لماذا تمّ تشييع الرائد الشهيد محمد فرحات في باحة كنيسة؟

اختار أهل الرائد الشهيد محمد فرحات، الذي استشهد بعد استهدافه من قبل الجيش الإسرائيلي أثناء تنفيذ عملية إخلاء جرحى في خراج بلدة ياطر في بنت جبيل، باحة كنيسة بلدة رشعين في زغرتا لتشييعه فيها لا سيما أن بلدته الجنوبية دير قانون رأس العين في قضاء صور ما زالت تحت القصف.

وعن سبب اختيارهم رشعين يقول شقيقه علي فرحات: “عندما نزحنا إليها هربًا من القصف، استُقبلنا وكُرّمنا من قبل أبناء البلدة ولم نشعر يومًا أننا غرباء، وشقيقي الشهيد كان قد أمضى فيها ٩ سنوات من عمره وقد أحبّه أهل المنطقة وأحبّهم وعندما استشهد أبّى أبناء البلدة “إلا أن يصلّى على جثمانه في باحة الكنيسة.

ونفى علي أن يكون سبب تشييعه في باحة كنيسة البلدة ارتباطه بفتاة مسيحية ويقول: ” لقد كان مرتبطًا وينوي الزواج من الدكتورة لارا غدّار وهي من الطائفة الشيعية وكانت والدتنا تنتظر أن تضع الحرب أوزارها حتى نتمكّن من العودة إلى بلدتنا وكانت تقول له سأقيم لك زفافًا يتكلّم عنه اللبنانيين من كل المناطق وشاءت الصدف أن يستشهد وبدل أن يتكلموا عن عرسه تحدثوا عن جنازته”

وقبل التشييع جرى تكريم الشهيد في المستشفى العسكري المركزي بحضور قائد الجيش العماد جوزيف عون، ثم نُقِل الجثمان إلى بلدة رشعين – زغرتا حيث أقيم حفل التأبين بحضور ممثل عن عون.

وألقى ممثل قائد الجيش كلمة بالمناسبة، جاء فيها: “ليس غريبًا على شهيدنا أن يسطر صفحات ناصعة من البطولة في سجل المؤسسة العسكرية، وهو ابن بلدة دير قانون رأس العين الجنوبية المعروفة بوطنيتها وولائها لهذه المؤسسة فضلًا عن صمودها في وجه الاعتداءات الإسرائيلية. لقد عرفناك يا شهيدنا مثالًا في الشجاعة والعطاء، فكنتَ رجل المهمات الصعبة الذي وقف ثابتًا قويًّا أمام جنود العدو الإسرائيلي دفاعًا عن أرضه، وكنت أيضًا النموذج المشرّف في الأخلاق الحسنة والنخوة والنُّبل والمناقبية”.