ميقاتي: ردنا ايجابي ويهمنا الا يكون سلاح خارج “الشرعي”
الضاحية تتنفس …يوم بلا غارات… واستشهاد مسعفين جنوبا
المركزية– على امل عدم انحسار موجة التقديرات الموغلة في التفاؤل التي تسود منذ يوم امس بامكان نجاح مسودة اقتراح وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله، واصطدامها بعراقيل قد يرفعها رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو بعدما ابدى الحزب موافقة مبدئية على ما افيد، يترقب لبنان وصول الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت في الساعات المقبلة قبل ان ينتقل الى اسرائيل الاربعاء، حاملا موقف لبنان والحزب من التسوية .
لا تقول فول: وفي الانتظار، ازدحمت الساحة المحلية بالاتصالات والمعطيات حول مصير التهدئة الجاري العمل على إنضاجها.فاستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم الذي قال ” وضعني دولة الرئيس في فحوى الإتفاق المزمع، وبحسب دولة الرئيس الجو الإيجابي ولكن مثلما يقول دائما: “لا تقول فول ليصير بالمكيول”، الأمور بخواتيمها”، بمعنى أن لبنان إيجابي في هذا المجال، لأن لبنان هو المعتدى عليه، وقد نجح في منع الغاء وجودنا في منع اسقاط المقاومة في لبنان، في منع الغاء مكونات رئيسية من الشعب اللبناني، نحن نتمسك بالقانون الدولي، يبقى على العدو الإسرائيلي الذي هو استثناء من كل القرارات الدولية سبق أن رأينا ذلك في 27 أيلول المنصرم عندما وافق لبنان وسافر دولة الرئيس ميقاتي ووزير الخارجية وكان العالم على موعد مع وقف اطلاق النار، وقد وافقت كل الأطياف اللبنانية بما فيها المقاومة وكان يومها السيد المقدس الشهيد قد وافق على ذلك، وكانت عملية الغدر الفاجرة التي حصلت من داخل الأمم المتحدة في سابقة خطيرة لم تسجلها تاريخ الأمم المتحدة في الوقت الذي يجب أن تكون فيه الأمم المتحدة مركزا للسلام العالمي، لفض النزاعات، كانت مكانا لإتخاذ قرار إغتيال خطير جدا، مما يؤكد أن الحرب لا تحتاج الى ذرائع”.
رد ايجابي: من جانبه، قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي”إن الموفد الاميركي اموس هوكستين سيزور لبنان قريبا والملفات الضبابية تحل وجها لوجه”. واشار الى” ان رد لبنان على الورقة الأميركية كان إيجابيا ولكن بعض النقاط تحتاج إلى نقاش، ونأمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان في أقرب وقت”. وقال في حديث متلفز : العنوان الأساسي بالنسبة لنا في المسودة الأميركية هو تطبيق القرار 1701، ولبنان ملتزم تنفيذه وهدفنا أن يطبق في جنوب الليطاني كما نص عليه القرار،ولا بد من تحقيق الاستقرار ووقف الدمار وسفك الدماء في جنوب لبنان”. أضاف: “الرئيس نبيه بري يقود المباحثات مع الوسيط الأميركي وأنا على اتصال دائم معه، ولم أسمع عن شرط يتعلق بحرية التحركات العسكرية لإسرائيل في لبنان وهي مجرد تكهنات”. وقال:”ما يهمني هو تعزيز وجود الجيش في الجنوب اللبناني والا يكون هناك سلاح غير سلاح الشرعية”. وشدد على” أن لا بد من انسحاب العدو الاسرائيلي من أي خطوة قام بها داخل الأراضي اللبنانية”.
شرط اسرائيل: في الاثناء، رأت وزارة الخارجية الإيرانية، أن “اللبنانيين قادرون على تحديد مصالحهم واتخاذ القرار بشأن أي مبادرة تتعلق بوقف جرائم إسرائيل”. وأشارت إلى أن “طهران كداعمة لحزب الله لن تدخر أي جهد في دعم اللبنانيين”. اما زعيم حزب “معسكر الدولة” الإسرائيلي المعارض بيني غانتس، فأكد أن “شرط أي اتفاق مع لبنان هو حرية العمل الإسرائيلي بشكل مطلق مقابل كل خرق للاتفاق”.
اطار تأسيسي: ليس بعيدا، أشار مصدر سياسي لبناني الى أن هوكشتاين سيصل إلى بيروت يوم غد الثلاثاء لاستكمال المفاوضات بين إسرائيل وحزب الله. ووفقاً للمصدر، سيغادر هوكشتاين بيروت في اليوم عينه متجهاً إلى تل أبيب، لنقل جواب لبنان على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار، مبينةً أن “حزب الله” يعتبر أن المقترح الأميركي يشكّل “إطارا تأسيسيا” لأي اتفاق محتمل لوقف النار، لكنه في الوقت عينه يشدّد على أن المقترح يحتاج إلى نقاش طويل قبل قبوله. ولفت إلى أن “حزب الله” “يعتبر نص اتفاق وقف النار جيدا من حيث المبدأ، ولكن صياغته تظهر أن إسرائيل هي المنتصر في هذا الاتفاق، وهو ما يشكل عائقا أمام تمريره، لافتا إلى أنه في الوقت الذي يعتبر فيه حزب الله أن إسرائيل فقدت “جدوى القتال”، فإنه يسعى للاستثمار في هذه النقطة عبر تمسّكه بالـ1701 وصمود الجبهة ومواصلة إطلاق الصواريخ”. وذكر أن “حزب الله يُصرّ على أن إسرائيل لا يمكنها تحقيق انتصار حاسم، ويعتمد على استمرارية المعركة السياسية والعسكرية لتحقيق أهدافه”.
مسؤولية الخطأ: في الاثناء، كتب نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني عبر حسابه على *X* :لاريجاني على علم بتفاصيل المسودة المطروحة على لبنان لوقف إطلاق النار، لكنّ القوى السياسية والنواب اللبنانيين لم يُطلعوا عليها.لا يجوز ان يبقى هذا الموضوع محصورا برئيس حكومة تصريف الأعمال ورئس مجلس النواب خاصة بغياب رئيس الجمهورية، من دون اطلاع مجلس النواب ومن يمثلون الشعب على تفاصيله.هناك من يُلزم اللبنانيين جميعا من جديد، من دون الرجوع اليهم. من سيتحمل مسؤولية اي خطأ يحصل في هذا التفاوض؟
لوقف الحرب والانتخاب: في المواقف، أكد رئيس حزب الحوار النائب فؤاد مخزومي من معراب ان “يجب أن نوقف هذه الحرب التي يتعرّض لها بلدنا، ويجب أن يفتح مجلس النواب مباشرة من أجل انتخاب رئيس جمهوريّة”. وقال بعد زيارته رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، في المقر العام للحزب في معراب، ان “قلبنا يحزن ويدمع على ما تمر به البلاد اليوم والدمار الذي نشهده، إلا أن هذا الأمر يُظهر أيضاً أننا دخلنا في حرب لم يكن لنا مصلحة في الدخول فيها”. وقال “عندما طالبنا بوقف هذه الحرب عبر التعهد بتنفيذ القرار 1701 بجميع مندرجاته بما فيها القراران 1680 و1559، رجوعاً إلى اتفاق الطائف، كان هناك رفض، والجميع يعلم أن الحكومة كانت تدّعي في حينه أن قرار الحرب والسلم ليس بيدها، أما اليوم فهناك تغيير ويجب أن نوقف هذه الجريمة وهذه الحرب التي يتعرّض لها بلدنا، ويجب أن يفتح مجلس النواب مباشرة من أجل انتخاب رئيس جمهوريّة وتشكيل حكومة تملك الشرعيّة والميثاقيّة كاملةً حتى نبدأ في تطبيق الإصلاحات المطلوبة، لان العالم ينظر الينا اليوم كدولة مخطوفة”. وشدد مخزومي على أننا “إذا ما تمكنّا من أن نظهر للعالم أن هناك إعادة هيكلة للدولة في لبنان، من رئيس للجمهوريّة إلى حكومة وتفعيل لمجلس النواب، فأنا لدي شعور بأن جميع أصدقائنا في العالم سيتحركون عندها لمساعدتنا، وما رأيناه في مؤتمر القمة العربيّة في الرياض أبرز دليل على ذلك، باعتبار أن المجتمع الدولي والعربي والإسلامي كان يقف إلى جانبنا ويبدي الإستعداد للمساعدة، إلا أنهم كي يتمكنوا من مساعدتنا علينا أولاً أن نساعد أنفسنا”.
استشهاد مسعفين: في الميدان، وغداة التصعيد الاسرائيلي غير المسبوق حيث قصفت الضاحية مرارا واغتيل قياديان في الحزب في قلب بيروت هما المسؤول الاعلامي محمد عفيف والمسؤول عن الجبهة الجنوبية محمود ماضي، بحسب ما زعمت اسرائيل، استمرت الغارات على القرى الجنوبية، مسجلة دمارا واصابات في الارواح. واعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن العدو الإسرائيلي واصل خرق القوانين الدولية والأعراف الانسانية وشن غارة استهدفت نقطة تموضع لجمعية الهيئة الصحية الإسلامية – الدفاع المدني في بلدة قانا ما أدى إلى استشهاد مسعفين اثنين.
عمليات الحزب: في المقابل، أعلن “حزب الله ان عناصره شنوا هجومًا جوّيًا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على تجمعٍ لقوات الجيش الإسرائيلي شرقيّ بلدة الخيام، للمرّة الرابعة، وأصابت أهدافها بدقة، كما استهدفوا تجمعا لقوات الجيش الاسرائيلي في مستوطنة كريات شمونة بصليةٍ صاروخية. وقصف “مستوطنة غورنوت هغليل بصليةٍ صاروخية”. واستهدف “قاعدة شراغا المقر الإداري لقيادة لواء غولاني شمال عكا”. واعلن حزب الله “اننا شنّينا هجومًا بسرب من المسيرات الإنقضاضيّة على تجمع لقوات العدو في المقرّ المُستحدث لقيادة اللواء الغربي في ثكنة يعرا”.
المركزية