إنقطاع الأدوية يتفاقم.. تطمينات يقابلها نقص في الصيدليات

خاص ـ انقطاع الأدوية يتفاقم.. تطمينات يقابلها نقص في الصيدليات

أمين القصيفي

أعادت مسألة انقطاع عدد كبير من الأدوية من الصيدليات والتي تشهدها معظم المناطق اللبنانية، خصوصاً المناطق التي تستضيف أعداداً كبيرة من النازحين، تحريك المخاوف والهواجس من العودة إلى أزمة انقطاع الأدوية التي عاشها اللبنانيون إثر اندلاع الأزمة الاقتصادية أواخر العام 2019، لكن هذه المرة لأسباب مباشرة مختلفة متّصلة خصوصاً بأزمة النازحين، بالإضافة إلى الأزمة المزمنة منذ العام 2019.

وزارة الصحة العامة تُطمئن من جهتها إلى أن لا خوف من انقطاع الأدوية، فهي متوفرة والمخزون يكفي لأشهر، والأمر ذاته بالنسبة لشركات استيراد الأدوية التي تؤكد أن المخزون يكفي لمدة 4 أشهر، وهناك أصناف من الأدوية تكفي لمدة أطول وأخرى ربما لمدة أقل. لكن الواقع على الأرض مختلف، فاللبنانيون يعانون من انقطاع الأدوية من الصيدليات، وهناك نقص في عدد كبير وأصناف من الأدوية تعاني منه صيدليات كثيرة في مناطق لبنانية عدة.

أضف إلى ذلك، هناك كلام يتردد وبدأنا نسمعه بكثرة، عن أن شركات استيراد الأدوية تقنِّن في الكميات التي تسلّمها للصيدليات ولا توزّع إلا بكميات محدودة، تحسُّباً وبهدف المحافظة على مخزون الأدوية لأطول فترة ممكنة في حال حصل أي انقطاع في سلسلة التوريد، علماً أن مصادر مستوردي الأدوية تشير إلى أنهم ضاعفوا طلبات الاستيراد تباعاً في الفترة السابقة، مع تطور الأحداث المندلعة، لتكوين مخزون مريح. بالتالي، أزمة انقطاع الأدوية توجب عقد لقاءات “طارئة” وسريعة بين كل المعنيين، من صيادلة ومستوردي أدوية ووزارة الصحة العامة، لإيجاد حلٍّ سريع لهذه المشكلة تفادياً للمحظور.

نقيب الصيادلة في لبنان جو سلوم يوضح، في حديث إلى موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “هناك تطمينات من وزارة الصحة العامة ومستوردي الأدوية على حدٍّ سواء، بوجود مخزونات كافية من الأدوية تكفي حاجة لبنان لمدة 4 أشهر. من جهتنا كنقابة صيادلة، نقول إن 80% من الأدوية متوفرة، لكن هناك انقطاعات بعدد كبير من الأدوية”.

سلوم يلفت، إلى أن “مسألة الانقطاعات في الأدوية من السوق اللبناني، بدأت في أواخر العام 2019، لكنها تفاقمت في الفترة الأخيرة. من هنا، كنا كنقابة صيادلة في لبنان نطالب على الدوام بزيادة استيراد الأدوية لسدّ الثغرات التي تواجهنا، وتخوّفاً وتحسّباً لأي طارئ، كالظروف التي يعيشها لبنان في المرحلة الراهنة على سبيل المثال”.

سلوم يكشف لموقع “القوات”، عن “اجتماع محدد الأسبوع الحالي بين نقابة الصيادلة من جهة وشركات مستوردي الأدوية من جهة أخرى، كي نستعرض مع المستوردين قضية الأدوية التي تشهد انقطاعاً اليوم، ومن أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة هذه المسألة”.

سلوم يشير، إلى أنه “لا يجب أن ننسى أن هناك عدداً كبيراً من الصيدليات، بالمئات، في الجنوب والبقاع والضاحية وغيرها من المناطق، بات مقفلاً بالكامل، بل تم استهداف عدد كبير من الصيدليات ودُمِّر مخزونها من الأدوية التي كانت تلبِّي حاجة المرضى، وهذا سبب إضافي في انقطاع بعض الأدوية. بالإضافة إلى ذلك، هناك مسألة النازحين التي أصبحت تشكل ضغطاً إضافياً مضاعفاً على صيدليات أخرى في مناطق النزوح”.

يضيف: “هذا يفاقم أزمة انقطاع بعض الأدوية بطبيعة الحال، لأن الصيدليات الموجودة في المناطق التي تستقبل النازحين لديها عادة بطبيعة الحال كميات محددة من الأدوية لتلبية حاجة سكان تلك المناطق من الأدوية، لكنها اليوم تعاني من نقص وانقطاع لبعض الأدوية إذ بات مطلوباً منها تلبية حاجة النازحين أيضاً فيما الكميات الموزَّعة قليلة”.

بالتالي، “هناك شقان لمسألة انقطاع الأدوية من السوق: انقطاع مزمن في عدد كبير من الأدوية منذ اندلاع الأزمة الاقتصادية العام 2019، وآخر مستجد على خلفية أزمة النزوح الحالية للأسباب التي أشرنا إليها”، معرباً عن أمله، “بإيجاد معالجة سريعة لمسألة انقطاع الأدوية وفي وقت قريب، على ضوء المشاورات واللقاءات التي نجريها مع المعنيين”، يختم سلوم.

موقع القوات اللبنانية