راهبات القديسة تريزيا الطفل يسوع ودعنّ الأخت أندره أبي ناصيف
الآباتي خليل علوان: الأخوات اللواتي عايشن الأخت اندره عرفن فيها الراهبة المؤمنة التي تميزت بمحبتها ورهافة شعورها ورقة احساسها
ودّعت راهبات القديسة تريزيا الطفل يسوع الأخت أندره سعيد غسطين أبي ناصيف ( 92 عامًا) في مأتم مهيب أقيم في كنيسة مار مارون في دار الرعاية الماروني في فرن الشباك. ترأس الصلاة لراحة نفسها الأباتي خليل علوان المرشد الروحي العام لجمعية القديسة تريز الطفل يسوع يحيط به لفيف من الكهنة وراهبات الجمعية تقدمتهم الأم إتيان جرجس وبمشاركة عائلة الفقيدة والأصدقاء. وبعد الإنجيل المقدس ألقى الآباتي علوان عظة تحدّث فيها عن الفقيدة التي كانت من الرعيل الأول لمؤسسي الجمعية في لبنان، وقال:
فَلْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِداً: كَما أَنَّكَ فِيَّ، يا أَبَتِ، وأَنا فيك
في بداية السنة الطقسية، وبعدما ذكرنا جميع القديسين وجميع موتانا
اسبوع تقديس البيعة: صلاة يسوع الاخيرة الى الاب :
- ليحفظ الذين اختارهم ويقدسهم
- وصلى لان يكون جميع تلاميذه واحدا
• وحدة المسيحيين هي شهادة لوحدة الاب مع الابن
• شهادة لصحة ديانتنا المسيحية، (رب واحد والله واحد وتعليم واحد…)
• وشهادة للملكوت واستباق له. (في السماء كلنا نكون مع الرب وليس هناك من خلاف او تمييز) - كتار من الناس يظنون ان الوحدة التي تكلم عنها المسيح «ليكونوا باجمعهم واحدا» هي عمل الكهنة والاساقفة ورؤساء الكنائس.
- ليكونوا باجمعهم واحدا: ان الوحدة تبدأ في كل جماعة او تجمع مسيحي، في البيت – وفي الرعية، وفي الدير، وفي الجماعة الديرية، وفي الكنيسة.
- ليكونوا باجمعهم واحدا : هي صورة عن وحدة الاب والابن : انا والاب واحد،
- ليكونوا باجمعهم واحدا : تعني ان عدم وحدتنا وعداوتنا لبعضنا تدمي قلب الرب: الحروب والانقسامات، والخلافات، بين الاوطان وبين الكنائس، وفي الوطن الواحد وفي الكنيسة الواحدة وبالرهبنة الواحدة – كل هذا يدمي قلب الرب ولذلك صلى صلاته الاخيرة من اجلنا.
- ليكونوا باجمعهم واحدا : هي اخيرًا الشركة في الكنيسة: الكنيسة شركة تقدس ابناءها.
الشراكة في الكنيسة تقدس ابناءها المجاهدين على الارض، وتصلي للكنيسة المتألمة ، وتطلب شفاعة الكنيسة المنتصرة.
*
نودع اليوم الشيخة الجليلة وأختنا الحبيبة اندره أبي ناصيف، التي رحلت من بيننا عن عمر 92 سنة بصمت وهدؤ كالملائكة والقديسين. وقد عرفت كيف تعمل بتواضعها على ان يكنّ الاخوات باجمعهن واحدا ، وسوف يكافئها الرب وينقلها من الكنيسة المجاهدة الى الكنيسة المنتصرة في السماء.
ولدت جنفياف (الأخت اندره) في الحدث – بعبدا من والدين تقيين سعيد أبي ناصيف وأليس شرفان. اللذين عاشا بخوف الرب وربيا 11 ولدًا على التقوى والإيمان.
دخلت جنفياف طالبة في جمعية راهبات القديسة تريزيا الطفل يسوع بعمر 15 سنة . ولبست ثوب الإبتداء على يد الأب المؤسس المونسنيور انطون عقل، فكانت من الرعيل الاول اللواتي ساهمن في ازدهار الرهبنة بعملهن الدائم بالمثابرة والتضحية والسخاء في الخدمة والمثل الصالح.
ابرزت نذورها البسيطة المؤقتة والدائمة، وتفرغت للعمل الرسولي في حقل الرب حيث دعا الواجب، منذ العام 1950 حتى اليوم الاخير من حياتها دون كلل او ملل، بل بروح الغيرة على مصالح الرهبنة.
فكانت المربية في مدرسة القديسة تريزيا في اميون على مرحلتين ، ثم في دار الرعاية الماروني في فرن الشباك ، ورئست مدرسة الثبات – سهيلة.
وتولت ادارة الطالبات الداخليات في مدرسة القديسة تريزيا -اميون وادارة المغسل هناك.
ثم شغلت وظيفة القيّمة في دار العناية الماروني، ثم في مدرسة فرن الشباك على مرحلتين، وفي مستشفى السان جورج – عجلتون.
كما عملت بجهد وتفانٍ في مطبخ مستشفى السان الويس – جونية وتعينت اخيرا عضوا في جماعة دير مستشفى القديسة تريزيا – الحدث، حيث كانت تعمل بفرح الى آخر يوم من حياتها.
الاخوات اللواتي عايشن الاخت اندره عرفن فيها الراهبة المؤمنة التي تميزت بمحبتها ورهافة شعورها ورقة احساسها. وعرفن فيها ايضا طيبة القلب وحفاظها على نذورها الرهبانية وطاعتها لصوت الرب من خلال السلطة الرهبانية بتفانٍ بيعدًا عن التزمر والانتقاد. فكانت خلال رسالتها أمينة لدعوتها وحريصة على ممتلكات الأديار التي أؤتمنت عليها بصفتها القيّمة. وكانت العين الساهرة في المدارس على الطالبات سهر الام على اولادها.
من عايشها عرف فيها الأخت المسالمة سواء مع الراهبات او الموظفين او الطالبات.
عبرت الأخت اندره الى الاخدار السماويّة بسلام وطوية لتنضمّ صحبة القديسين والأبرار الى الكنيسة المنتصرة ، حيث أعد الله لها ولقديسيه النصيب الأفضل بحسب وعده.
بشفاعة العذراء مريم والقديسة تريزيا الطفل يسوع، نصلي ليمنحها الراحة الدائمة في ملكوته السماوي، ويعوض على الجمعية بدعوات قدّيسة، ويسكب العزاء في قلوبنا جميعًا.
وفي ختام الصلاة ألقت الرئيسة العامة للجمعية الأم إتيان جرجس كلمة تحدّثت فيها على مزايا الفقيدة الروحية والإنسانية.