جوزف القصيفي
بدا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي متفائلا بحذر بإمكان التوصل إلى صيغة حل للحرب الدائرة خلال عشرة أيام. واعرب أمام وفد من النقابات المهن الحرة زاره في السراي الحكومي عن أمله في أن تحمل الأيام المقبلة أخبارا سارة على هذا الصعيد. وقال إن تقدما حصل في صيغة الحل التي يجري التداول فيها، وإذا قيض لهذا التقدم أن يتكرس، فإن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين سيعود إلى بيروت لاستئناف مهمته.وقال أن لا مشكلة بالنسبة لموضوع وقف إطلاق النار، وهناك بند لم يوافق، في حين أن هناك بعدين لا يحظيان بموافقة الرئيس بري. ويؤكد رئيس الحكومة أن ما لا يوافق عليه هو الاجازة بانتهاك السيادة اللبنانية لجهة الحق في المداهمة والتفتيش والتحقق من قبل أي قوة غير لبنانية، لأنه لا يساوم في اي أمر يتعلق بالسيادة الوطنية. وقال انه يتشاطر الرأي مع الرئيس بري في هذا الموضوع. في حين أن الأمر الثاني الذي يتحفظ عليه الاخير،هو موضوع تشكيل لجنة المراقبة.وإذ رأى ميقاتي أن إسرائيل تحظى بدعم دولي تتحصن به للتشدد في حربها، لاحظ من خلال إتصالاته بالدول التي جال عليها أخيرا أن هناك حرصا لدى هذه الدول بعدم إسقاط لبنان وسقوطه. وأمل ميقاتي أن يشكل انتخاب الرئيس دونالد ترامب فرصة لانهاء الحرب على لبنان، وأن هناك سعيا لأن يتم ذلك قبل 20 كانون الثاني 2025، موعد تسلم ترامب مقاليد الرئاسة دستوريا. وردا على سؤال اشاد ميقاتي بالدور الذي يؤديه مسعد بولس في خدمة وطنه، وأوضح انه على تواصل دائم معه وهو ملم بتفاصيل الملف اللبناني والمنطقة، ويتحدث العربية جيدا، ومتفهم للوضع. فقيل له : كان مرشحا للانتخابات في الكوره وهو طبعا على احاطة بالموضوع. ثم قال احد الحضور: لما لا يأتي إلى لبنان وتسند اليه نيابة رئاسة المجلس النيابي. فيما إقترح آخر عليه أن يعينه نائبا لرئيس الحكومة كونه ارثوذكسيا، فاجاب ميقاتي: انه يفيد لبنان اكثر حيث هو، ويشكل مدخلا إلى الإدارة الاميركية يمكنه من خدمة وطنه بشكل أفضل. واستطرد أن التحدي الأكبر هو في إعادة الأعمار وعودة الذين نزلوا إلى بلداتهم وقراهم ، والا يطول مكوثهم خارجها بعد انتهاء الحرب. رئيس الحكومة يرى أن التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون في منصبه على رأس قيادة الجيش سيتم في جلسة عامة للمجلس النيابي في أواخر هذا الشهر؟ معربا عن اعتقاده أن الرئيس بري يؤيد هذا التوجه في حين أن ” حزب الله في اعتقاده لن يمانع.وذكر بموقفه السابق بعدم جواز تغيير الضابط خلال المعركة. في مستهل لقائه بعدد من نقباء المهن الحرة وممثليهم شدد رئيس الحكومة على وجوب تغليب الخطاب الهاديء، والابتعاد عن كل ما يقود إلى الاستفزاز، ومداراة مشاعر بعضنا البعض، وحسن تخير الكلمات في التصريحات وفي التخاطب:” في كلمة بتحنن وفي كلمة بتجنن”.واعرب عن المه واسفه لما نشهده في احيان كثيرة من تراشق اعلامي لا يخدم التهدئة والاستقرار. وايد مطالعة هيئة القضايا والاستشارات في وزارة العدل التي رأت في الظروف الحالية سببا منطقيا يحمل النقابات على ارجاء انتخاباتها لهذا السبب، لأن العديد من منتسبيها يواجهون مصاعب جراء هذه الحرب تجعل حضورهم للمشاركة في الانتخابات متعذرا، إضافة إلى التشنجات السياسية القائمة ، واحتمال حصول اعتداءات إسرائيلية تواكب الاستحقاقات، ومن هنا جاء ترحيب مجلس الوزراء الاخير بمضمون الرأي الصادر عن هيئة القضايا في وزارة العدل بخصوص النقابات. كان رئيس الحكومة في لقائه مع وفد من نقابات المهن الحرة دافئا ولم يخل التفاؤل بأن لبنان سيكون مقبلا على مرحلة جديدة واعدة.