عبد الغني.. ساعي البريد
أستاذ عبد الغني،
عرفناك على منابر الفنّ منتقدًا وشاعرًا.
عرفناك إنسانًا خلوقًا في معارج الحياة الصعبة.
واليوم ، وفي خضمّ الحرب الهوجاء وجنونها القاتل، نراك كاتبًا تخدم قضيّة تنحاز إلى صفوفها.
وطار بك الخيال إلى “سياسيي الفينيقية” لتوصفهم بأنّهم حليفو نتنياهو.
وبين نتنياهو والمرشد حبل رفيع بين العمالة وبين توصيف المتعاملين.
أستاذ عبد الغني،
ألا ترى أنّ من يتمنّى السلام أصدق من من ينتحرون على جثث أهلهم.
ألا ترى أن يرضَ بلجنة تضمّ أميركا ” الشيطان الأكبر” ينسَ أنّ قنابل الموت من صنعها.
ألا ترى أنّ زجّ المقاتلين في حروب عبثية في البلدان كافة إرضاء للمرشد الأعلى ومصالح امبراطوريته خطأ بحق الوطن وأهله.
ألا ترى أنّ فائض القوّة وفائض التسلّط لم يكن من صنع “سياسيي الفينيقية” وهذا ما أدّى إلى الخراب والدماء.
أستاذ عبد الغني،
لطالما عرفناك من مناصري ثقافة الحياة . فلماذا النزول إلى زواريب وكهوف الجهل والموت؟
على أمل أن ترجع منابر الفكر والحقيقة…
باديس