مسودة الاتفاق استكمال للعدوان !!!
ومواقف رسمية وسياسية تبعية …
بأبعاد اميركية وصهيونية ..!!!
علي يوسف
يعتقد الكثيرون ان ما يتردد في الاعلام الخارجي عن امكان التوصل الى اتفاق بين الكيان الصهيوني وبين لبنان ينهي الحرب هو مجرد كلام خصوصا وان السلطة في لبنان تلتزم الصمت حيال هذه الاخبار و تشيع انه ليس هناك اتصالات معها في هذا الشأن .. الى ان زارت السفيرة الاميركية الرئيس بري واعلنت انها سلمته مسودة اتفاق لوقف الحرب …!!!
وقد يعتقد البعض ان هذه المسودة ناتجة عن طلبات صهيونية اميركية وان بنودها لم تكن موقع تداول مع مسؤولين لبنانيين رسميين وامنيين “وقادة” سياسيين وانه تم وضعها من غير معرفتهم … وهذا غير صحيح …
بل استطيع القول ان المسودة هي مشروع اولي وضعت فيها بنود متفق عليها وارفقت ببنود تشكل مطالب صهيونية وقحة ليتم لا حقا الغائها ك “انتصار تفاوضي “لتمرير البنود المتفق عليها والتي تستجيب للحد الادنى من المطالب الصهيونية الاميركية و تشكل في الوقت عينه اعلان هزيمة للمقاومة ومحورها ومشروعها وفصل لبنان نهائيا عن مشروع تحرير المنطقة من المشروع الاميركي الصهيوني بالعودة الى شعار لبنان اولا في اتجاه تكريس التبعية الانصياعية المذلة للغرب ومشاريع هيمنته على المنطقة وثرواتها …
ولتبيان ذلك علينا التوقف امام ٤ مؤشرات مهمة حصلت خلال الايام القليلة الماضية ومهدت لتسليم ما يسمى مسودة اتفاق الى الرئيس بري : ١- ما تضمنه خطاب الرئيس ميقاتي امام الجالية اللبنانية في الرياض من كلام خطير للاسف ومرّ مرور الكرام وجاء فيه «أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن الفرصة متاحة اليوم لإعادة لبنان إلى كنف الدولة وجعلها صاحبة القرار الأول والأخير في كل الأمور. وأضاف أن الهدف هو تعزيز السيادة اللبنانية وتنفيذ القرارات الدولية، وعلى رأسها القرار 1701، مع تأكيد ضرورة تعزيز وجود الجيش اللبناني في الجنوب ومنع وجود أي سلاح خارج إطار الشرعية.”
للاسف لم يسأل احد ماذا يعني الرئيس ميقاتي ب “اعادة لبنان الى كنف الدولة ” عن اي لبنان يحكي ؟وعن اي دولة ؟وهل لبنان ليس دولة ؟ وهل هناك دولة اخرى يجب ان يعود اليها لبنان ؟ وهل كان لبنان في دولة ما وخرج منها ؟ وعندما نقول اعادته فمن هو الذي سيعيده اليها ؟؟ وماذا قصد ميقاتي حين قال ان الفرصة متاحة الآن ؟ وهل يقصد ان العدوان الصهيوني اعطى فرصة لإعادة لبنان الضائع الى كنف الدولة التي يقصدها ؟؟ هل يقصد ان العدوان الصهيوني كان لمصلحة لبنان ولمصلحة الدولة التي سيعود اليها ؟؟؟ وهل جاء العدوان الاسرائيلي ليجعل الدولة” المبهمة “صاحبة القرار الاول والاخير ؟؟ وهل يقصد انه هو رئيس حكومة اللادولة وانه لا يملك قرار لا هو ولا حكومته وان العدوان جاء ليعطيه الصلاحيات السيادية ؟؟؟؟؟؟!!!! وحين يعتبر ان العدوان سيمنحنا الفرصة لتعزيز الجيش في الجنوب” ومنع ” وجود اي سلاح غير شرعي هل يقصد ان العدوان منحنا فرصة “هزيمة” المقاومة والتخلص من سلاحها الذي يعتبره غير شرعي ؟؟في حين يشارك وزراء يمثلون المقاومة في حكومته وينص بيانه الوزاري الذي على اساسه حصل على الثقة من مجلس النواب ان المقاومة شرعية وبالتالي سلاحها شرعي ؟؟؟؟؟
كلها اسئلة تحتاج الى اجوبة حقيقية بعيدا عن الدجل السياسي المتمثل بالانفصام بين الموقف الفعلي التبعي وبين مراعاة الواقع بوصولية انتهازية …!!!!!!
٢- موقف سمير جعجع في حديثه الى رويترز وحتى قبل ذلك بتدرج بطيء والذي جاء فيه “قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إن على حزب الله التخلي عن سلاحه لإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان
واعتبر أن ضغوط الحملة العسكرية الإسرائيلية الشديدة تشكل فرصة لإعادة البلاد إلى مسارها الصحيح. كما اعتبر أن نزوح اللبنانيين الشيعة إلى مناطق سنية ومسيحية من شأنه إثارة مشاكل في بلد يعاني اقتصاديا.
وقال إنه مع تدمير البنية التحتية لحزب الله ومستودعاته يتم تدمير جزء كبير من لبنان،”
وجعجع هنا كان اكثر وضوحا وذهب مباشرة الى تبني المطلب الصهيوني الاميركي بتسليم سلاح حزب الله كشرط لإنهاء الحرب ؟؟!!!
ثم لم يستعمل ابدا كلمة اعتداء او عدوان صهيوني لأنه لا يعتبره عدوانا بل اعتبره كميقاتي “فرصة ” واسماه حملة عسكرية لإعادة البلاد الى مسارها الصحيح ؟؟!!!!!!!
كما اعتبر ان نزوح الشيعة الى مناطق سنية ومسيحية من شأنه اثارة مشاكل ؟؟؟؟؟ واعتبر انه مع تدمير البنية التحتية لحزب الله ومستودعاته يتم تدمير جزء كبير من لبنان ..!!!!؟؟وهذا الكلام يتضمن اولا تبني للرواية الصهيونية بان ما يجري من عدوان يتناول الشيعة وحزب الله و لا علاقة للبنان بذلك ..وثانيا يحمل موقفا اقل ما يقال فيه انه موقف عنصري من الشيعة حيث يعتبر وجودهم في مناطق من “نوع “طائفي آخر يثير مشاكل ….؟؟!!!!!
لقد بات اللبنانيون عند جعجع انواع وفقا لطوائفهم ..؟؟؟؟ وهذا كلام مكلل بالعار سياسيا واخلاقيا وانسانيا وينم عن كراهية غير محدودة ..؟؟!!! تحت سقف الوفاق الوطني طبعا ..؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!
٣- زيارات السفراء والمبعوثين الى قيادة الجيش والضغط لإبقاء الجيش خارج مهمته في التصدي للعدوان الصهيوني والبحث في تأمين الضرورات له ليلعب دور قوة الفصل وفقا لما سينص عليه اتفاق انهاء الحرب …
٤- اسراع سامي الجميل ونديم الجميل لزيارة صهر ترامب اللبناني من عائلة بولس في واشنطن لتجديد وتأكيد الولاء والتبعية لاميركا والتشجيع على انهاء المقاومة وصولا الى ضرب ايران والاستعداد لتأييد اي مشروع اميركي للمنطقة ولبنان ..؟؟!!!! وعلى كل حال هذا ليس غريبا وهو مسار دائم كانت اقوى مظاهره في العام ١٩٨٢ مع الغزو الصهيوني ….
مسودة الاتفاق
——————-
وبالعودة الى مسودة الاتفاق فإن البنود المضافة على تطبيق كامل بنود القرار ١٧٠١ وخصوصا القرار ١٥٥٩ هي الموافقة على الصلاحيات الاضافية ل اليونفيل التي اضيفت في قرار التجديد لمهمتها والتي لم تكن تطبق بفعل توازن القوى الذي كان قائما وكذلك الموافقة على وجود مراقبين اميركيين وفرنسيين للتأكد من تطبيق كامل بنود ال ١٧٠١ بما فيها ال ١٥٥٩ وطبعا من الجانب اللبناني وعلى اعتبار ضمني ان المقاومة هزمت وتم تدمير بناها التحتية ؟؟!!!!!
اما البند الذي اضيف كورقة ضغط لتغطية ماهية هذه المسودة وخطورتها فهو بند اعطاء الصلاحية للقوات الصهيونية بالتدخل داخل الاراضي اللبنانية لفرض تنفيذ الاتفاق حيث ترى ضرورة لذلك ..؟؟ وهو البند الذي يمكن تلاعبا التنازل عنه ب “انتصار تفاوضي ” مسرحي ؟؟……!!!!!!!!!!
والاكثر خطورة هو ان موقف ميقاتي تلبية للرغبة الاميركية وموقف جعجع تلبية للرغبة للصهيونية ومواقف لبنانية اخرى يتلاقون جميعا في محاولة وبدعم غربي “وعربي” واسع لاقرار الاتفاق واعلان الموافقة عليه كأمر واقع تفرضه “ضرورات وقف التدمير والمجازر والمأساة ” ومحاولة فرضه على المقاومة وبواقع ان رفضه سيجعلها خارجة عن الشرعية لبنانيا وعربيا ودوليا بما يهدد بتحميلها مسؤولية انتقال الحرب الى مستويات اخرى اكثر تدميرا واجراما ..؟؟؟!!!
ومختصر الكلام انها مسودة استكمال العدوان ….