوجود اميركا وفرنسا وكان موقف الرئيس بري ان ما اتفقنا عليه هو ما اتفقنا عليه، هو فرنسا في هذه اللجنة، واما في موضوع حرية التحرك نحن نتكلم عن القرار 1701 كاملا، وكما هو القرار 1701 لا يعطي لاسرائيل حرية التحرك في لبنان، ما بين ايدينا وما سمعناه من الرئيس نبيه بري أننا نتكلم فقط عن 1701 لا اكثر ولا اقل مع آلية الاشراف على التنفيذ واللجنة ومن يرأسها واللجنة ليس لديها صلاحية القول أريد كسر القرار 1701 والسماح بالاعتداء على لبنان، نحن غير معنيين بما يصدر في الإعلام الاسرائيلي وما يتكلمون به هو لشأن داخلي وما نتكلم به في لبنان هو الوقائع ، الميزان يميل الى التفاؤل”.
تصعيد: في الميدان، التصعيد سيد الموقف بين اسرائيل وحزب الله، حيث تنقلت الغارات والانذارات الاسرائيلية للضاحية الجنوبية والجنوب وقرى البقاع، مسقطة قتلى وجرحى. في المقابل، اعلن الحزب “استهداف قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا المُحتلّة بالصواريخ”. وقال أنّه استهدف قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا وجنود اسرائيلين عند مثلّث دير ميماس – كفركلا. واستهدف “تجمّعا لقوّات الجيش الإسرائيلي في مستوطنة ميرون بصليةٍ صاروخية”. كما استهدف “تجمعا لقوات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة أفيفم بصلية صاروخية”. وقال: استهدفنا مجموعة إسرائيلية تحصنت في أحد المنازل عند الأطراف الجنوبية لبلدة البياضة.
بوحبيب: في الغضون، أكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب “ان أوروبا والشرق الأوسط مترابطان جغرافياً ويشتركان في تاريخ طويل ومصالح متداخلة. لقد شهدت المنطقتان عصوراً من السلام والازدهار والتعاون. وقد واجه كلاهما أيضًا تحديات واحتكاكات واشتباكات. لكن الثابت الوحيد انهما كانا دوماً يؤثران، ويتأثران ببعضهما بعضاً بالخير كما بالشر. وعندما يعطس أحدهما يصاب الآخر بالبرد. في عالم يتسم بالعولمة، هناك فرصة قوية للتنسيق والتعاون والازدهار معًا.
ايطاليا: من جهته، شدد وزير خارجية إيطاليا أنتونيو تاجاني على أنه يجب وقف إطلاق النار في غزة ولبنان. كما قال: “نحث على انتخاب رئيس في لبنان وندعم الجيش اللبناني”، معتبرًا أن “الاعتداء على قوات اليونيفيل في لبنان غير مقبول”.
جلسة الخميس: وسط هذه الاجواء، رأس رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية إجتماعاً لهيئة مكتب مجلس النواب. وبعد الإجتماع تحدث نائب رئيس مجلس النواب الياس أبو صعب فقال: “اجتمعنا كهيئة مكتب مجلس النواب برئاسة الرئيس نبيه بري وناقشنا جدول أعمال كنا نحضر له لجلسة للهيئة العامة الى ستعقد يوم الخميس المقبل الواقع فيه 28 الجاري وكان هناك عدد من إقتراحات القوانين منها ما هو معجل ومكرر ومنها ما هو جاهز ، كل القوانين مستعجلة وطارئة وكل المواطنين ينتظرونها، إرتأينا قدر الامكان حصر جدول الأعمال بمواضيع قليلة جداً نظراً للأوضاع القائمة ونظراً لاهمية إقرار قوانين ملحه تتعلق بالأمن والجيش والقضاء والقوى العسكرية من هنا تم اختصار جدول الاعمال بخمسة مواضيع. وقال بوصعب: الموضوع الخامس له علاقه بالتمديد للاجهزة الامنية هذا طبعا من الامور الملحة جدا، على امل ان بعد الوصول الى صورة واضحة اثر وقف اطلاق النار وبدء العمل الجدي في الجلسات العامة نعود الى طرح الأمور الاخرى بظرف مختلف لبتها ، والى حينها حتى بموضوع الاجهزة الامنيه وقيادة الجيش والقيادات الأخرى هناك أكثر من إقتراح منها ما حصل السنة الماضية، واتكلم عن نقاش داخلي لكن نحن لا نقرر فمن يقرر هي الهيئة العامة، لا يمكن لنا ان نعتمد نفس الذي حصل السنة الماضية اي التمديد لفترة سنة لاشخاص معينين هناك ظلم يقع على على عدد كبير من من العمداء الذين نحرمهم فرصة أخرى وبالتالي سنقوم بعقد عدة لقاءات قبل يوم الخميس مع ممثلين عن الكتل لنرى كيفية الوصول الى صيغة يتم التوافق عليها لأن هناك عدة صيغ مقدمة. وأضاف: هناك أمور أخرى تم الحديث والنقاش بها مع دولة الرئيس، إستمعنا لوجهة نظره والمعطيات الاخيرة التي لديه خاصة بما يتعلق بإنتخاب رئيس للجمهورية ووقف إطلاق النار.
المركزية