كومندوس يخطفون قبطانا بحريا …الحزب ينفي علاقته به واليونيفل ترد
لقاء درزي جامع وايران تستعد لمهاجمة اسرائيل خلال ايام ومارتين كتيلي غير مرحب بها عند قائد الجيش
تطور امني نوعي وخطير طرأ على المشهد العسكري الحربي بين اسرائيل وحزب الله هو الأوّل من نوعه منذ بدء الحرب الموّسعة على لبنان. انزال بحري اسرائيلي في منطقةٍ بعيدة ومُحيّدة نسبيًّا عن مسلسل الاستهدافات حصل في الثالثة فجر يوم الجمعة،على شاطئ منطقة البترون السياحية تمّ في خلاله اختطاف مواطن لبنانيّ هو عماد امهز تضاربت المعلومات حول كونه قبطاناً بحريّاً مدنيّاً أو يخضع لدورة قبطان في معهد البحار، وهو مؤسسة خاصة لا تتبع أي جهاز أمني. كان يُقيم في “شاليه” قريب من المعهد مع زملائه فجرى اقتياده إلى الشاطئ، وغادرت الفرقة بواسطة زوارق سريعة إلى عرض البحر.
حدث لا يجوز حصره في المكان والزمان، خصوصا ان اسرائيل حاولت في حرب تموز 2006، تنفيذ عمليات إنزال بحريّة وجويّة، وتبدو عازمة على استكمالها. اما الهدف، فبحسب ما نقل أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي، هو استجواب امهز ومعرفة المزيد عن العمليات البحرية لحزب الله، علما ان المعلومات الاولية كانت اشارت الى ان المخطوف هو عنصر في الحزب وهو ما نفاه الاخير كما نفت الاجهزة الامنية ان يكون ضابطا بحريا في اي من المؤسسات التابعة للدولة، وقد بُوشرت التحقيقات لمعرفة ملابسات الاختطاف وأسبابه.
معلومات مضللة: ووقت أشار وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية إلى أنَّ “البحر مراقب ونحن بانتظار نتيجة التحقيقات وبالطبع وزارة الخارجية ووزارة الدفاع والحكومة اللبنانية ستقوم بالتواصل مع اليونيفيل ومعرفة ما إذا تمت العملية بالتنسيق معهم”، أكّدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) أن “لا علاقة لنا بتسهيل أي عملية اختطاف أو أي انتهاك لسيادة لبنان”، مشيرة الى ان “نشر المعلومات المضللة أمر غير مسؤول ويُعرّض قوات حفظ السلام للخطر”.
إنزال وخطف: في التفاصيل، تحقق الأجهزة الامنية في حدث وقع في منطقة البترون فجر ، حيث افاد أهالي المنطقة ان قوة عسكرية لم تُعرَف هويتها نفّذت عملية إبرار (إنزال بحري) على شاطئ البترون، وانتقلت بكامل أسلحتها وعتادها إلى شاليه قريب من الشاطئ، حيث اختطفت لبنانياً يدعى عماد فاضل أمهز كان موجوداً هناك، واقتادته إلى الشاطئ، وغادرت بواسطة زوارق سريعة إلى عرض البحر. وفي حين افيد ان أمهز هو مسؤول في “حزب الله”، نفت مصادر “الحزب” الخبر مشيرة الى ان “ليس لدينا معلومات عن مسؤول بالحزب يدعى عماد فاضل أمهز”.وأوضح مصدر عسكري لبناني ان “المخطوف في الإنزال على البترون لا ينتمي الى البحريّة اللبنانيّة ولا الى جهاز أمني”، مؤكدا ان “التحقيقات جارية لتحديد انتماء الخاطفين في البترون وأسباب الخطف ونشاط المخطوف”. وأشارت معلومات الى انه كان يخضع لدورة قبطان في مدرسة العلوم البحرية في البترون التابعة لوزارة الاشغال والنقل ونفت المعلومات عن انه ضابط في الكلية البحرية. ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي قوله “ان اختطاف أمهز بهدف استجوابه ومعرفة المزيد عن العمليات البحرية لحزب الله”.
نهاية العملية البرية: وتوازياً، وفي الميدان البري، كشفت هيئة البث الإسرائيلية أنّ الجيش يقترب من نهاية المرحلة الأولى من العمليّة البرية بجنوب لبنان بعد شهر من بدئها، مشيرةً إلى أنّ العملّية حقّقت إنجازات مهمّة من بينها كشف بنى تحتية لـ”حزب الله”.وتم تسريح آلاف من أفراد الجيش والاحتياط نهاية الأسبوع، بحسب الهيئة. ولاحقا، افيد ان القوات الاسرائيلية تسحب الياتها ودباباتها التي دخلت الى الحي الشرقي في مدينة الخيام .وشوهدت احدى الجرافات العسكرية وهي تقطر دبابة ميركافا مدمرة بإتجاه منطقة سردة والعمرا.
غارات: اما وتيرة التصعيد الميداني فعلى حالها، مسجلة أعنف الغارات على الجنوب والبقاع، فيما لا يفارق الطيران المسير أجواء العاصمة بيروت والعديد من المناطق اللبنانية، وقد خرق الطيران الحربي الإسرائيلي جدار الصوت تكرارا. جنوباً، أغار الطيران الاسرائيلي على الجبين والشهابية وحاريص وعيتا الجبل والخيام ومحيط الناقورة ومحيط ياطر وصديقين ورشكنانية وكفرا وزوطر الشرقية، وعلى أطراف بلدة قانا، والنميرية، ورومين، وكفررمان، وشبعا، ومعروب، ومحيط مجرى نهر الليطاني. تزامن مع ذلك تعرض مثلث طير حرفا الجبين لقصف مدفعي إسرائيلي. وفجرا، شن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على عنقون في قضاء صيدا. كما أطلقت القوات الاسرائيلية نيران رشاشاتها الثقيلة باتجاه الاحراج المتاخمة لبلدة الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب. فيما لحق ضرر كبير بمسجد شبعا على طريق عين الجوز، جراء القصف الإسرائيلي الذي تعرضت له البلدة. واستمرت الاعتداءات الاسرائيلية على قرى قضاءي صور وبنت جبيل، حتى صباح اليوم، حيث اغار الطيران المعادي على مدينة صور، مستهدفا عددا من المباني والشقق قرب مجمع الامام الحسين، ما ادى الى تدميرها تدميرا كاملا واصابة عدد من المواطنين بجروح. كما اغار الطيران المعادي على بلدة تبنين مستهدفا منزلا قرب مستشفى تبنين الحكومي، ما ادى الى ارتقاء شهيدين وعدد من الجرحى واضرار جسيمة بالمستشفى والابنية المجاورة للمكان المستهدف.
وفي البقاع ، شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على مرتفعات مشغرة. كما نفذ فجرا، غارة على معبر القاع جوسيه.
وكشف وزير النقل علي حمية ان الضربة الجديدة على المعبر الحدودي بين لبنان وسوريا أغلقته مجددا بعد إعادة فتحه جزئيا.
استهدافات الحزب: من جهته، أعلن حزب الله في سلسلة بيانات، استهداف قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ضواحي تل أبيب برشقة صاروخية، ومستعمرات دلتون، وبيريا، وشاعل، ويسود هامعلاه، وبار يوحاي، والكريوت شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية. كما أعلن “الحزب” ان عناصره شنّت هجومًا جويًا بسرب من المسيّرات الانقضاضية على قاعدة بلماخيم الجوية جنوب تل أبيب. واستهدف “حزب الله” أيضاً قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية نوعية لمرتين متتاليتين. كما استهدف تجمعا لقوات العدو شرقي مارون الراس وفي مستوطنت المالكية وبار يوحاي بصلية صاروخية. وكذلك، قصف مجاهدو المقاومة الاسلامية مدينة صفد المحتلة بصلية صاروخية.
إنذار جديد: في الغضون، توجه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إلى سكان جنوب لبنان عبر منصة “اكس”، وكتب: “نذكركم ان الحرب ما زالت مستمرة ونحن نواصل دك عناصر ومصالح حزب الله ولذلك نناشدكم بالامتناع عن السفر جنوبًا والعودة إلى منازلكم أو إلى حقول الزيتون الخاصة بكم. من أجل سلامتكم نرجو منكم الالتزام بهذه التعليمات”.
“اليونيفيل” باقية: في المقابل، أكد مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، جان بيار لاكروا، في مقابلة مع “الخدمة الإعلامية” التابعة للمنظمة الدولية، أن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل”، لن تنسحب من مواقعها، معتبرا أن ذلك سيؤدي إلى “احتلال هذه المواقع من أحد الأطراف”، في إشارة إلى الجيش الإسرائيلي وحزب الله. وأوضح أن كثافة العمليات القتالية بين الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله، المصنفة إرهابية في أميركا، جعلت مهام قوات اليونيفيل “أكثر صعوبة” في الأسابيع الأخيرة، لافتا إلى أن السلطات الإسرائيلية طلبت من القوات الدولية التراجع 5 كيلومترات عن الخط الأزرق، “بهدف حمايتهم”، مضيفا: “لكننا اتخذنا قرارا عقلانيا بأن بقاءهم (القوات) حيوي”. وأردف: “نعتقد أنه إذا تم التخلي عن هذه المواقع على طول الخط الأزرق، فإنها قد تتعرض للاحتلال من جانب طرف أو آخر. وسيكون ذلك سيئا لعدة أسباب، من بينها النظرة إلى حياد الأمم المتحدة وعدم انحيازها”. وقال لاكروا إن منشآت تابعة لقوات “اليونيفيل” تعرضت لأضرار جراء الحرب، لافتا إلى أن 8 جنود دوليين أصيبوا بجروح منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية في لبنان، لافتا إلى أنهم “جميعا بخير لحسن الحظ، بيد أن ذلك يظهر نوعية الأخطار التي يتعرضون لها”.
نزوح ودمار: الى ذلك، قال مكتب المنظمة الدولية للهجرة في لبنان، إن أكثر من 842 ألف شخص نزحوا في لبنان بسبب الحرب الدائرة منذ تشرين الأول من العام الماضي.
من جهتها، أشارت الـ”سي إن إن” الى ان 20% من مستشفيات لبنان تضررت خلال شهر من الهجمات الإسرائيلية. وأفادت مجلة “ناشيونال إنترست” نقلاً عن تقرير لجامعة براون، بأن “حربا غزة ولبنان تستهلكان عشرات المليارات من أموال الضرائب الأميركية”.
لقاء درزي: في المقلب السياسي غابت اي حركة او نشاط في نهاية الاسبوع في حين عقد لقاء درزي جامع في خلوات القطالب في بعذران الشوف، بمشاركة قيادات الطائفة الروحية والسياسية: شيخ العقل د. سامي ابي المنى والشيخ نصر الدين الغريب، الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ،رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان ومرجعيات روحية وقضاة المذهب الدرزي والمشايخ، ووزراء نواب الطائفة السابقين والحاليين، وأعضاء من المجلس المذهبي، للتشاور بخصوص التطورات والمستجدات الحالية واتخاذ المواقف المناسبة حيالها.
غير مرحب بها: اما في المواقف، وعلى خط العلاقة بين قائد الجيش العماد جوزف عون والتيار الوطني الحر، فأوضح عضو تكتل “لبنان القوي” النائب أسعد درغام موضوع اللغط الذي أثير في عدد من وسائل الاعلام حول طلب وفد التيار الوطني الحر موعدا من قائد الجيش العماد جوزف عون لتسليمه ورقة التيار الوطني الحر بما يتعلق بالواقع الأمني، وأشار في تصريح للـ”OTV” الى “أننا طلبنا الموعد وقائد الجيش كان متجاوبا وأعطى موعدا سريعا، لكن تم الاعتراض على وجود نائبة الرئيس مارتين نجم كتيلي، وتم إبلاغنا أنه غير مرحب بوجودها. وعقب التشاور داخل إجتماع الهيئة السياسية تقرر إلغاء الزيارة، وطلب موعدا آخر الأسبوع المقبل يقتصر على وجودي، وذلك بعلم وموافقة الوزير باسيل”. وشدد درغام على أن “تسريب الخبر يهدف الى تخريب العلاقة مع قائد الجيش، ونحن لم نعمد لاظهار الخلاف بما يخص نائبة الرئيس بل نحرص على التواصل وإستمرار الانفتاح على الجميع وتحديدا قيادة الجيش، لأننا نخاف من الفلتان الأمني والفتنة الداخلية ، والجيش معني أساسي بهذا الموضوع ، خصوصا في ظل الحرب الهمجية التي تشنها إسرائيل، فهي تسعى للفتنة الداخلية، وما يهمنا في ظل هذا الوضع حرص الجيش اللبناني على السلم الأهلي”، لافتا الى أن “الاثنين سيتم تأكيد طلب الموعد”. وعن موقف التيار من التمديد لقائد الجيش ورئاسة الجمهورية، أكد درغام أن “التمديد غير مطروح ولا الرئاسة مطروحة، بل المهم اليوم التواصل لمنع الفتنة وتحصين الساحة الداخلية”. مؤكدا “عدم إمكانية السير بالتمديد لأي موقع، وهو موقف مبدئي داخل التيار الوطني الحر”، لافتا الى “وجود 113 نائبا يمكنهم انتخاب رئيس للجمهوية بدون التيار الوطني الحر، فنحن نمارس حقنا الدستوري ولكن نلتزم بنتائج التصويت”.
ايران مستعدة: في المشهد الاقليمي ، تحدثت “واشنطن بوست” عن مصدر مقرب من قادة إسرائيليين عن معلومات استخبارية تشير لاستعداد إيران لمهاجمة إسرائيل خلال أيام. وهدد المرشد الإيراني علي خامنئي إسرائيل والولايات المتحدة، اليوم بـ “رد ساحق” على الهجمات ضد إيران وحلفائها. وقال في مقطع فيديو، نشرته وسائل الإعلام الرسمية: “بكل تأكيد، سيتلقى الأعداء، سواء النظام الصهيوني أو الولايات المتحدة، ردا ساحقا على ما يفعلون بإيران وبالأمة الإيرانية وجبهة المقاومة”.غير أن خامنئي لم يوضح توقيت الهجوم، أو نطاقه.
المركزية