قاسم قصير –
زيارة المبعوث الأميركي اموس هوكستاين الى بيروت من اجل التوصل الى اتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان حملت مؤشرات إيجابية رغم ان العدو الإسرائيلي عمد الى التصعيد الميداني عبر استهداف بيروت واغتيال المسؤول الاعلامي في حزب الله الحاج محمد عفيف وعدد من مساعديه اضافة للمحاولات المستمرة للتقدم جنوبا وخصوصا في منطقة الخيام وبلدة شمع ، وفي المقابل واصلت المقاومة الإسلامية دك الكيان الصهيوني بالصواريخ ومواجهة محاولات التقدم .
كما عمد الجيش الإسرائيلي الى تنفيذ عمليات تدمير طالت معظم القرى والمدن الحدودية.
وقد برز التصعيد العسكري الإسرائيلي بعد ان تحدث المسؤولون اللبنانيون عن وجود تحفظ على بعض البنود حول الورقة التي سلمتها السفيرة الأمريكية في لبنان ليزا جونسون الى الرئيس نبيه بري والتي تتضمن خطة متكاملة لوقف إطلاق النار ومن بنودها انسحاب مقاتلي حزب الله خلف نهر الليطاني ونشر الجيش اللبناني على الحدود وتطبيق القرار 1701 وتشكيل لجنة دولية لمراقبة التنفيذ.
وكان الرئيس نبيه بري قد ابدى تحفظه على تشكيل اللجنة الدولية
واما على صعيد موقف حزب الله فان مسؤولي الحزب اكدوا دعمهم للمفاوضات على اساس تنفيذ القرار 1701 ورفض اية شروط اضافية مع التأكيد على ان المقاومة جاهزة للمواجهة لفترة طويلةوان لدى الحزب خططا للمرحلة المقبلة سواء توقفت الحرب او استمرت وهذا ما أكده الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم.
نحن اذن امام مرحلة صعبة واسماها مسؤولو الحزب : مرحلة التفاوض تحت النار .
وبانتظار تبلور الصورة ووضوح الموقف الإسرائيلي والوصول الى اتفاق لوقف إطلاق النار نحن امام ساعات وايام صعبة جدا.
ولكن مهما كانت نتيجة المفاوضات فان المهم مرحلة ما بعد وقف العدوان وكيفية ترتيب الوضع اللبناني الداخلي واعادة الاعمار وتعزيز الوحدة الوطنية وكلها مهمات صعبة تتطلب رؤية وطنية شاملة بعيدا عن المواقف المسبقة والحسابات الحزبية والسياسية الضيقة وهذا ما تحدث عنه الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم والذي اكد الاستعداد للبدء بالاعمار والتمسك باتفاق الطائف والتعاون مع القوى السياسية والحزبية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
فهل يكون اللبنانيون على مستوى التحديات القادمة ؟