“جنبلاط يدعو لفصل المسارات في لبنان”… لا للإرتباط بالصراعات الإقليمية وضرورة تحقيق الهدنة وبناء دولة مستقلة

في مقابلة شاملة عبر برنامج “صار الوقت” على قناة “MTV”، أطلق النائب السابق وليد جنبلاط سلسلة مواقف سياسية بارزة، مسلطًا الضوء على الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة. دعا جنبلاط إلى فك ارتباط لبنان بالصراعات الإقليمية، مشددًا على أهمية التمسك بالهدنة وتحقيق استقلالية القرار اللبناني بعيدًا عن التأثيرات الخارجية.

جنبلاط استهل حديثه بالإشارة إلى أن الكرة اليوم في الملعب الإسرائيلي، معبرًا عن عتبه على المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين الذي اقتصر لقاؤه مؤخرًا على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وأكد جنبلاط أنه قدم له خرائط ودراسات تاريخية تثبت أهمية الهدنة، مشيرًا إلى أن جنوب الليطاني كان منطقة منزوعة السلاح وفق اتفاقيات سابقة، وشدد على ضرورة الالتزام بقرارات الأمم المتحدة، خاصة القرار 1701 الذي يضم في طياته القرارات 1559 و1680، إلى جانب اتفاق الطائف.

وأكد جنبلاط أن لبنان لا يستطيع الاستمرار في ربط مصيره بالقضايا الإقليمية، داعيًا إلى فصل المسارات، وقال: “كفانا دمارًا وخرابًا. لا يمكن أن تظل الجمهورية الإسلامية في إيران تستخدم لبنان كورقة ضغط لتحسين شروطها في المفاوضات الدولية. نحن لسنا ساحة للصراعات بل يجب أن نكون دولة مستقلة. هذا يتطلب حوارًا جديًا مع كافة الأطراف، بما في ذلك حزب الله، للوصول إلى توافق حول أولوياتنا الوطنية.”

ad

وأضاف جنبلاط أن أي هدنة يجب أن تكون مقدمة لوقف استخدام الجنوب اللبناني كساحة صراع، داعيًا إلى تعزيز الجيش اللبناني وتحقيق وقف إطلاق النار كأولوية. وأكد: “عند وقف إطلاق النار، نقول للإسرائيلي كفى هجمات بطائرات الدرونز، ولحزب الله كفى إطلاق الصواريخ. لقد دفعنا أثمانًا باهظة نتيجة هذه السياسات، وآن الأوان للخروج من هذه الدائرة المفرغة.”

كما سلط جنبلاط الضوء على الوضع في سوريا، معتبرًا أن المرحلة المقبلة تتطلب إنهاء الاحتلالات الأجنبية وبناء نظام جديد: “بشار الأسد دمّر سوريا، لكن لا بد من مرحلة انتقالية تؤسس لسوريا جديدة. الحديث عن أي وعود للأسد غير وارد، ويجب العمل على حل شامل يحفظ وحدة سوريا ويعيد الاستقرار إلى المنطقة.”

داخليًا، أشاد جنبلاط بجهود الرئيسين ميقاتي وبري، لكنه دعا إلى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية يمثل تطلعات جميع اللبنانيين ويعيد الاستقرار للمؤسسات الدستورية: “لا يمكن أن يبقى لبنان معطلًا بالوكالة. نحن بحاجة إلى قيادة وطنية تعيد الثقة بالدولة وتحافظ على سيادتها واستقلالها.”

وفيما يتعلق بالأمن في الجبل، نفى جنبلاط وجود أمن ذاتي، مؤكدًا أن هناك تعاونًا كاملًا مع الأجهزة الأمنية لضمان حماية المواطنين، ومعالجة المشاكل الاجتماعية الناجمة عن أزمة النازحين.

ووجه جنبلاط برسالة واضحة: “لبنان يحتاج إلى إخراج نفسه من هذه الدائرة الجنونية. يجب أن نتوقف عن ربط مساراتنا بالقضايا الإقليمية، ونركز على بناء دولة قادرة ومستقلة تضمن حقوق مواطنيها بعيدًا عن التدخلات الخارجية.”