مقدمة تلفزيون “أم تي في”
اللبنانيون ناموا على حرائق الضاحية واستيقظوا على حريق الحمرا. حرائق الضاحية سببها طبعا الغارات الاسرائيلية المكثفة والقوية، وهي غارات اعتاد عليها اللبنانيون بعد شهر ونصف الشهر من العدوان الاسرائيلي المستمر. اما الحريق الثاني فمفاجىء بكل معنى الكلمة، نتج من مولد للكهرباء وخزانات مازوت تابعة له، ما حول مرأبا للسيارات ساحة كبيرة للحرائق. ومع الحريقين ينتظر لبنان موعدين ديبلوماسيين. الاول يتمثل بالقمة العربية- الاسلامية التي تنعقد في الرياض الاثنين، والثاني زيارة آموس هوكستين غير المحددة الاهداف والغايات، وغير الواضحة النتائج طبعا. اهمية القمة المنعقدة في المملكة العربية السعودية في امرين. الامر الاول: المساعدات الانسانية وانواع الدعم المادي التي يمكن ان تقدم للبنان، اما الامر الثاني فيتمثل بالاتصالات التي يمكن ان تحصل بين المسؤولين اللبنانيين والعرب من جهة وبين ايران من جهة ثانية. فهل تنجح الاتصالات المذكورة في لجم الاندفاعة الايرانية ، وفي التخفيف من اصرار ايران على القتال حتى آخر لبناني في لبنان وآخر فلسطيني في غزة؟ بالنسبة الى زيارة هوكستين، المعلومات الواردة من عواصم القرار تفيد ان لا رهانات كبيرة عليها، وانها قد تكون شكلية لا اكثر ولا اقل. فاذا كانت ادارة بايدن عجزت عن احداث اي خرق ديبلوماسي قبل الانتخابات الرئاسية، فكيف اليوم بعدما اصبحت مجرد ادارة انتقالية؟ ويعزز الامر ان مساعي التهدئة في غزة تسقط. فقطر اعلنت انسحابها من دور الوسيط الرئيسي للتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في القطاع ، كما ابلغت حماس ان مكتبها في الدوحة لم يعد يخدم الغرض منه. فهل اتخذت قطر القرار الصعب بطرد حماس من الدوحة، بناء على ضغط اميركي – اسرائيلي مشترك، ام ان كل ما يقال لا اساس له من الصحة ومجرد تكتيك للضغط كما قال مسؤول رفيع في حركة حماس لل ” سي ان ان”؟
***************
مقدمة تلفزيون otv
من الآن وحتى ثبوت العكس، كل المؤشرات تدل الى تصعيد كبير مقبل، كما في المنطقة كذلك في لبنان ومنها:
اولا، افادة مسؤول مطلع رويترز اليوم بأن قطر ستنسحب من جهود الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة حتى تبدي حماس وإسرائيل استعدادًا صادقًا للعودة إلى طاولة المفاوضات. ولفت المسؤول إلى أن الدولة الخليجية خلصت أيضًا إلى أن المكتب السياسي لحماس في الدوحة لم يعد يؤدي الغرض منه.
ثانيا، الاتهام القضائي الاميركي لايراني بمحاولة اغتيال الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وهو ما وصفه وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي اليوم بالسيناريو الجديد المختلق، مسارعا الى التذكير بأن إيران لا تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية، وملوحا بأن عواقب اتساع رقعة الحرب في المنطقة لن تقتصر على الشرق الأوسط.
ثالثا، التهديدات الاسرائيلية المتصاعدة بعد انتخاب ترامب، فبعد وزير الدفاع الجديد امس، قال رئيس الاركان اليوم: إننا نمضي قدمًا بقوة شديدة للغاية، و️انطلاقًا من القوة التي يقاتل بها جيش الدفاع الإسرائيلي على سبع جبهات، في سبع ساحات، بطريقة قوية للغاية، فإن دولة إسرائيل تقول للشرق الأوسط بأكمله: هناك قوة هائلة تكمن هنا، وهناك قدرة هائلة هنا، و️نحن لا نتوقف ولا نبطئ وتيرة عملياتنا… وسننتصر كما قال.
************
مقدمة تلفزيون nbn
في العالم ترقبٌ لصورة الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب.
وفي لبنان أيضاً رصدٌ لسياسات الرئيس “السابق – العتيد” ولا سيما في ما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي.
في الإنتظار لا شيء حالياً على المسار السياسي والدبلوماسي والكلمة هي للميدان.
في الميدان المقاوِم، ضرباتٌ جديدة في عمق الكيان المحتل طالت خصوصاً مدينة صفد وقاعدةً للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا.
وفي رصيد المقاومة اليوم أيضاً، إسقاط وحدة الدفاع الجوي مسيّرة هرمز 450 بصاروخ أرض – جو، سارع الطيران الحربي الإسرائيلي للإغارة عليها في مكان سقوطها ببلدة دير سريان.
وعلى الجبهة العدوانية الإسرائيلية، مضى جيش الإحتلال في نهج القتل والتدمير والإمعان في سياسة الأرض المحروقة عند الحدود الجنوبية.
وقد نامت مدينة صور على مجزرة مروّعة ارتفعت حصيلتها اليوم إلى ثمانية عشر شهيداً. واستيقظت مدينة النبطية على استهداف جديد طالت غاراته مباني أثرية.
أما الضاحية الجنوبية، فاستفاقت من ليلها الساخن على مشاهد دمار حوّل بعض الشوارع إلى بقعة تبدو وكأن زلزالاً عنيفاً قد فتك بها.
وعلى المسار الدبلوماسي الأميركي اتصالات أجراها أنتوني بلينكن مع نظراء له عرب وغربيين وتمحورت حول ضرورة إيجاد حل سياسي في لبنان وغزة.
على أنه مهما كثرت الزيارات وتكثفت الإتصالات يبقى نجاح أي مبادرة معلقاً على نزول بنيامين نتنياهو عن شجرة مواقفه المتعنتة المتمسكة بمواصلة العدوان.
وفي الحراك الداخلي، زيارة إلى دار الفتوى قام بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي عقد اجتماعاً ثنائياً مع مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان قبل أن يشارك في اجتماع المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى.
ميقاتي الذي يستعد للسفر إلى السعودية للمشاركة في أعمال القمة العربية – الإسلامية التي تستضيفها الرياض يوم الإثنين، شدد قبل مغادرته دار الفتوى على الوحدة والكلمة الجامعة واستيعاب الجميع.
وبينما كان رئيس الحكومة في دار الفتوى، اندلع حريق ضخم في منطقة الحمرا، نتيجة اشتعال النيران في مولد للكهرباء وخزانات مازوت عائدة له.
ولحسن الحظ، لم تسقط ضحايا في الحادثة التي أسفرت عن أضرار مادية جسيمة إذ احترقت أبنية عديدة ونحو خمسٍ وعشرين سيارة كانت مركونة في مرأبٍ مجاور.
************
مقدمة تلفزيون “الجديد”
هَرَبوا من نار الحرب ..زارَتهُمُ النارُ الى ديار النزوح .. فكانت ” جهنم في الحمرا” . ساعاتٌ تمدَّدَت فيها أَلسنةُ الّلهبِ الى منازلَ وعِماراتٍ فتدَلَّى الأَطفالُ من الشُّرُفات ورَمى آخرونَ بأجسادِهم من الطوابقِ العليا. احتكاكٌ كهرَبائيٌّ .. نَتَجَ عن الاحتكاكِ السُّكَّاني ودَفْقِ النزوح الى منطقة الحمرا التي انفجرت فَحَاصرت مواطنينَ وأَحرقَت سيارات. والنارُ المُزَنّرةُ اسرائيلياً لا تتوقفُ عن الْتِهَامِ القرى بسكانِها من صور الى البقاع، وليس آخِرُ المجازِرِ ما وقع في بلدة الكنَيسة وحدث بعلبك بقاعاً وعين بعال وحناويه ودير قانون راس العين جنوباً . ويتِمُّ تغليفُ هذه النيرانِ في مِلفاتٍ الى كلٍّ من الرياض حيث القِمةُ العربيةُ- الاسلامية .. وتل ابيب معَ زيارةٍ مرتقَبة لآموس هوكستين في آخرِ تجارِبِه المَكُّوكية. وتكتسبُ قِمةُ الرياض اهميةً استثنائية شكلاً ومضموناً بوصفِ السعودية هي الجهةَ الداعيةَ والتي تَسعى الى الخروج بمواقفَ تلتزمُ بها دولٌ اسلاميةٌ وعربية لناحية الضغط باتجاه حلِّ الدولتينِ في فلسطين. وهي الرسالةُ التي تريدُ المملكةُ توجيهَها الى الادارة الاميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، حيث أنَّ حلَّ الدولتين
ظل شعاراً على الاوراق الاميركية من دون الالتزام بوضع آليةٍ لتطبيقه واذ يسبِقُ القمةَ اجتماعٌ على مستوى وزراءِ الخارجية غداً فإنَّ الرياض دَوَّنت موقفَها بكلامٍ جريءٍ لوزير خارجيتِها فيصل بن فرحان الذي قال : ليس فقط التطبيعُ معَ المملكةِ على المِحَكّ ولكنَّ الوضعَ معَ المنطقةِ كلِّها من ناحية التطبيعِ في خَطر، ما لم يتِمَّ إيجادُ حلٍّ لإقامة دولةٍ فلسطينية . وفي موازاة حلِّ الدولتين يتقدَّمُ في المنطقة مشروعُ ” الحلِّ عن الدولتين ” لبنانَ والعراق ..وتركِهما لصوغِ حلولِهما من خارجِ قبضةِ ايران . وهذا ما بَدَأَهُ العراق معَ اعلانِ وزيرِ خارجيتِه فؤاد حسين حصولَ بلادِه على تعهداتٍ إيرانية بعدم استخدامِ الأراضي العراقيةِ للهجوم على إسرائيل، والسيادةُ العراقية استمدَّت شرعيتَها من اعلى المرجِعياتِ الدينية الممتدة من النجف الى سائر العالم الاسلامي .
هو وليُّ فَقِيهِ الحِكمةِ ومرجِعِيَّةُ ملايينِ الشيعة في العالم آيةُ الله السيد علي الحسيني السيستاني ..أبرزُ تلامذةِ الإمام الخوئي نُبوغاً وعِلماً وأَهليّة ، وفي اولِ ظهورٍ له منذ اعوامٍ أَفْتَى السيستاني بحصرِ السلاح بيدِ الدولة ورفض التدخلاتِ الخارجية. والسيستاني الذي وَضَعه العدوُّ الاسرائيلي على قائمة المستهدَفين للاغتيال، لا يزال يَسكُنُ كُوخاً في النجف القديمة، بأُجرةٍ يدفعُها شخصياً ويَزْهَدُ في المظاهرِ الدُّنيوية ويمتنعُ عن استقبال رموزِ الفساد، لكنه لم يكنْ زاهداً في سيادة البلاد التي نشأ فيها، ودعا الى العمل لبناء مستقبلٍ أفضلَ ينعُمُ فيه الجميعُ بالأمنِ والاستقرارِ والازدهار، مطالباً بمنع التدخلاتِ الخارجية بمختلف وجوهِها، وتحكيمِ سلطة القانون، وحصرِ السلاح بيد الدولة، ومكافحةِ الفساد على جميع المستويات. ومن شأن فتاوى المرجِعِ السيساني ان تَسريَ على كلٍّ من ايران واميركا على حدٍّ سَواء واللتين تَستبيحانِ السيادةَ العراقية . وفي تطورٍ لم تَظهر فَتَاوِيه بَعد .. عاد الحديثُ عن استقالة دولةِ قطر من دور الوَساطة بين حماس واسرائيل لكنَّ الابعدَ من الاستقالة هو توجُّهُ قطر الى انهاء الوجودِ الحمساوي في الدوحة .
وحتى الآن لم يَصدرْ عن الدولةِ القطرية ايُّ موقفٍ بهذا الشأن، فيما قال مسؤولون من حماس إنهم لم يتبلَّغوا بأيِّ قراراتٍ حِيالَ اغلاقِ مكتب الدوحة. وبينَ صمتٍ ونفيٍ وتأكيداتٍ من رويترز ووَكالةِ الصِحافة الفرنسية .. فُسِّرتِ الخُطوةُ على انها ضغطٌ على ورقةِ التفاوضِ المتجمدة.
**********
مقدمة تلفزيون “ال بي سي”
مع بدء الشهر الرابع عشر على الحرب، ومن ضمنها الحرب الموسعة التي بدأت منتصف أيلول الفائت، لم يتغير شيء، فالقصف على حاله يعنف أو ينحسر ويتنقل بين الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع. فالليلة الفائتة كانت ليلة الغارات على الضاحية، ومساء أمس كان مساء الغارات على صور، والبقاع أصبح التصعيد فيه شبه يومي، مع تصاعد المخاوف من الخطر على آثار بعلبك، وإستمرار المخاوف على أهلها. والخطير في كل ذلك أن لا رادع ولا ضوابط لا إقليميًا ولا دوليًا ، وكأن اسرائيل تستفيد من المرحلة الانتقالية أميركيًا ، في غياب خطوط التواصل وإنقطاعها، وآخرها توقف مسار قطر.
ففي تطور ديبلوماسي بارز من شأنه أن يخلط أوراق التفاوض بين إسرائيل وحماس عبر الدوحة: قطر أوقفت عمل مكتب حماس السياسي في الدوحة لأنه “لم يعد يؤدي الغرض منه” كما أوردت وكالة رويترز. وكانت قناة “كان ” الإسرائيلية قالت إن قطر نقلت رسالة إلى قيادات حركة حماس المقيمة في الدوحة، مفادها أنه غير مرحب بهم. مسؤول كبير في إدارة الرئيس بايدن كشف أن واشنطن أبلغت إلى دولة قطر أن وجود قادة حركة حماس في الدوحة لم يعد مقبولاً، بعدما رفضت الحركة في الأسابيع الماضية أحدث مقترح للتوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى في غزة، مضيفاً أن قطر “قدمت هذا الطلب لقادة حركة حماس قبل نحو عشرة أيام”.
حماس نفت وأعلنت أن الحديث عن مطالب قطرية للحركة بمغادرة الدوحة أو كون أعضاء الحركة غير مرغوب فيهم، لا أساس له من الصحة. وكان بيان لمجلس الشيوخ الأميركي قال إن ” حماس استغلت وجودها في قطر للتنسيق مع مسؤولين إيرانيين وعدم إنجاز مفاوضات مثمرة”.
ما جرى يشكل الانتكاسة الأكبر على مسار اسرائيل – حماس. وبعد انهيار قناة الدوحة لم يعد هناك سوى قناة القاهرة ، فهل تتلقف مصر وحدها هذا الملف؟ وما هي انعكاسات انهيار هذا الملف على ملف اسرائيل – حزب الله الذي مازال مترابطاً ، حتى إشعار آخر ؟
البداية من مدينة بعلبك … الحرب وصلت إلى مدينة الشمس وإلى الفندق المطل على الهياكل من غرفة السيدة فيروز.
==============