حبيب شلوق
أخطأ الأمين العام الثالث – بل الرابع أو الخامس لـ”حزب الله” بعد التأسيس، الشيخ نعيم قاسم، وجل مَن لا يخطئ، ولكن شتاّن بين خطأ القائد وخطأ العامة. وما دام دور الشيخ نعيم السياسي يغلب على دوره الديني فيمكننا إنتقاده. أليس كذلك؟
فالشيخ نعيم المتأثر ربما ببعض رجال الدين “الإنفعاليين” أو الذين يحاولون وضع أنفسهم في منزلة أسلافهم ولاسيما منهم اللامعين وبينهم السيد حسن نصرالله والشيخ صبحي الطفيلي،نسي أن لكل مكانته وشخصيته، كذلك نسي أو تناسى أنه وأسلافه لم يتركوا للجيش اللبناني حالاً ولا حولاً، وإذا بحامي الوطن يُسلب كل صلاحياته ويُصبح كأنه جمعية خيرية اجتماعية مهمتها توزيع ما يرد من مساعدات في “بلد الشحادة”، لأن الميليشيات بل الميليشيا الوحيدة المدعومة أولاً من “سوريا الأسد”(الأول والثاني)، ثم من “إيران الخميني” فــ”إيران خامنئي”، وقبلهما “منظمة التحرير الفلسطينية” المدعومة من الرئيس المصري المهزوم عام 1967 جمال عبد الناصر، وضعت يدها على لبنان وعبثت بكل مقدراته، وإذا بهذا البلد الذي كان منارة الشرق ثقافياً وعلمياً وتعليمياً واستشفائياً واقتصادياً ومالياً، بعدما صدّر الحرف عبر أبنائه الفينيقيين إلى كل العالم، يُدرج على اللائحة الرمادية، ليس لأن “الحق على الجيش” إنما لأن “مجموعة الفكر الفلسطيني ــ السوري ــ الإيراني ” قرّرت منذ منتصف السبعينات إلى اليوم أن تمحو هذا البلد.
لبنان عقدة عبد الناصر وحافظ وبشار الأسد ، وياسر عرفات الناكر الجميل الشارب من بئر والرامي حجراً فيها.
في أي حال في نهر الكلب صخرة سيتضاعف عدد الأسماء فيها.
ولتعزيز وجهة نظر الغالبية الساحقة من اللبنانيين بكل طوائفهم ، نورد أسئلة يمكن أن نسألها بكل محبة:
1 ــ مَن قتل الضابط الطيار سامر حنا على تلال سجد بعدما سُئل :”شو جايي تعمل هون؟” علماً أن الأرض أرضه، ولماذا اتخذ القرار بقتله عن سابق تصوّر وتصميم…؟ ثم مَن اتخذ القرار وما هو مصير القاتل والمحرّض،ولا يعتقدنّ أحد أن الإثنين يمكن أن ينجوا بفعلتهما وطبعا سيُلاحقان يوماً؟
2 ــ مَن وضع يده على كل الأجهزة الأمنية ومَن بات “مديراً” لكل العمليات والقائد الفعلي لكل الأجهزة العسكرية من 2005 إلى اليوم في عهود صغار النفوس من “الرؤساء الفاشلين للجمهورية”؟
3 ــ هل استُشير الجيش في إعلان حرب “الإسناد” وهل هو وافق على هذه الحرب؟
4ــ مَن هم اللبنانيون الشركاء الذين استُشيروا لخوض”حرب إيران ضد اسرائيل”؟
5 ــ إن أصحاب قرار تنفيذ “الأمر الإيراني” لا يتعدى عددهم الـ 20 في المئة من اللبنانيين في حين يعارضه 80 في المئة ، بينهم 60 في المئة من الطائفة الشيعية الذين يرفضون كما شركائهم في الوطن الحرب غير المتكافئة بين “حزب الله” واسرائيل بل بين “ملهمته” ومموّلته وولية نعمته إيران و”العدو السابق للعرب” اسرائيل، علماً أن 80 في المئة من السنة، و95 في المئة من الدروز ومثلهم من المسيحيين ليسوا مع الحرب وليسوا مع إيران.
6 ــ حتى أمس القريب كانت إسرائيل عدو العرب بل الشيطان الأكبر، أما اليوم فلا عدو عربياً لها بعد تطبيع معظم الدول العربية وانكفاء سوريا،أما لبنان فاتخذ قراراً بتحييد نفسه منذ حرب 1967 إلى الآن وهو البلد الوحيد المتاخم لإسرائيل والذي لم تحتله في تلك الحرب على العكس من مصر وسوريا والأردن.فلماذا حشره في حرب لا علاقة له بها وهو في اتفاق هدنة منذ 1948؟
7 ــ لبنان لم يكن موافقاً على الحرب التي أعلنها الـ “خامنئي”، بل كان القرار متفرداً وتنفيذاً لقرار إيراني بهدف تدمير البلد وإفقاره وتجهيله وفقده ميزات العلم والإستشفاء والطبابة والثقافة، وعزة النفس والشموخ والعنفوان والكرامة.
8 ــ لقد استنفدت الحرب قدرات الدولة وخزينتها واستولت على مداخيلها وأفقرت جماركها نتيجة التهريب والإفلات من الرسوم ووضع اليد على معظم سلاحها كما على قراراتها السياسية وتسخير المراكز العسكرية والأمنية، وتجنيد صغار النفوس من حملة النجوم في سبيل التنعم برضى “الميليشيا” وربيبها الفرس.
9 ــ اليوم في اسبوع عيد مار مخايل نسأل رئيس الملائكة ماذا فعلت بنا في كنيستك. لا تغفر لمَن استغلا كنيستك.
10 ــ رجاء اعترفوا بالهزيمة. وبلا مكابرة وانتصارات وهمية. لقد طار نصف أرض الجنوب ونزح نصف أهله، وكل يوم تمعن ايران وأذرعها في إطلاق “صليات” صاروخية وصولاً إلى مطارات اسرائيل وكأنهم يقولون للعدو أن مطار بيروت ينتظركم.
صحوة ضمير رجاء سماحة الشيخ سواء كنت في لبنان أو ــ كما يُحكى ــ في إيران وهناك الطامة الكبرى إذ لا أسهل من الحرب بالنظارات والتخفي بعيداً، وشوية إحترام لــ 80 في المئة من اللبنانيين الذين ليسوا مع سلاحكم (سلاح إيران)، واتركوا الجيش يتصرف لأن كل اللبنانيين يرتاحون إلى ممارساته، أما إذا لم تكن معه فتلك مشكلتك، وليكن معلوماً أن كل شيء موقت… إلا الدولة.