نساء حول بلدتي

المربية وصال علي البراج
1934 – 2024

وكنتِ في حياتكِ نور َعلمٍ
مربية مناضلة أصيلة

رحلت أم المناضلين، وصال الانسانية الوطنية العربية الأصيلة. فتاة اتصفت بالجرأة والإقدام منذ نعومة أظافرها…. وازنت بين تعليمها ونشاطها الاجتماعي… دخلت سلك التعليم في وزارة التربية والفنون الجميلة… منذ التحاقها في تكميلية برجا الرسمية للبنات عملت على تعليم التلميذات وارشادهن على السلوك القويم . كانت مربية، مدبرة اجتماعبة، وناشطة سياسية الى أبعد الحدود سلاحها الجرأة وقول كلمة الحق.
أخذت بيد الكثيرات من نساء البلدة وفتياتها وأرشدتهن على خوض معترك الحياة ، وفتحت منازل كثيرة نحو الصالح العام.
كانت من بين الوفود الغفيرة التي قابلت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عندما زار دمشق يوم 24 تموز 1958،حيث تقاطرت الوفود اللبنانية بشكلٍ كبير التي تود لقاء عبد الناصر، مماجعلت الحدود اللبنانية السورية في ازدحام شديد وكعادتها برجا حاضنة القضايا العربية هبَّ شبابها وشاباتها مدرسة التلاقي الوطني صاحبة الأبواب المفتوحة للقاء “رئيس الوحدة المنشودة” … رغمَ الحشود الغفيرة وازدحام شوارع دمشق الرئيسية والفرعية استطاع عدد كبير من ابناء برجا أن يلتقوا الرئيس عبد الناصر وعلى رأسهم المربية وصال علي البراج …
نذكر منهم الحاج زهير حسين بكري، رحمه الله(١٩٣٢-٢٠٢١).
والأستاذ خالد حسن الشمعة الذي التقاه في مدرسة الوحدة في حلب، ونال جائزة عبد الناصر في الخطابة… وكان تلميذاً فيها.
والسيدات الفاضلات: المربية والناشطة الإجتماعية وصال علي البراج، الذي اصابها الإغماء من شدة التدافع.. . والمربية فائزة سالم نسيب الخطيب ١٩٣٩، وهنَّ من أوليات المعلمات في برجا الأولى في تكميلية برجا الرسمية للبنات والثانية في مدرسة المقاصد الخيرية الإسلامية.. اللاتي كان لهن الفضل في تربية الأجيال على تلقي العلم والمعرفة والحفاظ على الأصالة والوطنية، والسيدة نجاح مصباح الحلاق١٩٣٩. سقى الله هاتيك الأيام….

إقترنت من المربي أحمد جميل أفندي الخطيب وانجبت عائلة فاضلة متعلمة …
فقدت الزوج والحبيب إثر حادث أليم في عز صباها فحافظت على دفىء العائلة وكانت الصابرة المتقبلة للألم يحدوها الأمل …. وبعد عقد من الزمن حاولت أن تتناسى جراحها… ففجعت باستشهاد فلذة كبدها الرفيق والحبيب “مغيرة ” فزاد الجرح جراحاً…. فكانت هي والحزن صنوان…
على الرغم من الكرب عملت كناظر عام في تكميلية برجا الرسمية للبنات بكل ما أوتيت من جد ونشاط على الاعتناء بمدرستها تربوياً، بناء ونتائج… بالتعاون مع المديرة والهيئة التعليمية فيها..
ساعدها في ذلك معارفها ومونتها على المقتدرين فجمعت المال وأتمت بنا القسم الغربي من تكميلة البنات بعدما كانت قد وسَّعت الملعب وبناء الغرف أو الصفوق فوق الطابق الأرضي…
انضوت في صفوف اللجنة الشعبية، وهيئة العمل الوطني وتسلمت مهام شؤون المرأة في برجا وإقليم الخروب، وقابلت مع زملائها في النضال معظم المسؤولين وكانت الصوت الصادح في المطالبة بكل ما تحتاج بلدة برجا من مستلزمات.
غداً عندما نكتب تاريخ المرأة البرجاوية والشوفية ستكونين الصفحات الأولى ونستلهم منك العبر والعظات..
ومن نشاطك ونضالك الكثير ايتها المناضلة الأصيلة.
التي حملت الرسالة وما لان لها ساعد أو هز لها جبين… مرفوعة الهامة عشت…
“إم جميل”… سلام عليك يوم ولدت ويوم رحلت ويوم تبعثين حية…
نتضرع الى العلي القدير أن يتغمدك بواسع رحمته … ويلهم عائلتك ومحبيك الكثر الصبر والسلوان…

المحب
فادي الغوش